ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
حمزة مصطفىتتزايد الدول التي اعترفت أو تنوي الاعتراف بفلسطين.. لكن أي فلسطين؟
فلسطين الدولة أم فلسطين الأرض؟
أم فلسطين المتنازع عليها عربيا وإسلاميا أو فلسطينيا ـ فلسطينيا بين غزة ورام الله أو حماس ومنظمة التحرير؟
من الواضح أن هناك نوعا من الخلط مقصودا أم غير مقصود، بحاجة إلى فك اشتباك تاريخي ومفاهيمي معا بهداف إزاحة كمية التضليل أو الغموض، وأحيانا التدليس التي تكمن داخل اللغة سياقا ومعرفة ودلالات والتي تحيط بالمفردات، التي تأخذ مع كثرة الاستخدام هيئة المصطلح الثابت غير القابل للتغيير. آخر الدول وهي أوروبية ثلاث التي أعلنت اعترافها بفلسطين، هي أيرلندا والنرويج وإسبانيا ليرتفع بذلك عدد الدول، التي اعترفت نحو 145 دولة كلها منضوية تحت الأمم المتحدة. من المؤكد أن الأمر لم يعد يقف عند هذا الحد. فبعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أي «طوفان الأقصى» ليس كقبله. هناك دول أخرى في طريقها إلى الاعتراف أو ربما تكون قد اعترفت قبل أن ينشر هذا المقال في موعده المعتاد الاثنين ومن بين هذه الدول سلوفينيا.
ماذا يعني هذا كله؟ يعني أن فلسطين لم تعد مجرد أرض متنازع عليها، لتفرض الآن نفسها وبقوة على الخريطة العالمية، برغم ما عانته من دمار وخراب خلال تاريخ كل حروب العرب الخاسرة بدءا من «نكبة» 1948 إلى «نكسة» 1967 وماتلاها من مواجهات بين العرب والإسرائيليين، التي انتهت بعضها إلى اتفاقيات كاملة «كامب ديفيد»، أو منقوصة بدءا من أوسلو إلى وادي عربة في تسعينيات القرن الماضي. بالتأكيد أن الاعتراف الدولي بفلسطين ليس جديدا بحد ذاته. لكنه أخذ مراحل مختلفة بدأت عربيا حين تم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني في مؤتمر القمة العربية، الذي عقد في الرباط بالمملكة المغربية عام 1094. لا نريد الاسترسال في التاريخ، سواء المتخيل منه أو الواقعي أو تاريخ الصراع أو التنازع الفلسطيني ـ الفلسطيني أم العربي ـ العربي أم العربي ـ الإسلامي، بشأن فلسطين، كل فلسطين دولة ومنظمة وفصائل وأرض مغتصبة لان من شأن ذلك أن يستغرق مجلدات ومجلدات مثلما هو التاريخ المكتوب وغير المكتوب بشأن فلسطين القضية التي يقول عنها جميع العرب والمسلمين إنها قضيتهم المركزية.
لكن ما يهمنا هي لحظة غزة ممثلة بطوفان الأقصى وما ترتب عليها من اعتراف عالمي، بكل فلسطين دولة وفكرة وأرضا وتاريخا ووجودا وقضية وتضحيات. فالقضية هنا لم تعد مجرد اعتراف دولي بدولة فلسطين، الذي كان أحد أهداف منظمة التحرير بزعامة الراحل ياسر عرفات مثل إعلان الاستقلال الفلسطيني في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1988 في الجزائر. فخلال ذلك العام بلغت الدول التي أعلنت اعترافها أكثر من 80 دولة.
لكن بالقياس إلى ذلك التاريخ وما نشهده اليوم يضاف اليه يقظة العدالة الدولية ممثلة بالجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية يعني أن الاعتراف بفلسطين، لم يعد ظاهرة شكلية أو إسقاط فرض، بل أمر آخر تماما يتصل هذه المرة بفلسطين التي قدمت حتى الآن على درب إيقاظ الضمير العالمي عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين.