الرئيسية / زيارة رئيس الوزراء لإيران.. دبلوماسية العراق ترسخ ثقافة الحوار بالمنطقة وتعزز المصالح المشتركة

زيارة رئيس الوزراء لإيران.. دبلوماسية العراق ترسخ ثقافة الحوار بالمنطقة وتعزز المصالح المشتركة

بغداد- واع- نصار الحاج
يوماً بعد آخر، ترسخ دبلوماسية العراق تغليب لغة الحوار لحل أزمات المنطقة وتعزيز المصالح المشتركة، في حراك دؤوب يقوده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بسلسة زيارات ولقاءات عالية المستوى، توجها اليوم بزيارة إيران ولقاء المرشد الإيراني الأعلى السيد علي الخامنئي والرئيس مسعود بزشكيان، والتي خرجت بتفاهمات وتصريحات أكدت على العمل المشترك والتعاون من أجل تخفيف التوترات ومضاعفة جهود إرساء السلم والأمن الإقليمي والدولي.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

تتويج لسياسة العراق المتوازنة

وتقول عضو لجنة الاقتصاد والتجارة النيابية النائبة رقية النوري لوكالة الأنباء العراقية (واع) "زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الى ايران مهمة حيث وتأتي استكمالاً لنجاح العراق في خلق سياسة متوازنة تحترم مصالح العراق الإقليمية والدولية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات كبيرة بين القوى الكبرى، كما أنها تأتي لبحث ملفات مهمة  متعلقة بجوانب كثيرة اقتصادية وأمنية، على اعتبار أن المنطقة تعاني من حالة شد وجذب ونحتاج إلى رؤية مشتركة مع جميع دول المحيط الإقليمي؛ سواء كانوا شرقاً أو غرباً".

وأضافت، أن "الزيارة بحثت ايضا ملف نقل الزائرين عبر إنشاء خط سكك الحديد وايضا موضوع الغاز الإيراني وضرورة إيجاد تفاهم جديد مع الجانب الايراني في هذا المجال لدعم محطات الطاقة الكهربائية وايضا موضوع الاستثمار وتبادل السلع في المجال التجاري وغيرها من الملفات الحيوية"، مشيرة الى ان "دعوة رئيس الوزراء الى حوار إقليمي شامل تستضيفه بغداد، تضمن الأمن والاستقرار، ويعزز الثقة بين دول المنطقة هي دعوة وخطوة كبيرة كونها لم تطرح من قبل على الصعيد الاقليمي". 

وأوضحت، أن "رئيس الوزراء يؤكد دائماً على ضرورة اعتماد لُغة الحوار كأسلوب أمثل لحل الخلافات بين الدول"، مؤكدة ان "العراق يحرص على بناء علاقات متوازنة مع جميع الأطراف الدولية والاقليمية، وبما يحقق مصالح الجميع ورفض لغة التهديد واستخدامها في العلاقات الدولية، إذ أنها لا تؤدي إلّا الى المزيد من الأزمات والتوترات".

وبينت النوري أن "البرلمان يشدد دائما على ضرورة احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وهذا ما أكدت عليه حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لأكثر من مرة وفي أكثر من محفل".

دور محوري للعراق لحل أزمات المنطقة

بدوره، قال مستشار رئيس الوزراء للشؤون السياسية فرهاد علاء الدين، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى إيران تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، وخاصة الاقتصادية، حيث تم التركيز على متابعة تنفيذ الاتفاقيات المشتركة التي تم توقيعها سابقاً، لا سيما تلك المتعلقة بالتعاون في مجالات الطاقة، التجارة، والمياه".

وأضاف، أن "الزيارة تسهم في تعزيز الحوار بشأن القضايا الأمنية المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى ذلك، تشكل هذه الزيارة منصة لتعزيز التفاهم المتبادل وبناء أسس جديدة للتعاون المستدام الذي يخدم استقرار المنطقة".

وتابع أن "الزيارة تعكس حرص العراق على لعب دور محوري في تحقيق التوازن الإقليمي وحل أزمات المنطقة، من خلال تعزيز العلاقات مع جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة، ويبرز العراق كجسر للتواصل بين الدول المتجاورة وكعنصر استقرار يسعى لحل القضايا العالقة بطرق سلمية".

