الرئيسية / شارع الرشيد.. هوية بغدادية حملت ذكريات تعدت القرن من الزمن

شارع الرشيد.. هوية بغدادية حملت ذكريات تعدت القرن من الزمن

بغداد - واع - فاطمة رحمة 
108 أعوام مرت على تأسيس شارع الرشيد وسط بغداد، ففي الـ23 / 7 / 1916 أسس الوالي العثماني خليل باشا شارع الرشيد، والذي يبدأ من سوق هرج في منطقة الميدان بمسافة ثلاثة كيلومترات مروراً بشارع المتنبي ومنطقة السنك، لينتهي عند بداية شارع ابو نؤاس تحت جسر الجمهورية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ولأهمية هذا الشارع في ذاكرة العراقيين، تجولت وكالة الأنباء العراقية (واع) في شارع الرشيد لتستذكر 100 عام من الأحداث السياسية والثقافية التي شهدها هذا الشارع في حقب مختلفة من الزمن.
وفي هذا الصدد، قال الباحث والمؤرشف وصاحب متحف أرض الرافدين صباح السعدي لوكالة الأنباء العراقية (واع): "تمر اليوم الذكرى الثامنة بعد المئة على تأسيس شارع الرشيد، الذي افتتح من قبل آخر الولاة العثمانيين خليل باشا"، مشيراً الى أن: "بيت خليل باشا يقع في شارع الرشيد وهو حالياً متحف الزعيم عبد الكريم قاسم".
وأكد أن " الشارع يعد عصب الحياة في بغداد وقد أطلق عليه علامة اللغة العربية د. مصطفى جواد اسم شارع الرشيد، فاعتمدت أمانة العاصمة المسؤولة عن أسماء الشوارع والمناطق في بغداد هذا الاسم بشكل رسمي"، مضيفا ان "شارع الرشيد يضم مساجد تاريخية وكان سوقا لفروع الماركات العالمية مثل (ألفا وحافظ القاضي وحسو أخوان وصادق للأحذية وغيرها)، ويقع فيه مسارح وسينمات". ولفت أن "الشارع قائم على (950) ركيزة تمتد فوق ثلاثة كيلومترات، محتوياً شارع المصارف والبنك المركزي ومعالم مهمة مثل خان مرجان وكان شاهدا على أحداث عديدة، مثل التظاهرات المحتجة على معاهدة بورتسموث العام 1948، وقد سقط أثناء الاحتجاجات عشرات الشهداء الشباب، وكذلك شهد الشارع تظاهرات مؤيدة لثورة العشرين تنطلق من جامع الحيدرخانة الذي تحول الى معقل لمؤيدي الثورة في بغداد ومقراً لصحفييها وجرائدها؛ نظراً للمطابع المحيطة به"، مشيرا الى انه  "في العام 1959 ذاع صيت الشارع بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الزعيم عبد الكريم قاسم".
ونوه السعدي أنه "تم إكساء شارع الرشيد في العشرينايت حيث ويعتبر أقدم طريق تم إكسائة، وبدأت عملية الاكساء بشارع حسان بن ثابت المتفرع من شارع الرشيد الى القشلة عند زاوية مقهى الزهاوي".
وأوضح أن "من أهم الشخصيات التي عاشت في شارع الرشيد، الشاعر حسين مردان وبدر شاكر السياب وسواهم، والفنان داخل حسن، وملتقاهم في مقاهيه الشهيرة مثل مقهى حسن عجمي والبرازيلية والرصافي والزهاوي وأم كلثوم والبرلمان وفريد الأطرش، وكان يقع فيه أرقى الفنادق والتي كانت تستضيف الوفود المهمة والسياح الأجانب مثل فندق (تايكر بلص وأوتيل الهلال) الذي كان يسمى مقهى سبع والذي غنت فيه أم كلثوم عام 1932 عند زيارتها الى العراق.
وتابع أن "شارع الرشيد يمثل هوية بغدادية احتفظ بذكريات عديدة عن الواقع العراقي".
ويرى (أبو مقداد العطار) أحد أصحاب المحال في الشارع  في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "تطوير الشارع سيضيف أهمية تراثية كبيرة إذا ما أعيد إعماره بالشكل الصحيح، ونأمل أن تولي الحكومة أهمية له وجعله نموذجا مثل شارع المتنبي، خصوصا أن أمانة بغداد تعمل على إعماره ضمن أعمالها لإعمار المناطق القديمة".


23-07-2024, 20:33
المصدر: https://www.ina.iq/213263--.html
العودة للخلف