الرئيسية / رئيس الوزراء: الحشد الشعبي ما زال حشد الأمّة والشعب ولن ينحرف عن مساره ودوره التاريخي

رئيس الوزراء: الحشد الشعبي ما زال حشد الأمّة والشعب ولن ينحرف عن مساره ودوره التاريخي

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
بغداد- واع

أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، أن بعض الأطراف تسعى إلى استخدام اسم الحشد لتنفيذ ما يخرج عن مهامّه، إلّا أنه ما زال حشد الأمّة وحشد الشعب، ولن ينحرف عن مساره ودوره التاريخي.

وقال رئيس الوزراء في كلمة له خلال الحفل الرسمي المقام بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحشد الشعبي وتابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع): "مرّةً أخرى نقفُ لنؤدي واجبنا الاعتباريَّ المُشرّف، ونحتفي بذكرى تأسيسِ الحشدِ الشعبي، بما تحملهُ هذه المناسبةُ من استعادةٍ حاضرةٍ دائماً لدورِ هذا التشكيلِ الوطني العقائدي المُخلص، وما قدمهُ في مواجهةِ الإرهاب، وفي سبيلِ حفظِ تُرابنا الوطني، وكرامةِ أهلنا بكلِّ أطيافهم، وفي سبيلِ بقاءِ كلمةِ الدولةِ العراقية، عَلَماَ ودستوراً وأرضَاً وسيادة".

وأضاف أنه "في ذكرى الفتوى المباركة، التي شكّلت علامةً بارزةً في تاريخنا الحديث، وقمّةً من قممِ عطاءِ المرجعيةِ الدينيةِ العليا، ومقامِها لدى العراقيين، وفي ظلِّ سماحةِ آيةِ اللهِ العظمى السيد علي السيستاني دام ظله، نستعيدُ ما مثلتهُ توجيهاتهُ من دليلٍ إيماني للعطاءِ من أجلِ الوطن، وطنُ كلِّ العراقيين، وموضعُ تضحياتهم ومزارُ شهدائهم جميعاً، الأحياءِ عند ربّهم جلّ جلاله".

وتابع أن "الظروفَ التي خرجت بها جموعُ المتطوّعين دفاعاً عن العراق، مازالت ماثلةً في الأذهان، بل إنّ البشاعةَ والجريمةَ التي أمعنت بها فلولُ داعش المُندحرة، إزاء أبنائنا في المناطقِ التي سقطت في براثنِهم، كانت مُحرّكاً أساسياً في تجميعِ الهممِ الشجاعة، والأنفسِ التي استرخصتِ الدماءَ أمامَ حتميةِ التضحيةِ للوطن".

وأشار إلى أن "مشهد تزاحم الشَيبة العراقية مع الشباِ الواعي، من أجلِ وقفِ أدواتِ الشر كان مشهداً تتمناه الأممُ وهي تصوغُ تراثَها الوطني والجهادي، ولا نبالغُ إن قلنا إن الحشدَ الشعبي قد أسستهُ إرادةُ الأوفياءِ المتطوّعين المؤمنين بالعراق، قبل أن يتخذَ شكلاً رسمياً وتنظيمياً، فكان رابطةً مُضافةً تَزيدُ من قوّةِ نسيجنا الاجتماعي العراقي، وترسّخُ مفهومَ الوحدةَ الوطنية".

وبين أن ما أنجزه الحشدُ الشعبي من انتصارات، وما سطّرهُ مجاهدوه من شجاعةٍ ميدانية، واندفاعةٍ قلّ نظيرُها، إلى جانبِ باقي صنوفِ قواتِنا المسلحة، سيبقى مفخرةً وأعجوبةً في قراءةِ الاستراتيجياتِ العسكرية، ودرساً مفاهيمياً يثبتُ أنّ قوّةَ المبدأِ لا تُقارنُ بأيةِ قوّةٍ أخرى، لا في التكنولوجيا ولا في العدد، وأنّ الثباتَ على الثغور درسٌ إيمانيٌّ عقائديٌّ ينسابُ من صفحاتِ جهادِ آلِ بيتِ رسولِ اللهِ (عليهمُ السلام) وأصحابهِ الأوائل، وصولاً لأحفادِهم وأحفادِ أتباعِهم الذين قلعوا ضرسَ الشعوذةِ والانحراف، داعش المندحرة".