ولفت إلى أن "رئيس مجلس الوزراء قام بزيارات مماثلة لدول الجوار للوصول الى رؤى مشتركة حول احداث المنطقة وبالأخص في سوريا والتعامل مع الاحداث فيها بما يلائم استقرار المنطقة وفيه مصلحة الشعب السوري".

ونوه، الى أن "العراق يعمل على توظيف علاقاته الثنائية لدعم سياساته الإقليمية والدولية التي تهدف إلى تخفيف التوترات وتعزيز التنمية المشتركة، وهذه الديناميكية تعزز من مكانة العراق كدولة تسعى لبناء نظام إقليمي أكثر توازناً ومبني على التعاون والمصالح المشتركة"مضيفا ان "رئيس الوزراء أكد على ان العراق يواصل التزامه بسياسة مستقلة ومتوازنة، تسعى لتعزيز الاستقرار الإقليمي وبناء علاقات تقوم على الحوار والتفاهم".


روابط عميقة بين العراق وإيران

من جانبه، قال القيادي في ائتلاف النصر والباحث في الشأن السياسي احمد الوندي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "العراق وإيران تجمعهما روابط تاريخية وجغرافية عميقة بالإضافة إلى المصالح المشتركة التي يمكن أن تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والأمني بين البلدين وإن زيارة رئيس مجلس الوزراء تأتي في إطار تعزيز هذه العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح الشعبين من خلال تطوير التعاون في مجالات الطاقة والتجارة والأمن مع الالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين"، لافتا الى ان "العراق يعمل اليوم على ترسيخ مكانته كدولة فاعلة في الواقع الإقليمي للتوازن بين جميع الأطراف ليلعب دوراً إيجابياً في تعزيز الاستقرار والسلام وإذ يسعى العراق من خلال هذه الزيارة إلى بناء شراكات استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية بما يعزز حضور العراق كلاعب أساسي في المنطقة وداعم للحوار بين الدول".

وتابع الوندي أن "العراق يضع مصلحته الوطنية في صدارة أولوياته ملتزماً بحماية سيادته وتحقيق رفاهية شعبه وإن أي اتفاقية أو تعاون مع أي طرف سيكون محكوماً بمصالح العراق العليا وبما يعود بالنفع المباشر على المواطنين ومن هذا المنطلق نؤكد على أهمية تعزيز التعاون الذي يضمن توازن المصالح ويحقق التنمية والاستقرار المشترك".
بدوره، قال المحلل السياسي غالب الدعمي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى ايران تسهم في تعزيز التفاهم مع إيران في الملفات الاقتصادية لاسيما في مجال الطاقة والغاز حتى يستطيع العراق ان يتخذ قرارته بشأن البدائل"، مشيرا الى ان "الحيادية التي يعتمدها العراق تعزز مكانته بان يكون محور التقاء وليس محور صراع، لاسيما ان العراق اليوم يتجه باتجاه الحيادي وابعاد العراق عن الصراع في سوريا وعنصر حل ايجابي من خلال علاقته المتميزة على المستويين الاقليمي والدولي".
وبين أن "العراق مؤهل ان يكون على رأس دبلوماسية تعزز مكانته الدولية".

من جهته قال المحلل السياسي حمزة مصطفى لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى ايران مهمة جدا وهي مقررة مسبقا ورد على زيارة الرئيس الايراني في شهر ايلول من العام الماضي، وهناك اتفاقيات ومذكرات تفاهم تتطلب التفعيل".

وأوضح مصطفى، أن "العراق يحمل رسالة مهمة في هذا السياق تؤكد قدرته على أن يكون لاعبا اقليميا ودولياً فاعلا لتهدئة المواقف وحل الأزمات عبر اتباع دبلوماسية الحوار".

ووصل رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، الى طهران في زيارة رسمية حيث التقى الرئيس الايراني مسعود بزشكيان كما التقى رئيس الوزراء المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي.


أمس, 19:11
المصدر: https://www.ina.iq/225340--.html
العودة للخلف