ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
متابعة - واعحذرت دراسة إسرائيلية جديدة من أن الصراع في البحر الأحمر، خاصة حول باب المندب، من الصراعات الأكثر سخونة حول العالم، كونه يضم بين جنباته أكثر من لاعب إقليمي ودولي، داعية بلادها إلى الاهتمام بهذا الصراع، ومحاولة توجيه الأنظار نحوه، والاستفادة من تضارب المصالح حوله.
نشر مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، مؤخرا، دراسة مهمة حول البحر الأحمر، معتبرا إياه منصة دولية للصراع حول العالم، كونه يضم أكثر من لاعب إقليمي ودولي، من بينهم الولايات المتحدة الأمريكية والصين وإيران وتركيا، وانضم إليها بعض الدول الخليجية، في وقت تعد منطقة باب المندب ذات أهمية استراتيجية لإسرائيل، لتحكمه في حركة التجارة العالمية، ولقربه من الصراع في اليمن والقرن الأفريقي.
كتب يوئيل جوزنيتسكي وعوديد عيرن الباحثان بمركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أنه يجب على إسرائيل توجيه الأنظار ناحية الصراع في البحر الأحمر، نتيجة لعدة أسباب، من بينها استمرار الصراع في اليمن، ودخول حركة الشباب الصومالية في دائرة الصراع، وكذلك للتدخل الإيراني والتركي في منطقة القرن الأفريقي، ومن قبلهما الولايات المتحدة والصين، فضلا عن أن التقارب الإيراني لكل من جيبوتي والسودان وإريتريا يسمح لها بالهجوم على إسرائيل، فضلا عن كون منطقة باب المندب محطة مهمة تهريب السلاح للفلسطينيين.
أكدت الدراسة المنشورة بمركز دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب أن الحرب في اليمن تسمح بتفوق إيراني على حساب القوى الإقليمية، مثل السعودية، وكم شهدت الأشهر القليلة الماضية استهداف الحوثيين لمواقع أمنية سعودية، وكذلك استهدافهم لسفينة نفط سعودية في أبريل/نيسان الماضي، وبأن المصلحة الإسرائيلية تكمن في سيطرة التحالف العربي على القوات الإيرانية وقوات "حزب الله" في اليمن، حتى لا تتحول الأخيرة فيما بعد لمحطة لتهريب الأسلحة لحركتي، حماس والجهاد الإسلامي، في قطاع غزة.
وتحول القرن الأفريقي إلى قواعد عسكرية لكثير من الدول، مثل الإمارات والسعودية وقطر وتركيا، وللأخيرة قاعدة عسكرية في الصومال، وكذلك في السودان، وتدير مفاوضات مع جيبوتي أيضا، في الإطار نفسه، بات يمثل خطورة بالغة على الأمن القومي الإسرائيلي، كون منطقة باب المندب هي المدخل الجنوبي لقناة السويس ومدينة إيلات.
وأشارت الدراسة الإسرائيلية إلى أن قطر ستشارك تركيا في إقامة قاعدة عسكرية بالسودان، والسعودية تقيم قاعدة في جيبوتي، ومطارا في الصومال وإريتريا، حتى يمكنها استهداف الحوثيين في اليمن.
ختمت الدراسة بالتشديد على ضرورة تفهم الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر، خاصة منطقة باب المندب، والتحذير من خطورة تدخل دول إقليمية ودولية، مثل تركيا وإيران في هذه المنطقة، إضافة لمنطقة القرن الأفريقي، حتى لا تتم عمليات تهريب السلاح عبر هذه المناطق الحيوية، كما أن تواجد كل هذه القوى يخلق تضارب في المصالح وهو ما يحدو بإسرائيل إلى التعاون والاشتراك الفعلي مع بعض هذه القوى، بما يعود بالنفع على الأمن القومي الإسرائيلي.