واع تنشر نص كلمة رئيس الجمهورية في قمة تونس
أكد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، ان العراق يطمح إلى دور واعد ليكونَ نقطة لقاء لا نزاع، مشدداً على اننا لن نكون طرفاً في أي محور، لكننا سنكون في قيادة أي جهد يعمل على ترسيخ السلام والتنمية.
وأشار في كلمة القاها اليوم الأحد، في مؤتمر القمة العربية بتونس، الى ان "الانتصار العسكري المتحقق ضد الخلافة المزعومة تطور مهم وانجاز كبير، وانتصاراً عراقياً بامتياز"، مشيدا بدعم ومساعدة الاصدقاء والجيران ودول التحالف الدولي.
وشدد الرئيس صالح على "اهمية استكمال الانتصار العسكري بعمل دؤوب من اجل معالجة جذرية ونهائية لظاهرة الارهاب والتطرف واستئصال الفكر المنحرف، واعادة اعمار المدن المحررة وعودة النازحين الى ديارهم."
واضاف أنَّ المبدأَ الأساس في علاقات العراق الدولية، وخصوصا علاقاته مع جيرانه المسلمين و عمقه و امتداده العربي، هو مبدأُ العمل المشترك مع الجميع على أساس مصالح الشعوب والبلدان المشتركة.
رئيس الجمهورية اوضح أن ثقافةَ المعادلة الصفرية في التعاملات السياسية بين دول المنطقة أخّرت كثيراً فرص العملِ المشترك بيننا، مبيناً أن "العمل المشتركَ والمنتج، وترسيخُ الثقافة الربحية لكل الأطراف على أساس المصالح المشتركة، هو وحدهُ ما يمكن أن يبدّدَ سوء التفاهم السياسي، ويقوّم المسارات السياسية لصالح الحياة والعيش المشترك بسلام واطمئنان".
وأكد رفض العراق القاطع والصريح لقرار الحاق الجولان بإسرائيل، معتبراً انها ارض سورية محتلة، داعياً الى ضرورة العمل العربي المشترك لانهاء معاناة الشعب العربي الفلسطيني وتأمين حقه باقامة دولته على ترابه الوطني وفي اطار الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة.
وجدد الرئيس صالح موقف العراق القاضي بضرورة تسوية المشكلات في سورية واليمن وليبيا، بما يعزز أمن وسلام وحرية هذه البلدان الشقيقية وبلداننا جميعاً، ويساعد في القضاء على بؤر الارهاب والتطرف.
وفي مايلي نص كلمة رئيس الجمهورية:
" سيادة رئيس جمهورية تونس المحترم
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والمعالي
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتقدم بداية بالشكر الجزيل لأشقائنا في تونس لاستضافة القمة ولحسن التنظيم وكرم الضيافة واتقدم كذلك بوافر التقدير والشكر لأخي خادم الحرمين الشريفين لقيادته ورئاسته القمة السابقة ورعايته ومتابعته لمقرراتها.
من دواعي السعادة أن نلتقي هنا، في هذه القمة، وفي ربيعِ تونسَ الخضراء.
في وسط هذه التحولات علينا أن نتشاورَ ونتحاورَ وبلدانُنا بأشدِ الحاجةُ إلى الحوارِ الصريحِ بين قادتها، بحاجة ال السعيَ معاً من أجلِ تعزيزِ قيمِ التفاهمِ والعملِ المشتركِ ضمنَ أهدافِ التطويرِ والتنميةِ وستكونُ السعادةُ أكبرُ لشعوبنا اذا رجعنا لهم ونحن متفقونَ.
متفقونَ على خارطةِ طريقٍ تتضمنُ اتفاقاتٍ وتفاهماتٍ علي منهجٍ مشتركٍ لمعالجةِ تحدياتنا الكبيرة - وإذا ما نجحنا في ذلك فعلا - فهذا يعني بلوغُنا قاعدةً حقيقيةً للتفاهمِ المسؤولِ، ولإدراكٍ جدّيٍّ لضرورةِ العملِ معاً على ما يرسِّخُ القناعةَ بأنَّ مصيرَنا مشتركْ.
