في ثاني محطاته الخارجية بالعام 2025، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يزور المملكة المتحدة، العنوان الأبرز للزيارة تعزيز الشراكة الاستراتيجية وفتح آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي والأمني والتجاري والثقافي والرياضي وفقاً للحكومة، فيما يرى نواب وخبراء سياسيون أن توقيت الزيارة يكتسب أهميته من أنه جاء بعد نجاحات عدة حققها الدبلوماسية العراقية على المستوى الإقليمي جعلت الدول الكبرى وبينها بريطانيا تعبر بصراحة عن إعجابها البالغ بالجهود العراقية في رآب الصدع بين دول المنطقة وتأكيدها الرغبة بتوسيع مستوى التعاون بمختلف المجالات مع العراق.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
أهداف الزيارةوتقول عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية النائبة رقية النوري في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الشراكة مع المملكة المتحدة تهدف إلى المساهمة في تنمية العراق وتنويع مصادر دخله مع توفير فرص موسعة للمملكة المتحدة في سوق واعدة ذات إمكانات بشرية واقتصادية كبيرة وإعادة تأهيل البنية التحتية وتطوير القطاعات الإنتاجية ولا سيما الطاقة التي لا تزال العمود الفقري للاقتصاد العراقي".
وأضافت، أن "الزيارة تعكس التزام حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين العراق والمملكة المتحدة حيث أن هذه الشراكة عميقة الجذور في التاريخ وتطمح إلى آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي، اضافة الى انها تأتي لتعميق الحوار والتنسيق بشأن قضايا الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة خاصة انها جاءت وسط أحداث غير مسبوقة ومتصاعدة في الشرق الأوسط، لا تهدد المنطقة فحسب، بل تهدد أيضا بصراعات أوسع نطاقا".
مؤشرات اقتصادية
بدوره، أوضح مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى المملكة المتحدة تشكل خطوة حيوية نحو تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين، وتؤشر في الوقت نفسه الرغبة في بناء شراكات استراتيجية مع القوى العالمية مثل المملكة المتحدة"، لافتا إلى أن "الزيارة تهدف إلى تعزيز الدور الدولي والإقليمي للعراق في بناء مستوى عالي من الانفتاح الدبلوماسي وتعزيز الثقة الدولية في قدراته على بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد، مما يعزز الدور الدولي والإقليمي للعراق ومكانته كدولة محورية اقتصادية في المنطقة والثقة الدولية في قدرات العراق على بناء شراكات استراتيجية".
القطاعات المستهدفة
وأوضح صالح، أن "العراق يرسم في هذه الزيارة المهمة الى بريطانيا الرغبة الحقيقية، في توقيع مذكرات تفاهم تقود الى اتفاقات استراتيجية طويلة الأمد من المتوقع لها ان تتضمن التوقيع على مذكرات تفاهم في قطاعات مثل، الطاقة، والتعليم، والخدمات المالية والمصرفية، والرقمية، وبناء القدرات البشرية".
وبين أن "الزيارة تؤكد على متانة الاستقرار والتنمية وتعكس رسالة بأن العراق مستقر ومستعد للتعاون دولياً، مما يعزز الثقة الدولية في قدراته في بناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع بلدان العالم الاول ومنها بريطانيا، ولاسيما وان للمملكة المتحدة المملكة المتحدة خبرات علمية وتكنولوجية واسعة في مجال الطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية، وهي مجالات يحتاجها العراق لتنويع اقتصاده وتقليل اعتماده على النفط"، مشيرا إلى أن "الزيارة ستفتح الباب أمام استثمارات بريطانية أوسع في العراق، وتعزز من موقع العراق كوجهة استثمارية ودبلوماسية في المنطقة والعالم و دولة محورية مهمة في تشييد السلام والاستقرار والتنمية المستدامة لشعبه".
