nbsp;
بغداد- واع
رفض الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، منح هيئة الإعلام والاتصالات رخصةً لنقابة الصحفيين العراقيين، لتأسيس إذاعة تحمل اسم (إذاعة بغداد)، مؤكدا وقوفه مع شبكة الإعلام العراقي في اعتراضها، اذ يعدّ الاسم من حقوقها الحصرية، لوجود الإذاعة العريقة (إذاعة جمهورية العراق من بغداد).
ودعا الاتحاد هيئة الاعلام والاتصالات ونقابة الصحفيين العراقيين الى اختيار اسم اخر، مؤكدا ان "الدفاع عن اسم (إذاعة جمهورية العراق من بغداد) من التسميات القريبة منه ليس خيارا بل واجبٌ يشبه الدفاع عن اسم الوطن".
وفي ما يلي نص البيان.
بلبلُ بغداد في مهبِّ الإذاعات
تابع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، خبر منح هيئة الإعلام والاتصالات رخصةً لنقابة الصحفيين العراقيين، لتأسيس إذاعة تحمل اسم (إذاعة بغداد) وسط اعتراض من قبل شبكة الإعلام العراقي، التي عدّت الاسم من حقوقها الحصرية، لوجود الإذاعة العريقة (إذاعة جمهورية العراق من بغداد).
وهنا... وانطلاقاً من أهمية الحفاظ على الهوية الإعلامية لوطن أشرقت إذاعته الأثيرة عبر صوت بلبلها منذ الأول من تموز عام ١٩٣٦، يدلي الاتحاد بموقفه، ويدعو إلى عدم منح أية رخصة لإذاعة تحمل اسم (بغداد) فالتاريخ الممتد لاثنين وثمانين عاماً، أعطى إذاعة جمهورية العراق سمتها البغدادية، فهي تنطلق من الوطن ولكل الوطن تعبيراً عن موقع بغداد في قلوب المستمعين والمتابعين.
وبغض النظر عن قائمة لوائح منح التراخيص للإذاعات، والأبعاد القانونية التي تحكم هذه الشؤون، يجد الاتحاد الأمر أخلاقيا وتنظيميا قبل كل شيء.
أخلاقياً... لأننا مازلنا نرى ضرورة تكاتف كل المؤسسات والجهات الإعلامية، والتعاضد والسعي فيما بينها لتطوير الموجود والمستمر من قنوات إعلامية رصينة، فكيف بنا بإذاعة أصبحت جزءا من ذاكرة العراقيين والبغداديين على مدى سنواتها المضيئة، ومازلنا نأمل من نقابة الصحفيين أن تبادر لتطلق اسما جديدا يختطُّ لنفسه تاريخاً يليق بمكانتها، بدلا عن اعتماد اسم مكرّس يقترب من تأسيس سابق.
أ ليس شاعر العرب الأكبر الجواهري من أسس نقابة الصحفيين ؟
أ كان يرتضي هذا الأمر لو جرى في زمانه ؟
وهنا لا بدَّ لنا من إكبار موقف أمانة بغداد التي تمثّل عماد المدينة الزاهية في حضارتها، فحين أسست إذاعتها أطلقت عليها اسم (العاصمة) في تصرّف يحسب لها، ولذكائها المهني.
وتنظيمياً... والمعنية به هيئة الإعلام والاتصالات، فما الفائدة المرتجاة من منح اسم بغداد لإذاعة جديدة، وكأن الفكر العراقي الخلّاق بات عاجزا عن المجيء بما يحقق الابتكار والفرادة التامة...!
أو كأننا نعيش في حرب أهلية إعلامية تتنازع على حدود التماس...!
إن الدفاع عن اسم (إذاعة جمهورية العراق من بغداد) من التسميات القريبة منه ليس خيارا، بل واجبٌ يشبه الدفاع عن اسم الوطن، والرجاء بأن لا يئد المسؤولون البلبل الحكيم الذي مازال يغرّد منذ عقود، بصوتٍ يناصبه الموقع، فقد تقع الطيور على أشكالها، لكن الإذاعات لن تقع إلا على أشكالنا...
أشكالنا التي مازالت تبحث عن العراقة، وتصرُّ على حمايتها والعناية بها.