منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة في تشرين الأول من العام الماضي 2023، تحرك العراق دبلوماسياً وتواصل مع الدول العربية والإقليمية والدول الكبرى بمجلس الأمن لوقف العدوان، والتزم بموقفا ثابتا بدعم القضية الفلسطينية وطالب بوقف فوري لإطلاق النار في جميع المحافل الدولية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وكثف العراق مساعيه بعد توسع الحرب الصهيونية نحو لبنان، حيث دعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في 23 أيلول الماضي، إلى عقد قمة عربية وإسلامية لبحث تداعيات الحرب على غزة ولبنان، وهو ما تحقق بطلب رسمي تقدم به العراق خلال اجتماع الجامعة العربية على المستوى الوزاري المنعقد في نيويورك حينها.السعودية تستجيب لدعوة العراق
طلب عراقي لاقى تفاعلاً عربياً وإقليمياً وإسلامياً، مهد لاستجابة السعودية والدعوة من جانبها لعقد قمة عربية وإسلامية، وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من أول المدعوين لها، وذلك بتلقيه دعوة رسمية من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، للمشاركة في قمّة عربية إسلامية تستضيفها الرياض بشأن تطورات الأوضاع في غزة ولبنان واستمرار العدوان الصهيوني.
التزام عراقي بتحقيق الاستقرار بالمنطقة
ويقول مستشار رئيس الوزراء فرهاد علاء الدين في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "دعوة العراق للمشاركة في قمة الرياض بشأن لبنان وغزة تُعَدُّ خطوةً تعكس توافق الرؤى بين العراق والسعودية فيما يتعلق بمساعدة الشعبين الفلسطيني واللبناني".
وأضاف، أن "هذه الدعوة تؤكد على أهمية التحرك العربي المشترك"، مبينا أن "العراق بفضل موقعه الاستراتيجي ودوره المؤثر، اتخذ موقفًا حازمًا وداعمًا لوقف التصعيد، متجاوزًا حدوده الجغرافية للتأثير إيجابيًا على المستويين الإقليمي والدولي".
وبين أن "هذا التعاون المتواصل يعكس التزام العراق الراسخ بالسلام والأمن والاستقرار في المنطقة، حيث كان سباقًا في مساعدة المتضررين في فلسطين ولبنان من خلال إرسال المساعدات الإنسانية ودعم الجهود الدبلوماسية لإيقاف العدوان عليهما".
سعي عراقي لإنهاء الحرب
من جانبها قالت رئيس كتلة الفراتين النيابية رقية النوري في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "المملكة العربية السعودية وجميع الدول العربية والاسلامية تفاعلت مع ما دعا اليه العراق واستجابت بخصوص الدعوة لعقد قمة عربية وإسلامية، خصوصا بأن هذه الدعوة تأتي في إطار تحركات العراق لوضع حد لأزمة المنطقة المتمثلة بغزة ولبنان".
وأضافت، أن "العراق سعى وبحكم علاقاته الودية الدولية والاقليمية لغرض اطروحاته السياسية ومبادراته السياسية الهادفة الى إشاعة السلم في المنطقة وانهاء الحرب على غزة ولبنان وهو يستغل موقعه الوسطي وسياسته البناءة في التواصل مع كل الدول الصديقة".
وأشارت الى أن "جميع الدول تقدر تحركات وقرارات العراق خصوصا بأنه لاعب اقليمي مهم وتربطه علاقات صداقة وثيقة مع الدول الصديقة ومن خلالها يستطيع التأثير على الدول العربية والعالمية في اي تحرك او قرار".
تأثير واضح لتحركات العراق
ويقول النائب والمتحدث الرسمي باسم ائتلاف دولة القانون عقيل الفتلاوي في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "العراق يتحرك بخطى حثيثة والآن أصبح له دور عالمي واقليمي وخصوصا بما يتعلق بالمشكلات الموجودة على الساحة في الوقت الراهن"، مبينا أن "هنالك تحركات للحكومة غير منظورة على المستوى الإعلامي لكن تأثيرها واضح".
وأضاف، أن "موقف العراق ثابت تجاه ما يحصل في غزة ولبنان وأحرج بعض الدول التي تركن الى التعاطي بهدوء أو الصمت مع القضيتين الفلسطينية واللبنانية"، مؤكدا أن "العراق كان له دور في تحفيز الشعوب والحكومات للوقوف مع غزة ولبنان".
مواقف شجاعة وواضحة
ويرى المحلل السياسي سعدون الساعدي، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "العراق يبذل جهودا كبيرة في الوصول الى قرار حقيقي بإنهاء العدوان الصهيوني على غزة ولبنان"، مبينا أن "قرار وقف إطلاق النار ليس سهلا كونه ليس منحصرا بالدول العربية وجامعة الدول العربية انما يخضع للدول العظمى والموقف العربي والإسلامي الموحد سيسمح بالضغط بهذا الاتجاه".
وأضاف، أن "بغداد تحولت الى مركز دبلوماسي هام وتحظى باهتمام جميع الدول"، مؤكدا أن "الحكومة العراقية أعلنتها بشكل صريح بأنها بعيدة من الصراعات وان العراق محطة دبلوماسية لإيجاد الحلول في المنطقة".
وتابع أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عبر عن موقف العراق القوي في المحافل الدولية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حينما أدان الغزو الصهيوني لغزة وجنوب لبنان وأدان الجرائم الكبيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني ودعا صراحة الى وقف هذه الحرب ومعاقبة الطرف المحتل في الجمعية العامة".
وبين أن "خطاب السوداني الداعي لخروج الكيان الصهيوني من الأراضي المحتلة وتأسيس دولة فلسطين وعاصمتها القدس كان من أكثر المواقف العربية وضوحا و شجاعة".
من جانبه يؤكد المحلل السياسي غالب الدعمي، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "العراق بدأ يتجه برسم صورة واضحة نحو الحل وإنهاء الحرب عبر علاقاته الدولية، واستجابة السعودية ودعوة رئيس الوزراء للقمة تعني ان العراق نجح في إيجاد دور مؤثر باتجاه الحل السلمي لما يجري في غزه ولبنان"، مضيفا: "ما نتأمل انه يكون للقمة النجاح المنتظر الذي يمهد لإنهاء العدوان على غزة ولبنان".
ودعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أثناء مشاركته في اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة في نيويورك لعقد قمة إسلامية، لبحث تداعيات العدوان الصهيوني على شعبنا الأمن في لبنان، والعمل المشترك لوقف سلوكه الإجرامي، وتحشيد الرأي العالمي، الذي لم يكن عبر تاريخ القضية الفلسطينية، بأكثر اطلاعاً بالظلم الواقع على الفلسطينيين، وما يطال اليوم على لبنان الأمن المستقر".