ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
مثنى إبراهيم الطالقانيتعد خطة التنمية المستدامة العالمية السابعة عشرة من أهم الخطط، التي تم اعتمادها من قبل الأمم المتحدة في العام 2015، حيث تهدف إلى القضاء على الفقر وحماية الكوكب وضمان تحقيق السلام والازدهار لجميع الناس بحلول عام 2030.
مع تحقيق أعلى مستويات التمثيل الإعلامي في مؤسسات الدولة العراقية والمتمثلة بنقابة الصحفيين وهيئة الإعلام والاتصال والاتحادات والمؤسسات الإعلامية الخاصة على مختلف توجهاتها.
يبقى الأمر جلياً أن تُرسم للآفاق الصحفية مسارات تحقق مواكبة فعلية لتطور فعاليات الإعلام في تقديم خدمات اجتماعية وسياسية واقتصادية، لذا يتطلب الوضع الحالي منا تحقيق هذه الأهداف في الواقع الصحفي والانتقال من واقع الإعلام التقليدي إلى الإعلام الرقمي والبديل وصحافة المواطن.
فقد أصبحت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة تعبر الحدود في ظل التطورات التكنولوجية والثورة الرقمية التي يشهدها العالم، وان يتم توجيه رسالة الإعلام بطريقة لا تقتصر على المستوى المحلي، بل تمتد إلى المستوى الإقليمي والدولي.
وبفضل التطبيقات التكنولوجية والإعلامية الحديثة، يتم الكشف عن أنماط معينة في حركة المجتمعات البشرية وتطورها، وذلك من خلال الفضاءات الافتراضية والتكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال واستخدامات الذكاء الاصطناعي.
إلا أن تحقيق التنمية المستدامة ليس مقتصراً على وضع قوانين تحمي حقوق الصحفيين فحسب، كقانون حقوق الصحفيين رقم 21 لعام 2011 ومواده التسعة عشر، بل ينبغي أيضاً استثمار الإعلام في خلق بيئة إيجابية عبر الرسائل التسويقة التي تجذب البوصلة نحو حياة جديدة ينعم بها العراق من كل الاتجاهات.
كما يتوجب الانتباه إلى الجوانب الاجتماعية مثل تمكين المرأة ومشاركتها في صناعة القرار وإدارة المؤسسات الإعلامية، ومكافحة ظاهرة التنمر والابتزاز الإلكتروني، وتنظيم الإجراءات العملية لضمان حقوق الأفراد.
وعلى الرغم من تراجع الأوضاع الاقتصادية والصحية التي يواجهها العديد من الصحفيين نتيجة للأزمات المختلفة، فإنه يجب توفير نظام تكافل متكامل للسلامة المهنية لهؤلاء الصحفيين وأسرهم، يشمل هذا النظام توفير السكن اللائق والرعاية الصحية والدعم المادي لتأمين احتياجاتهم الأساسية وتوفير الفرص للتدريب المهني وتطوير مهارات الصحفيين في مجالات مثل الصحافة الاستقصائية والصحافة المواطنة والإعلام الرقمي.
ومما لا يخفى على أحد أن المجتمع العراقي المعاصر شهد تحديات بيئية واقتصادية واجتماعية وسياسية تتطلب حلولاً مبتكرة ومستدامة.
مما يستدعي لإبراز دور الصحافة كأداة قوية يمكن أن تساهم بفعالية في تعزيز التنمية المستدامة من خلال رسالتها الإعلامية وخصوصاً الدور التوعوي حول قضايا البيئة والتلوث وتغير المناخ وتقديم تقارير معمقة تبين أهمية تحديد الآثار السلبية لهذه القضايا وتحفيز الجمهور على اتخاذ إجراءات إيجابية.
وما يتطلبه خطوات المسار الإعلامي في العراق أن تعمل نقابة الصحفيين العراقيين وشبكة الإعلام العراقي واتحاد الاذاعات والتلفزيونات العراقية وهيئة الإعلام والاتصالات مع المؤسسات الإعلامية العراقية كافة على عقد ورش عمل موسعة والخروج برؤية تنظيمية تضع الأطر الصحفية وفق مسار أهداف التنمية المستدامة ومخرجاتها في بناء الأنسان، وبالإمكان ان تحتذى هذه المؤسسات الإعلامية العراقية بالخطوات النموذجية التي قامت بها كبريات المؤسسات العالمية التي وضعت ضمن رؤيتها العمل وفق متطلبات أهداف التنمية في تغطياتها المستمرة كهيئة الاذاعة البريطانية BBC وصحيفة الغارديان وقناة الجزيرة ونيويورك تايمز و رويترز ومنظمة المراسلون بلا حدود، وغيرها من المؤسسات التي عملت ضمن برامجها اقساماً لمواكبة تطورات التنمية وفق منهاجها.
كما أن الصحافة المستدامة تعزز الدور الأبرز اجتماعياً من خلال الشفافية والمساءلة، وتسليط الضوء على قصص النجاح والمبادرات المحلية، التي تساهم في التنمية المستدامة وهذا النوع من التغطية يلهم أفراد المجتمع لتبني ممارسات مماثلة كالحوار المجتمعي وتساهم في بناء توافق حول القضايا الحيوية، وكما يشجع على تبادل المعرفة والخبرات وتبني ممارسات أكثر استدامة.
ومن الضرورة أدراك بقاء دور الصحافة في التنمية المستدامة ليس مجرد نقل الأخبار، بل المشاركة الفاعلة في صنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لذا يمكن للصحفيين أن يكونوا قوة دافعة نحو مجتمع أكثر استدامة وعدالة.
وفي سياق التنمية المستدامة، تلعب وسائل الإعلام البديلة وصحافة المواطن دوراً مهماً في توفير منصات للتعبير عن الآراء والمشاركة في الحوار الذي يخص قضايا المجتمع، ويمكن استثمار التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لتمكين الناس عبر تبادل المعلومات والأفكار والقصص والتجارب، وبالتالي تعزز التواصل العام وتعزز التغيير الاجتماعي المستدام، وهذه هي الركيزة الأساسية، التي ينبغي على الحكومة والهيئات الإعلامية والمجتمع المدني أن يعملوا معاً، لتوفير بيئة مناسبة للصحافة الرسمية والمستقلة، وتعزيز حقوق الصحفيين، وتعزيز الشفافية والمساءلة الاجتماعية فضلاً عن الوعي والتعليم الإعلامي المتاح لتحقيق التنمية الشاملة.