يجبُ الإقرارُ ؛ بأنَ التحدياتِ خطيرةً ومتعددة، لكن ينبغي إدراكُ أن فرصَ مواجهةِ التحدياتِ ومخاطرها ما زالتْ قائمة، وما زالَ ممكناً أن نعملَ بمسؤوليةٍ عاليةٍ لاجتيازِ الأزمات، وهي أزماتُ مشتركةٌ لا يمكنُ المفرُ منها، ولا ينبغي لأيِّ بلدٍ من بلدانِنا التفكيرُ بأنَّه في منأىً عنها أو عن آثارِ هزاتِها الارتدادية.
فالعراقُ خارجُ لتوهِ من حربٍ ضروس ضدَ الارهابِ وقد ضحينا بالغالي والنفيس في مواجهة الارهاب ودحره، فالانتصار العسكري المتحقق ضد الخلافة المزعومة تطور مهم وانجاز كبير وكان انتصارا عراقيا بامتياز ونقدر في هذا السياق دعم اصدقاءنا وجيراننا والتحالف الدولي الذين ساعدونا وازرونا في هذه المواجهة.
هذا الانتصار العسكري يجب ان يستكمل بعمل دؤوب ومثابرة من اجل معالجة جدرية ونهائية لظاهرة الارهاب والتطرف واستئصال الفكر المنحرف وتجفيف مصادر تمويل التطرف والارهاب واعادة اعمار المدن المحررة وعودة النازحين الى ديارهم. في هذا المسعى يأتي اهمية العمل المشترك والتعاون الاقليمي والدولي لمنع ظهور الارهاب مجددا واجتثاث اسباب نشوئه وتمويله، واستطيع ان اؤكد بأن العراق يمثل منطلق لمثل هذا العمل ومثل هذه المنظومة المطلوبة.
تواصلنا وزياراتنا المتبادلة لدول المنطقةِ ، تؤكد أننا لسنا بعيدينَ كثيراً عن هذا الشعور، وعن إدراكِ متنامي حول ضرورةِ التعاملِ بجديّةٍ وبتنسيق مع هذه التحدياتِ القائمة ِ والقادمة.
نعتقدُ أنَ العملَ على التكاملِ الاقتصاديِ العربيِ ، وبناءِ نظامٍ قائمٍ على الاستفادةِ من الصناعاتِ، وتطويرِ قطاعاتِ الزراعةِ والارتقاءِ بالعمالةِ المتطورةِ العربية، سيكون في مقدمةِ صيغِ التعبيرِ عن إدراكِ أهميةِ العملِ على إيجادِ الحلول. لدينا خزينٌ في المواردِ البشريةِ والطبيعةِ وواقعٍ جغرافيٍ حيوي، نحتاج الى التعاونِ والاتفاقِ على الرؤى لترجمةِ هذا الخزين الى واقعٍ مفيدٍ ونافعٍ لشعوبِ منطقتنا.
وقد يحتاجُ هذا التكاملُ المنشودُ إلى سعيٍ مخلصٍ من أجلِ بناءِ نظامٍ مصرفيٍ متكامل يساعد على تنشيط القطاعُ الخاص، وكذلك مكافحةُ البطالةِ وخاصةً لدى الشباب، وتوفيرُ فرص العملِ لهم ، وتأمينُ التكافؤِ في الفُرصِ بعدالة، وإعطاء المرأةِ دورها القياديُ في المجتمعِ.
ومن المؤسف سيداتي سادتي أن ثقافةَ المعادلةِ الصفريةِ في التعاملاتِ السياسيةِ بين دولِ المنطقةِ أخّرت كثيراً فرصَ العملِ المشتركِ بيننا، فيما أن العملَ المشتركَ والمنتج، وترسيخُ الثقافةَ الربحيةَ لكلِ الأطرافِ على أساسِ المصالح المشتركةِ، هو وحدهُ ما يمكنُ أن يبدّدَ سوءُ التفاهمِ السياسيِ، ويقوّمُ المساراتِ السياسيةِ لصالحِ شعوبنا.