اكتساب الخبرات
من جهته قال الخبير الاقتصادي أحمد صدام في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "هذه الزيارة من شأنها الإسهام في تعزيز دور العراق المتوازن اقليميا بما يعزز مكانته بين دول العالم، وانها تفتح الباب للاستفادة من الخبرة البريطانية في مجال، التكنولوجيا، البنى التحتية، والطاقة المتجددة، لتطوير القطاعات الاقتصادية، فضلا عن انها تسهم في تعزيز الاستثمار في قطاع الطاقة"، مبينا أنه "قد تكون هناك اتفاقيات لزيادة الاستثمارات البريطانية في هذا القطاع، بالإضافة إلى التركيز على الطاقة النظيفة".
وتابع: إن "هذا التوجه يدعم برامج التنويع الاقتصادي عبر الشراكة مع بريطانيا التي من خلالها يمكن للعراق جذب استثمارات في قطاعات غير نفطية مثل الزراعة، التعليم، والرعاية الصحية"، لافتا إلى أن "الزيارة قد توفر فرصة لفتح المجال أمام الشركات البريطانية للعمل في مشاريع البنية التحتية والتنمية من خلال توقيع اتفاقيات جديدة".
شراكات استراتيجية
ويقول الخبير الاقتصادي قصي صفوان في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "عملية التنمية الاقتصادية المستدامة للاقتصاد العراقي بحاجة إلى تفعيل الشراكات الاقتصادية دول ذات الطبيعة مستقرة ماليا واقتصاديا مثل المملكة المتحدة، وأن إدارة الحكومة الحالية تحاول تأطير هذه العلاقة بمجموعة اتفاقيات خاصة في قطاع التأمين على اعتبار أن هذه الإدارة تبحث عن جذب الاستثمارات الدولية للأراضي العراقية كلما اتقنت موضوع تقليل المخاطر على المستثمرين من خلال شركات التأمين العالمية وأعاده تأهيل المصارف العراقية لكي تندمج مع نظام مالي مستقر مثل المملكة المتحدة، حيث يساهم بتوفير الأموال للمستثمرين بتكاليف مخفضة".
وأضاف، أن "المملكة المتحدة لديها باع طويل في صناعة المعدات الزراعية في استخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي في إدارة ملف الطاقة والعراق بأمس الحاجة إلى تطوير صناعته النفطية واستثمار الغاز المصاحب، وأن شركات مثل برتش بتروليوم لديها استثمارات دولية حول الكرة الأرضية"، لافتا إلى أن "الزيارة تستهدف تنمية قطاع الطاقة واستقلاله بالأراضي العراقية".
وأوضح، أن "العراق لديه رغبة في أن يكون هناك انتقال لرأس مال الشركات البريطانية للداخل العراقي في كل القطاعات منها القطاع الطبي الذي يمكن أن يكون عنصر جذب خاصة وأن هناك جالية كبيرة من الأطباء العراقيين يعملون في المملكة المتحدة"، مشيرا إلى أن "إقامة شركات طبية مع المستشفيات الخاصة وتحديث الأجهزة العراقية في جانب الصحة يمكن أن يساهم في استقلال الجانب الصحي للأراضي العراقية".
وتابع: "نتطلع لمثل هذه التفاهمات لتنتقل إلى عقود طويلة الأجل"، مبينا أن "العراق منفتح على الجميع وإحدى اقتصاديات الدول المتقدمة هي اقتصاديات المملكة المتحدة".
وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني اليوم الثلاثاء، توقيع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ونظيره البريطاني كير ستارمر اتفاقية شراكة وتعاون تاريخية تضمنت الاتفاق على حزمة تجارية بقيمة (12.3) مليار جنيه إسترليني، بمجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والدفاع والأمن والهجرة وجرائم الهجرة المنظمة والثقافة والتعليم والمرأة والسلام والمناخ والبيئة والتعاون الرياضي ومشاريع لتأمين الحدود ومكافحة الحرائق والكهرباء والصرف الصحي والمياه والعديد من الملفات الأخرى.