ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
في قلب الأزمة ووسط العاصفة يقع العراق تماما ولكنه لم يحترق ، ويخطئ من يسعى لحرق الساحة العراقية ، ومن حسن حظ العراقيين ان يتفق اللامتفقين على ضرورة ان لاتشتعل الساحة العراقية ويصلون الى هذه القناعة بأن استقراره عامل اساس لاستقرار المنطقة ولعلهم وصلوا متأخرين .
قارب العراق يسير بحذر في خضم هذا الموج المتلاطم، والتوجه للصين قرار لايعني استدارة كاملة ولااستبدال بين حليف غربي وشرقي لكن العراق يجب ان يكون جزءً من التجارب الناجحة ويغادر الفشل الذي لازمه طويلا ويقرر مايشاء له ان يقرر او يبقى يدور في نفس الحلقة المفرغة والنفق الذي لاترى له نهاية ..
في الصين وتحت جبالها دخلنا انفاقا كثيرة لكنها مضيئة من الداخل بحيث لاتشعر بالضوء في نهاية النفق الا من حيث اختلاف الطبيعي عن الصناعي ، وفي النفق المضيء لم اشعر بإختناق ولم نترقب ضوء الشمس كثيرا ، تلك هي القصة التي يجب ان نعيش فصولها لنخرج من قصة انفاقنا والتجربة الصينية وتحارب دول جنوب شرق اسيا امثلة تحتذى لدول عانت من فقر وتخلف وفساد وقفزت الى المقدمة بجرأة وشجاعة ، ومايحتاجه العراق هو الاستقرار وان نجيب على سؤال الى متى نراوح ؟.. والاستدارة الاسيوية تنوع واجب لابد منه لملامسة وفهم اسباب النجاح الاسيوي السريع والمذهل ولمعالجة الداء .
توقيت الزيارة خلال الازمة الاقليمية النووية مهم وحمل رسائل عديدة تفسرها كل الدول الداخلة في هذا الصراع بطريقتها الخاصة وتطلق لها الخيال .
اما العودة من الصين شرقا الى السعودية التي لها مكان قريب من قلب المعسكر الغربي فقد اعادت للعراق الفرصة مجددا بان يكون لاعب التهدئة الابرز في المنطقة والوحيد الذي يمتلك علاقات مع جميع انظمتها السياسية ومعارضاتها ويحتاج اليه الجار الجنب العربي والتركي والفارسي في ازماته المشتعلة في سوريا واليمن والخليج ، وهو دور تعشقه اوربا الخائفة جدا من الحرب وتتفهمه امريكا وترحب به ايران والسعودية على حد سواء ،
والكل شاهد فيلم الحرب قبل ان تقع واحترقت اصابعه او حقق مكاسب وقتية منها .
المنطقة اليوم وصلت الى مفترق طرق بين اتخاذ قرار الحرب او قرار السلم ، والسعودية لم تتهم ايران مباشرة بقصف ارامكو لأن الإتهام المباشر يوجب عليها الرد الفوري والدخول في الحرب ، تماما مثلما لم نتهم اسرائيل بقصف الاراضي العراقية فماذا بعد الدليل غير الرد والحرب وماذا بعد الحرب ؟
كل المعطيات تشير الى ان وقت المناورات والتهديدات و ( الهمبلات )انتهى ومن يريد الحرب فهذه الساحة مفتوحة والمبررات جاهزة والنتائج باتت معروفة وملموسة لمس اليد ، وخيار السلم ايضا بات جاهزا لم لايريد الدمار والذهاب في طريق اللاعودة ..
نحن الآن بإنتظار اطلاق قرار الحرب او قرار السلم ، وخيار السلم صعب ومر ايضا لكن تجرعه أهون الشرين لمن ادرك شر الحرب الشاملة التي لاتبقي ولاتذر ، جاري التحميل والانتظار .
عبدالهادي مهودر