nbsp;
متابعة- واع
على الرغم من مضي اكثر من ثلاث سنوات على ابرام المجتمع الدولي مع ايران الاتفاق النووي والذي اعترف فيه العالم بحق طهران في هذا الملف، الا ان التصريحات الاميركية بأعادة النظر بهذا الاتفاق أو إلغاءه، اثارت جملة من المواقف على الساحة الدولية ما بين معارض ومتحفظ على تلك التصريحات.
وألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب لقاءه نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون ، إلى السعي الجاد لأتفاق جديد بشأن برنامج إيران النووي ليحل محل الاتفاق الحالي الذي يراه ترامب معيبا.
وهدد ترامب في السابق برفض تمديد الاتفاق النووي الذي أبرم في عهد سلفه باراك أوباما، ومن المفترض أن يوقع عليه بحلول 12 أيار المقبل.
من جانبه، قال ماكرون إن نفوذ طهران في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يطرح في أي مفاوضات مع إيران، بيد انه اكد ان الاتفاق الحالي"معقول"، قبل ان يقدم اقتراحا بهذا الخصوص.
والاقتراح الذي قدمه ماكرون الى نظيره الأميركي يتضمن المحافظة على الاتفاق الحالي كدعامة من "أربع دعائم" لاتفاق مستقبلي.
والدعائم الثلاثة الباقية هي معالجة فترة ما بعد العام 2025 عندما تبطل بنود معينة متعلقة بالنشاط النووي، ثم برنامج طهران للصواريخ البالستية، واخيرا دور طهران في المنطقة.
وقال ماكرون "أنا اعتبر هذا تقدما،وهو يجنبنا السقوط في المجهول المطلق"، مؤكدا ان "اقتراحاته منسقة مع شركائه الأوروبيين وليست عملا احاديا".
وفي الاثناء، ذكرت الخارجية الأميركية أن "الولايات المتحدة لا تنوي مراجعة الاتفاق النووي مع إيران أو إلغاءه، لكنها تسعى إلى وضع وثيقة إضافية كملحق بهذه الصفقة".
وقال نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الأمن الدولي ومنع انتشار الأسلحة، كريستوفر فورد، في مؤتمر صحفي عقده امس الأربعاء في جنيف: "إننا لا ننوي إجراء مفاوضات جديدة بشأن خطة العمل المشتركة الشاملة أو تعديل شروطه، لكننا نسعى إلى وضع وثيقة إضافية".
وأوضح فورد أن هذه الوثيقة من شأنها أن "تفرض سلسلة من القواعد والقيود الإضافية"، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة يكمن في "مواجهة التحديات بصورة أكثر فاعلية".
وأضاف المسؤول من الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تسعى للبقاء في الاتفاق النووي مع إيران لكن مع ضمان إصلاح ثغراته.
بالمقابل، هدد الرئيس الايراني حسن روحاني من "عواقب وخيمة" إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي.
ولم يحدد روحاني رد الفعل الذي قد تتخذه طهران، لكن وزير خارجيته جواد ظريف قال إن الرد المحتمل سيكون استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم، العنصر الرئيسي لصناعة الاسلحة النووية.
على الجهة الاخرى، من المقرر أن تزور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل واشنطن يوم الجمعة المقبل، في محاولة أخيرة، لإثناء ترامب عن إفشال الاتفاقية.
فيما علقت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي "فيدريكا موغريني" على اجتماع الرئيسين الفرنسي و الاميركي بالقول، "لدينا حاليا اتفاق واحد مع ايران وكان ناجحا ويجب المحافظة عليه".
واضافت ان" تصريحات الرئيس ماكرون وكل الاوروبيين ومواقفهم، تكشف عن وجود خطة عمل مشتركة واحدة مع ايران وهو الاتفاق النووي الوحيد في الوقت الراهن وكان ناجحا وحال دون انتاج ايران للسلاح النووي".
واضافت" نعتقد ان التنفيذ الكامل للاتفاق النووي سيكون ضروريا لأمن اوروبا والمنطقة، وان أوروبا ستلتزم بهذا الاتفاق".
وتابعت" ما يمكن أن يحدث في المستقبل يتم تحديده في المستقبل، لكن في الوقت الحاضر، هذا الاتفاق قائم وكان ناجحا ويجب المحافظة عليه".