منذ عام 2019، دخلت هبة الدليمي عالم رياضة رفع الأثقال، برغبة أكيدة في تحدي كل الحدود. في البداية، كانت الأوزان التي ترفعها تتزايد تدريجيا، لكنها كانت تسير بخطوات واثقة نحو تحقيق حلمها. هذا الحلم كان يشمل أكثر من مجرد الفوز بالبطولات؛ كانت ترغب في إثبات أن المرأة قادرة على المنافسة في مجالات لا يعتقد البعض أنها مكانها.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وفي مقابلة أجرتها وكالة الأنباء العراقية (واع) قالت هبة : "كنت أفكر دائما في تحقيق شيء مختلف في المجتمع، أردت أن أكون مميزة، وأثبت أن المرأة قادرة على كل شيء، خصوصا ونحن في مجتمعٍ يعتقد أن هذا المجال يقتصر على الرجال، لكن لم ألتفت لكلام المجتمع السلبي الذي كان يقول: "أنتِ فتاة، لستِ مجبرة على خوض هذه التجارب".التحديات والمثابرةلم يكن الطريق إلى النجاح مفروشاً بالورود كانت هبة تواجه تحديات ضخمة، أهمها النظرة المجتمعية السلبية التي كانت تقتصر على مبدأ أن رياضة رفع الأثقال ليست للنساء. إلا أن تلك الصعوبات لم تثنِ عزيمتها. تقول هبة: "كان من الصعب مواجهة المجتمع، لكنني لم أستسلم. عندما بدأت في تحقيق المراكز الأولى، تغيرت النظرة لي بشكل كامل، وأصبح الكثيرون يرونني قدوة ونموذجاً لقوة المرأة".
وبالرغم من كل هذه التحديات، تمكنت هبة من التمسك بحلمها وتحقيق العديد من الإنجازات التي جعلتها تحظى باحترام الجميع. مع كل خطوة، كانت تزداد عزيمتها على إظهار قدرتها على التفوق في هذا المجال.
الاستعداد والتدريب
لا تقتصر رحلتها على التغلب على التحديات النفسية فحسب، بل تتطلب منها أيضا قوة جسدية هائلة. جدول تدريبات هبة اليومي مليء بالتحديات بحسب وصفها: "تماريني تكون شديدة جدا لدرجة أنني أبلغ حالة من الإرهاق التام، لأنني أحتاج لبناء قوة عضلية وعصبية عالية. التمرين الشديد والمنهك هو السبيل الوحيد لتحقيق ما أطمح إليه".
يتم تخصيص كل تمرين لجانب معين من جسدها؛ فكل عضلة لها نصيب من العناية لتقوية تحملها وقدرتها على رفع الأوزان الثقيلة. إضافة إلى ذلك، لا يغيب النظام الغذائي عن روتينها اليومي، فهو يلعب دوراً أساسياً في تعزيز أدائها، حيث أوضحت أن "النظام الغذائي يشكل 80% من أدائي. كلما كانت التغذية متوازنة وشاملة للعناصر الغذائية الأساسية، كلما تحسن أدائي".
الإنجازات والطموحات
اليوم، لا تفتخر هبة فقط بالميداليات التي حصلت عليها، بل بالقدرة على أن تكون مصدر إلهام للكثير من النساء في مجتمعها "أن أكون قدوة للنساء القويات، وأن يروني رمزاً للقوة، هو بحد ذاته إنجاز عظيم بالنسبة لي". لكن طموحها لا يتوقف عند هذا الحد؛ فهي تطمح لإخراج جيل جديد من لاعبات رفع الأثقال، وتشير إلى أنها "تعمل على المشاركة في بطولات دولية قريباً".
الدعم الأسري والتحديات الاجتماعية
المساندة التي تلقتها هبة من عائلتها كانت أحد العوامل الرئيسة التي ساعدتها في الاستمرار، حيث أوضحت أن "تشجيع أهلي كان الداعم الأهم بالنسبة لي. كلماتهم وتحفيزهم جعلتني أستمر رغم كل الصعوبات، ولم أكن أعبأ بالكلام السلبي من المجتمع".
رسالة للشباب
توجه هبة رسالة ملهمة لكل شخص يريد أن يحقق أحلامه: "لكل شخص لديه حلم، حتى لو كان الصوت بداخله صغيراً، يمكنه أن يحقق ما يريده. إذا استمر الشخص في السعي ولم يتوقف أو يستسلم، فإنه قادر على تخطي كل التحديات". هذه الرسالة هي دليل آخر على إيمانها العميق بقوة الإرادة والتحدي.
الحياة الشخصية والرياضية
رياضة رفع الأثقال لم تؤثر في هبة بمجالها الرياضي فقط، بل غيرت حياتها الشخصية أيضا. "رياضة رفع الأثقال زادت من ثقتي بنفسي، وزادت من قوة شخصيتي. تعلمت اتخاذ القرارات الصائبة وعدم التراجع". ومع ذلك، فهي لا تفكر في الانتقال إلى رياضات أخرى، بل عازمة على الاستمرار في رفع الأثقال ومواصلة تطوير نفسها.
وفي الختام، تظل هبة الدليمي مثالاً حياً للقوة والصلابة، ورمزاً للمرأة التي تتحدى الصعاب لتثبت مكانتها في عالم الرياضة.