أشيرُ بهذا الصددِ إلى أنَّ المبدأَ الأساس في علاقاتِ العراقِ الدولية، وخصوصا علاقاتهِ مع جواره الاسلامي وعمقهِ وامتدادهِ العربي، هو مبدأُ العملِ المشتركِ مع الجميعِ على أساسِ مصالحِ الشعوبِ ومصالح البلدانِ. والعراقُ يطمحُ إلى دورٍ واعدٍ ليكونَ نقطةَ لقاءٍ لا نزاع، لن نكونَ طرفاً في أيِ محورٍ . لكن سنكونُ في قيادةِ أي جهدٍ يعملُ لترسيخِ السلامِ والتنميةِ والتفكيرِ بمستقبلٍ متقدمٍ وعادلٍ للجميع.
هذه خلاصةُ تجربةٍ دفعنا من أجلِ بلوغها الكثيرَ من الخسائرِ البشريةِ والماديةِ والمعنويةِ خلال العقودِ الماضية. هذه خلاصةُ تجربةٍ أكّدت لنا أن لا مستقبلَ للمنطقةِ وشعوبها من دونِ التفكيرِ بالمستقبلِ بمسؤوليةٍ وباحترامٍ لمصالحنا ومصالحِ جيراننا وأصدقائنا.
سيادتي سادتي..
ما زالت قضيةُ فلسطين شاخصةً، ومأساةُ الشعبُ العربيُ الفلسطينيُ في مقدمةِ اهتماماتِ العربِ والمسلمينَ جميعاً، نؤمن أن العمل بمختلفِ السبل في إطارِ الشرعيةِ الدوليةِ وقراراتِ الأممِ المتحدةِ ذاتِ الشأنِ ، يشكلُ ضرورةَ عملٍ عربيٍ مشتركٍ من أجلِ إنهاءِ هذه المعاناةِ وتأمينِ حقِ الشعبِ الفلسطينيْ بإقامةِ دولتهِ على ترابهِ الوطني. وليس بعيداً عن هذا التصورِ أيضاً التاكيدُ على رفضنا الصريح والقاطع لقرارِ إلحاقِ الجولانِ ، فهي ارضٌ سوريةٌ محتلة.
نؤكدُ موقفنا القاضي بضرورةِ تسويةِ المشكلاتِ في البلدانِ الشقيقةِ، في سورية واليمن وليبيا، بما يعززُ أمنَ وسلامَ وحقوق هذه البلاد، ويساعدُ في القضاءِ على بؤرِ التطرف والارهابِ. نؤكدُ أيضاً على موقفنا الداعي من أجلِ عملٍ عربيٍ مشتركٍ ، أمنياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً، لاجتثاث الإرهابِ ووسائلِ نشوئهِ وتفاقمه وتمويله. وإذ نقدّرُ الدورَ المخلصَ لجامعةِ الدولِ العربيةِ في الحفاظِ على فرصِ التعاونِ والعملِ العربيِ المشتركْ ، فإننا مع أيِ جهدٍ للارتقاءِ بعملِ الجامعةِ في ضوءِ هذهِ التحدياتِ والمسؤولياتِ الكبيرةِ الملقاةِ على عاتقها.
في الختام..
جزيلُ شكرِنا وامتنانِنا لأشقائنا في تونس، رئيساً وحكومةً وشعباً، مرة أخرى على كرمِ الضيافةِ وحسن التنظيمِ ، كلُ التمنياتِ للشعبِ التونسيِ الشقيقِ اضطراد التقدمِ والخيرِ والرفاه.
وشكراً جزيلاً لجامعةِ الدولِ العربيةِ على الدورِ المهمِ في إنجاحِ هذه القمة.
نلتقي بخيرٍ وسلامٍ لما فيهِ خيرَ بلدانِنا وشعوبِنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
31-03-2019, 14:03
المصدر: https://www.ina.iq/84337--.html
العودة للخلف