الرئيسية / الخاطبة تحافظ على دورها وتواكب التطور التكنولوجي

الخاطبة تحافظ على دورها وتواكب التطور التكنولوجي

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
النجف الاشرف - واع  
ينشغل الشباب من الجنسين كثيرا في اختيار شريك حياته المناسب والذي يمكنه تحقيق الاحلام معه ،إلا أن هناك من يساعد في حل هذا الأمر ، والتوفيق بين رأسين بالحلال مثلما يقال ، ومنهم الأقارب والأصدقاء  وكذلك الخاطبة او "الخطابة" باللغة المحلية، التي لا يزال لها حضور في المجتمع ، رغم التطور التكنولوجي الحالي وظهور الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية التي تتيح للجميع استخدام وسائط التواصل الاجتماعي .
وقد يكون دور الخاطبة قد تلاشى في بعض الاحياء تبعا لتطور الحياة الاجتماعية ولكثرة وجود فرص اللقاء بين الجنسين ،ألا أنها (الخاطبة ) لازالت تمارس دورها بغية تاسيس عائلة سعيدة تسهم في بناء المجتمع.
 التقرير التالي تسلط وكالة الأنباء العراقية (واع) الأضواء على "الخطابة" ودورها واسلوب عملها...
"الخطبة" ،هي واحدة من العادات والتقاليد التي عرفها المجتمع منذ القدم ، فالخاطبة ، هي المرأة ذات السمعة الطيبة والمقبوله اجتماعيا من جميع الاطراف ،هي التي ستتولى مهمة تحقيق الزواج بين الراغبين من النساء والرجال الباحثين عن شريك العمر ، طلبا للأجر والثواب ، فهي تمثل واسطة الخير التي تعمل على  التوفيق بين الشريكين. 
الخاطبة "ام ميثم" من النجف الأشرف- 60 عاما ، تقول : إنها مازالت تواصل عملها الذي بدأته قبل أكثر من عشرين عاما بالخطبة للشباب المقربين وأبناء وبنات الحي الذي تسكنه ، وتضيف  : إنها  تطوعت لعمل الخير هذا  حتى صارت حلقة وصل لتقريب وجهات النظر بين الراغبين بالزواج من الشبان والشابات ، لتكون سببا في حصول رابطة الزواج . 
وتواصل ام ميثم حديثها قائلة: انها لا تبتغي من هذا العمل أي مكاسب مادية وإنما تسعى لتيسير امور المرأة او الرجل  والبحث لهما عن شريكا مناسبا ، يكملا  حياتهما ويتقاسمان هموم الأيام وأعباءها.
 واضافت ،أن "اكثر اللواتي يزورنها للبحث عن شريك حياة هن النساء اللواتي تقدم بهن السن ،وانها من خلال معرفتها بسكان الحي والاحياء الاخرى وطبائع اغلب اهلها ،اتمكن من العثور لها عن شخص يناسبها ".
  وختمت ام ميثم بالقول :انها تمكنت من الجمع والوفاق بين الكثير من الشركاء الذين أصبحت لديهم أسر وأطفال ،وبناء علاقات اجتماعية متينة بين الكثير من العائلات في النجف الأشرف" ، مشيرة الى أنها "تلقت هدايا كثيرة من الأشخاص الذين تكللت خطبتها لهم بالزواج".
من جانبه ، يبين المواطن فلاح الكرعاوي ،أن "عمل الخاطبات مازال موجودا الى يومنا هذا لكنه تأثر بالتطور التكنولوجي الانفتاح الذي شهده العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي تعد  رخيصة الثمن وسهلة الاستخدام ، حيث دخلت في مسألة الخطبة والانتهاء بالزواج ، فهناك من الخطابات من يبحثن لقريباتهن من النساء عن أزواج ، عن طريق مواقع التواصل ، عبر وضع معلومات عن المرأة المراد تزويجها على صفحات تلك المواقع علها تجد شريك الحياة المنتظر". 
ويؤكد الكرعاوي ،أن "الأشخاص الذين يلجأون الى الخطابات غالبا ما يكونون من فاقدي الأبوين واللذين لا يوجد من يقوم بالخطبة لهم".
ويرى باحثون أن عمل الخاطبة كان رائجا أكثر في زمن الآباء والأجداد ، اذ يقول حيدر يالي : ان" النساء والرجال كانوا يمارسون هذا الدور على حد سواء ، من قبيل فعل الخير ليس إلا " ، ويوضح أن "الخاطبة كانت تدخل جميع البيوت ، لترى الفتيات ، وتحدد المناسبة منهن للزواج ، من حيث الجمال والعمر وغيرها من الامور التي يتمناها الشخص المتقدم لخطبة تلك الفتاة ، وتحقيق التقارب والوصول الى اتفاق معين بين أهل الرجل والمرأة ، حتى يتم الزواج بين الشريكين".
الخبير بوسائل التواصل الاجتماعي ضرغام الحسن ، يقول ،إن"وسائل التواصل الاجتماعي وتقدم العلاقات وترشح فرص التقاء الجنسين في اكثر من موقع سواء المدارس او الجامعات او الاجهزة اللوحية قلل من مهمة الخاطبة في هذا المضمار ".
واضاف ،أن "اغلب الشباب يتزوجون قبل او بعد التخرج من الجامعة ،لانه كان خلال سنوات دراسته قد تعرف على شريكة عمره وحدث بينهما تألف في الصفات وتقارب في التطلعات ، لذا فان اغلب زيجات الجامعات ناجحة ومستمرة ومثمرة".
وتابع الحسن ،أن "الزيجات التي تتم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة خصوصا الفيس بوك والانستغرام و....حققت عددا كبيرا من حالات الزواج ،الا ان اغلبها كان مصيره الفشل لعدم توفر الوقت المناسب للتعرف على الشريك عن كثب".
من جانبها تقول الباحثة الاجتماعية زاهدة البياتي ،إن "الخاطبة لازالت موجودة بيننا فحتى وسائل التواصل الاجتماعي المخصصة لهذا الشأن هي تقوم بعمل الخاطبة ولديه فريق من الموظفين يواصلون تحديث المعلومات وادامة الاتصال بين المشتركين".
وتابعت البياتي، أن "المشاكل تبرز في زواج الوسائل الحديثة بعد اشهر قليلة من الاقتران ،وتبدأ مرحلة جديدة من التعب والمراجعات والمحاكم وتدخل الاقرباء وغالبا ما تنتهي بالفراق ،ما يعني ان تاثير (الخاطبة التكنولوجية ) يسبب ضررا مجتمعيا بنبغي التثقيف له من قبل منظمات المجتمع المدني ".

28-02-2019, 10:23
المصدر: https://www.ina.iq/82408--.html
العودة للخلف