وأردف قائلاً: "إننا نؤمنُ بأهميةِ هذا التنظيمِ الوطني، ولا مجالَ للمزايدةِ على القضايا المبدئية، التي يتبنّاها شعبُنا بكلِّ قواهُ السياسيةِ والوطنيةِ ومؤسساتهِ الرسمية، ولهذهِ الأسبابِ نحتاجُ دائماً إلى وقفةٍ لتصحيحِ المسارات، والمراجعةِ المنطلقةِ من إيمانِنا بمستوى مبدئيةِ الحشد، ومن وفائِنا لدماءِ الشهداء".

وتابع: "نؤكدُ مجدداً أنهُ لا مسارَ أمامنا سوى مسارِ بناءِ الدولةِ وتأصيلِ عملِ مؤسساتِها الدستوريةِ وسيادةِ القانونِ فيها، والحفاظِ على مصالحِ العراقِ بكلِّ الوجوه، ولا مجالَ للاجتهادِ او الادعاءِ بخلافِ ذلك، ورغمَ حالاتِ السعي من قبلِ بعضِ الأطرافِ إلى استخدامِ اسمِ الحشدِ مظلةً لتنفيذِ مستهدفاتٍ تخرجُ عن مَهامِّ وواجباتِ الحشد، إلّا أنّ الحشدَ مازالَ حشدَ الأمّة، وحشدَ الشعب، ولنْ يتمكنَ أحدٌ من حرفِ هذا الدورِ التاريخي".

وأوضح: "لقد حملنا مسؤوليةَ استكمالِ جذوةِ الهدفِ والعطاءِ التي حملها شهداءُ الحشدِ الشعبي، وقادةُ النصرِ الأبطال، رضوانُ اللهِ عليهم، وشهداءُ جيشِنا وقواتِنا المسلحة، حين دفعوا ضريبةَ الدمِ من أجلِ رؤيةِ عراقٍ مستقرٍّ آمن، ومجتمعٍ ينعمُ بالسلامِ والازدهارِ والإعمار، ووطنٍ نباهي به الأمم، وانطلقنا مطمئنينَ مستندينَ إلى القِيمِ النقيةِ التي حملها المضحّون، نعمّرُ هذا الوطنَ كي يكونَ مكاناً صالحاً لقيمِنا الموروثةِ ومكارمِ الأخلاقِ وكرامةِ الإنسان، ولبّينا طموحاتِ المواطنين الساعين إلى رؤيةٍ حكومةٍ تخدمُهم، وتأخذُ بيدِههم لتخطّي كلِّ التحدّيات، وتحاربُ الفساد، وتُصلحُ الأرضَ والمواردَ وتحفظُ المالَ العام".

ولفت إلى "إننا نؤمنُ بأنَّ الوطنَ الذي سعى له الشهداءُ وطنٌ كريمٌ يحيا فيه أهلهُ أعزّةً مرفوعي الرأس، متنعمين بخيراته، ولهُ في قلوبِهم كلُّ فضاءِ الحبِ والولاء، ولأنَّ التهديداتِ المُنكسرةَ مازالت تحدّثُ نفسَها أنْ تتعرضَ للعراقِ بالسوء، متوهمةً  بأنّ الفتنةَ والتفرقةَ الطائفيةَ قد تُسعفُ مخططاتِهمُ الدنيئة، فقد آلينا على أنفسِنا وقدّمنا في برنامجِنا الحكومي دعمَ و تعزيزَ مكانةِ قواتِنا المسلحةِ بصنوفِها كافة، ومن ضمنِها الحشدُ الشعبيُّ المجاهد، وأنْ نستهدفَ حفظَ جهوزيتهِ وتنميةِ قدراتِه، وشدّدنا على استكمالِ أسبابِ الدعمِ للحشد، وتهيئةِ المعسكراتِ المهنيةِ المتواجدةِ خارجَ المدن، وخصصتِ الموازنةُ الأموالَ اللازمة، وقدّمنا قانونَ الخدمةِ والتقاعدِ لمجاهدي الحشدِ الشعبي؛ إيفاءً للوعدِ الذي قطعتهُ هذه الحكومة، وعرفاناً وتكريماً لمكانتِهم وحقوقِ عوائلِهم الكريمة."

واختتم رئيس الوزراء كلمته: "سنةٌ أخرى تمرُّ على مجاهدي الحشد، وهم يؤدون واجباتِهم ومهامَّهم تحت رايةِ العراقِ الغالية، وفي ظلِّ القانونِ والدستور، ويبذلون ذواتِهم من أجلِ الدولةِ وهيبتِها وإعلاءِ كلمتِها وحمايةِ مؤسساتِها، ويثبتون أنهم حشدُ العراقِ بحق."


14-06-2024, 11:21
المصدر: https://www.ina.iq/210805--.html
العودة للخلف