خسائر فادحة لعملاق الطيران بوينغ تزيحها عن عرش الصدارة
واشنطن – واع- نافع الفرطوسي
تدنت سمعة شركة (بوينغ) عملاق صناعة الطائرات الأمريكية كثيراً منذ بضعة شهور بعد كارثتين جويتين أسفرتا عن مقتل 346 شخصاً في اثيوبيا واندنوسيا الأمر الذي استدعى تجميد خط إنتاج طائرتها من طراز "737 ماكس" ،والغاء عشرات الصفقات بمليارات الدولارات لحين التوصل الى حلول مقنعة ومعرفة الخلل بهذا الطراز.
وفضلاً عن خسائر بالمليارات فقد خسرت (بوينغ) فعلياً صدارة الشركات العالمية المصنعة لطائرات نقل الركاب لتحتلها (ايرباص) بعد منافسة شرسة طيلة العقود الماضية،كما خسر العملاق الامريكي مالايقل عن 40 مليار دولار في قيمته السوقية وتراجع قيمة السهم في البورصات الأمريكية،بعدما حققت الشركة أرباحاً رائعة عبر مبيعاتها التي تجاوزت أكثر من 100 مليار دولار خلال العام الماضي فقط.
ولم تتوقف الاخبار السيئة عند هذا الحد، فهي تخضع الآن لتحقيق جنائي أمريكي بشأن شهادات وتسويق الطائرة.
وبينما تقول (بوينغ) إن هناك إصلاحًا على الطريق الذي يحتمل أن يرتبط به البرنامج بالتعطل ، إلا أنه لا يبدو أن لهذه المشكلة نهاية سهلة.
وخسائر بوينج التي تأسست قبل 103 أعوام القت بظلالها الخطيرة على مجمل الاقتصاد الأمريكي، فهي تعد من أبرز أقطاب ورموز الصناعة الأميركية، لكونها توظف أكثر من مائة وخمسين ألف موظف وتقني حول العالم، 89.5% منهم (137 ألفاً) في الولايات المتحدة، وفق موقع الشركة الإلكتروني.
وفضلاً عن الوظائف المباشرة، توفر الشركات المتعاقدة معها مثل "جنرال الكتريك" و"يونايتد تكنولوجيز" و"سبيريت ايروسيستمز" أيضاً العديد من الوظائف في القطاع الصناعي الأميركي.
وبوينج التي مقرها شيكاغو بولاية ألينوي، هي من أبرز مزودي وزارة الدفاع الأميركية، فقد أنتجت المقاتلات المعروفة "بي 17" و"بي 29" خلال الحرب العالمية الثانية، والقاصفة العملاقة "بي 52" التي أنتجت خلال حرب فيتنام ولا تزال عاملة حتى اليوم.
وتصنع بوينج اليوم أيضاً الطائرة الناقلة "كي سي 46"، وطائرات حربية مثل طائرة الهجوم "أف اي-18 سوبر هورنيت"، ومروحية الهجوم "أباتشي" ومروحية النقل "شينوك"، والطائرات المسيّرة الحربية للبحرية الأميركية "يوكلاس" و"بي-1" القاذفة.
وبوينج مع شركة "سبايس اكس" هي إحدى الشركتين اللتين ستشغلان رحلات سياحية إلى الفضاء، على متن محطة الفضاء الدولية، التي تنظمها وكالة الفضاء الأمريكية"ناسا".
وتحضر الشركة بشكل رمزي أيضاً في أعلى هرم السلطة الأميركية لكونها مصنع الطائرة الرئاسية "اير فورس وان"، ويشكل شراء طائرات بوينغ أيضا جزءا من المفاوضات التجارية مع الصين، وفق مصدر قريب من الملف.
وخسرت الشركة الأمريكية لقب أكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم، بعدما أعلنت مؤخراً عن انخفاض عدد الطائرات التي سلمتها في النصف الأول من العام بنسبة 37 بالمئة إلى 239 طائرة بسبب وقف تشغيل طائرتها الأفضل مبيعا 737 ماكس المستمر منذ فترة طويلة.
وجاء تسليم طائرات بوينج أقل من تلك التي سلمتها إيرباص، والتي ذكرت إنها سلمت 389 طائرة في الفترة ذاتها، بزيادة 28 بالمئة على أساس سنوي. وهي المرة الاولى التي تتفوق فيها الشركة الأوربية على نظيرتها بوينغ.
وتشير الأرقام إلى أن من المرجح أن يقل عدد الطائرات التي تسلمها بوينج في العام بأكمله عن تلك التي تسلمها منافستها الأوروبية للمرة الأولى في ثماني سنوات.
5-08-2019, 05:26
المصدر: https://www.ina.iq/92072--.html
العودة للخلف