مدرسة الموسيقى والباليه , صورة جمالٍ أخرى لبغداد
بغداد –واع- حسين محمد الفيحان
انغام موسيقية جميلة وعالم اخر جميل يختلف خلف جدران مدرسة صغيرة , هي (الام) , بل تكاد ان تكون الوحيدة في العراق , تجمع انواعا من الموسيقى الشرقية والغربية والكلاسيكية (العالمية) , كما تضم فنون تعلم الباليه و فيها براعم من الاطفال يمثلون اصغر الفرق الغنائية , تتعلم وتتدرب على غناء التراث والمقام والفلكلور , اضافة الى اصغر الراقصات اللاتي يترنمنَّ ببدلاتهن و حركاتهن المتناسقة في المدرسة الوحيدة المخصصة لهم في العراق , وهي مدرسة الموسيقى و الباليه .
وعن تأريخ المدرسة وتأسيسها يحدثنا مديرها احمد سليم , الذي بين لـ(واع) : إن "المدرسة تاسست عام 1968 , تحت اسم (مدرسة الموسيقى للأطفال) بكادر خليط من الاجانب و العراقيين لتكون اول مدرسة في الشرق الاوسط ", موضحا ان "من ابرز مؤسسيها الفنان الراحل عزيز علي , اضافة الى الاستاذ سعد محمود حكمت الذي كان مدرسا فيها و مسؤول قسم ,وكذلك الفنان المرحوم فؤاد سالم الذي لم يفارق المدرسة حتى وفاته بعدعودته للعراق بعد عام 2003 م ".
واضاف ،ان "كادر المدرسة اليوم هم خريجوها الذين درسوا على ايد الاساتذة الروس و الاتراك و الفرنسيين ",مؤكدا ان "المدرسة ملمة بالجانب التربوي والفني في مجال الموسيقى والباليه وتشرف عليها الان دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة التي تدعمها بكل ما تحتاج ".
و تابع سليم ,ان "المدرسة قد خرجت كبار الفنانين , كما انها تضم حاليا في مراحلها الست 200 طالب و طالبة , تم اخضاعهم للاختبار وسجلو نجاحهم فيه , قبل قبولهم في المدرسة" , لافتا الى ،أن "عدم قبول اكثر من 500 متقدم و متقدمة خلال هذا العام كان بسبب عدم اجتيازهم الاختبار الفني".
اما المُدرسة في قسم الباليه , زينة كريم , فتقول لـ(واع) : "هنا يتم تدريس المنهج الروسي , المُتبع في اكثر مدارس الرقص في العالم , حيث تشمل الساعة الاولى المادة النظرية , ويليها ساعات العملي , ويكون طلبته من الذكور والاناث في سن التاسعة (المرحلة الاولى ), الذي يعادل الرابع الابتدائي ويستمر الى (المرحلة السادسة) ليمنح بعدها المتخرج شهادة الدبلوم".
و على الرغم من افتتاح مدرسة مشابه لها في اقليم كردستان العراق خلال السنوات القليلة الماضية , الا انها متخصصة في الباليه فقط , لتبقى مدرسة الموسيقى و الباليه في بغداد هي الوحيدة و الرائدة في العراق و منطقة الشرق الاوسط .
ضرغام حذيفة , الطالب في المدرسة ذو الـ (10) اعوام , يحلم ان يصبح موسيقيا في المستقبل , يقول لـ(واع) : "في مدرستي هذه اتدرب على تعلم فنون العزف و الموسيقى على ايد اساتذة متخصصين , لنقدم في احتفالات خاصة او في الاحتفال السنوي للمدرسة ما نتعلمه من معزوفات او رقصات , تراثية و شعبية وعالمية" , مبينا ان "التدريب على اتقان المعزوفة الواحدة و حفظها يستغرق من شهرين الى ثلاثة اشهر" .
من ناحيتها تقول شهد حافظ - الطالبة في الصف الثالث من المدرسة : أن "حبي وهوايتي للباليه (الرقص) دفعتني بمساعدة و تشجيع عائلتي امي وابي من الدخول و التسجيل في هذه المدرسة التي احبها جدا ,وحاليا اتعلم انواع الرقصات الشرقية والغربية" .
المدرسة تقع وسط بغداد , و على الرغم مما شهدته العاصمة من احداث امنية في السنوات الماضية , الا انها استمرت بمسيرتها بتحديات كبيرة , خسرت فيها عددا من اساتذتها الاكفاء و طلبتها المتميزون الذين هاجروا البلاد نتيجة تهديدات , غير انها اليوم في ظل الاستقرار الامني و عودة الحياة تشهد ازديادا في اعداد طلبتها بشكل كبير و غير مسبوق.
و يرى المدرس في قسم الموسيقى , محمد عدنان , ان "انغام الموسيقى هي غذاءً للروح , وهي رسالة للسلام و امل للحياة و الراحة".
واضاف ،ان "الفنان يحب الحياة و يقدم رسالة سلام للعالم , و علينا ان نعلم ذلك للأجيال , فبغداد عرفناها و عرفها الجميع انها مدينة السلام و الادباء و الشعراء و الفنانين و الغناء , و يجب ان تبقى كما هي و تستمر على ذلك " , موضحا انه "في قسم الموسيقى واضافة الى الفنون الشرقية المعروفة , يتم تعلم الات الموسيقى الغربية , وهي الداخلة في الاوكسترا السمفونية العالمية , (عائلة الوتريات , وعائلة الهوائيات)".
20-03-2019, 07:19
المصدر: https://www.ina.iq/83575--.html
العودة للخلف