الرئيسية / استعداد المواطنين للتعداد.. تعاون ووعي متزايد يعكس حالة المجتمع العراقي

استعداد المواطنين للتعداد.. تعاون ووعي متزايد يعكس حالة المجتمع العراقي

بغداد-واع-آية منصور  

مع دخول العراق مرحلة حظر التجوال الخاص بتنفيذ التعداد السكاني، بدأ المواطنون في مختلف المحافظات بالتأهب لاستقبال فرق التعداد، في خطوة تعكس الوعي المتزايد بأهمية هذه العملية الوطنية. وقد رصدت وكالة الأنباء العراقية (واع) استعدادات الأسر العراقية التي حرصت على توفير الوقت اللازم للتعاون مع موظفي التعداد، حيث أكد العديد منهم سهولة العملية ودقتها.  

وفي لقاءات أجرتها "واع"، تحدث المواطنون عن تجاربهم مع فرق التعداد، مشيرين إلى احترافية الموظفين والتزامهم بالإجراءات التنظيمية. كما أعرب آخرون عن "تطلعاتهم للاستفادة من نتائج التعداد في تحسين الخدمات العامة وتوجيه السياسات التنموية بشكل أكثر فعالية، وتشكل هذه الخطوة نقلة مهمة نحو تحديث قاعدة البيانات السكانية، بما يساهم في رسم ملامح مستقبل أكثر استقراراً وتطوراً للعراق".

واوضح احمد البكر لوكالة الانباء العراقية (واع) ، أن "التعداد السكاني هو مفتاح للتخطيط المستقبلي، من خلاله نستطيع أن نعرف عدد السكان بدقة، وأين يعيشون، وما هي احتياجاتهم وهذه المعلومات تساعد الدولة على تحسين الخدمات العامة، مثل التعليم والصحة والنقل".

ولفت الى أن "التعداد لا يتعلق فقط بالأرقام، بل يعكس واقع المجتمع. مثلاً، إذا عرفنا كم عدد الشباب والأطفال، يمكن تخصيص ميزانيات أكبر لبناء المدارس والجامعات. وإذا عرفنا عدد كبار السن، يمكن تعزيز خدمات الرعاية الصحية لهم".

لماذا التعداد مهم للغاية؟ 

واضاف البكر، ان "التعداد يساعد في توزيع الموارد بشكل عادل بين المناطق، ويقلل من الفجوات بين المدن والقرى. نحن بحاجة لهذه البيانات لاتخاذ قرارات مدروسة تخدم الجميع، وليس فقط الفئات التي تسكن المدن الكبرى، بالإضافة إلى ذلك، التعداد يعزز الشعور بالمسؤولية الوطنية، لأن كل فرد يُحتسب وله دور في بناء المجتمع. لذلك، أدعو الجميع للمشاركة في التعداد والمساهمة في مستقبل أفضل لبلدنا".

وأعربت رنا احمد خلال حديثها لوكالة الأنباء العراقية (واع) عن "ارتياحها للتعامل مع فريق التعداد الذي زار منزلها"، مبينة أن "الأسئلة التي وجهها موظفو التعداد كانت واضحة وشاملة، حيث تضمنت استفسارات عن عدد أفراد الأسرة، أعمارهم، ومستوى التعليم، إلى جانب الوضع المعيشي. العملية كانت منظمة وسهلة للغاية".  

وأشارت رنا، إلى أن "التعاون بين الأسرة وموظفي التعداد كان سلساً ومبسطاً بفضل الاحترافية التي أظهرها الفريق"، مضيفة ان "الموظفون شرحوا لنا أهمية الإجابة الدقيقة على الأسئلة لضمان الحصول على بيانات تساعد الدولة في التخطيط للخدمات بشكل أفضل. كما أنهم كانوا صبورين ومتعاونين، مما جعلنا نشعر بالراحة أثناء العملية".  

لتحسين الواقع المعيشي 

وأكدت أن "هذه التجربة عكست أهمية دور المواطن في إنجاح التعداد السكاني، مشددة على ضرورة مشاركة الجميع بفاعلية في هذه العملية الوطنية"، مختتمتاً حديثها، بأنه "نتمنى أن تكون نتائج التعداد خطوة نحو تحسين الخدمات في قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية، وأن تسهم في بناء مستقبل أفضل لأبنائنا".  

من جانبها، تحدثت أميرة علي، لوكالة الأنباء العراقية (واع) عن "تجربتها مع فرق التعداد السكاني التي زارت منزلها، ووصفت العملية بأنها كانت ميسّرة وسلسة"، موضحة أنه "عندما وصل فريق التعداد، كانوا على درجة عالية من التنظيم والاحترام، وبدأوا بطرح الأسئلة المتعلقة بعدد أفراد الأسرة، حالتهم الصحية، ومستوى التعليم. كل شيء كان واضحاً وسهلاً".   

وتابعت: "لم نشعر بأي ارتباك أو صعوبة، لأن الموظفين كانوا متعاونين وشرحوا لنا أهمية الإجابة بدقة على كل سؤال. أوضحوا أن هذه البيانات ستساعد الحكومة في تحسين الخدمات العامة، مثل التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية".  

وأشادت "بطريقة تعامل الفريق مع المواطنين، مؤكدة كانوا صبورين جداً، حتى عندما احتجنا إلى بعض الوقت لتوضيح إجاباتنا أو مراجعة بعض المعلومات، وأشعر بالفخر كوني أسهمت في هذا الجهد الوطني، وأدعو الجميع إلى التعاون الكامل مع موظفي التعداد".  

وشددت اميرة، على "أهمية هذه الخطوة في تعزيز التخطيط التنموي"، معبرة عن أملها في أن "تنعكس نتائج التعداد إيجابياً على مستوى الخدمات وتحقيق العدالة في توزيع الموارد".

الاهتمام بالجميع 

وابدت نجاح محمود، خلال حديثها لوكالة الانباء العراقية (واع)، وهي حرفية من بغداد، "سعادتها باهتمام فرق التعداد بعملها اليدوي"، مردفة أنه "أكثر ما أعجبني في التعداد هو الأسئلة المتعلقة بالعمل الحرفي والمشاريع الصغيرة، وشعرت للمرة الأولى أن هناك اهتماماً بأصحاب المهن اليدوية مثلنا، وسألوني عن نوع الحرفة التي أعمل بها، حجم الإنتاج، وأهم التحديات التي أواجهها".  

واستطردت بالقول: "كان الفريق مستمعاً جيداً، وأبدوا اهتماماً حقيقياً بمشاكلي مثل غياب الدعم وارتفاع تكاليف المواد الخام. لم يكن الأمر مجرد جمع معلومات، بل شعرت كأنني أحكي قصتي وأطرح مشاكلي أملاً في إيجاد حلول مستقبلاً".  

وأكملت نجاح: "إذا تم استخدام هذه المعلومات بشكل صحيح، يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في حياة الكثيرين من أصحاب الحرف اليدوية، أشجع الجميع على التعاون الكامل مع التعداد لأنه يتيح فرصة حقيقية لتحسين أوضاعنا".

 


 
 
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام


20-11-2024, 14:42
المصدر: https://www.ina.iq/221848--.html
العودة للخلف