بغداد – واع - حسام محمد - نصار الحاج
لاقت حفاوة الاستقبال التي عبر عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال استقباله رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في البيت الأبيض والتصريحات الثنائية، ترحيباً رسمياً وسياسياً رأى إنها تعبر عن أهمية زيارة رئيس الوزراء إلى واشنطن خاصة وإنه حمل هدف تفعيل أسس الشراكة الثنائية والتعاون عبر تفعيل اتفاقية الإطار الستراتيجي، مشيرين إلى أنها عبرت بشكل واضح عن موقف الولايات المتحدة الداعم للعراق وكذلك المؤكد على أهمية دوره المحوري إقليميا ودوليا.
وخلال لقائهما في البيت الأبيض، أكد الرئيس الأمريكي الذي رحب بزيارة رئيس الوزراء إلى واشنطن إن "الشراكة بين العراق والولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية، وهي مهمة ومحورية ومهمة للشرق الأوسط والعالم".
وقال رئيس الوزراء من جانبه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي "نهدف إلى الانتقال من العلاقة ذات الطبيعة الأمنية والعسكرية، بطريقة سلسة وممنهجة ومدروسة، إلى علاقة قائمة على أسس الاقتصاد والمجالات الثقافية والسياسية وفق اتفاقية الإطار الستراتيجي".
وأضاف إن "العراق اليوم يمرّ بطور التعافي ويشهد مشاريع التنمية والتطور العمراني، وسوف نتناقش بشأن الشراكة المستدامة، على أساس اتفاقية الإطار الستراتيجي، ووضعنا المنهجية السليمة للانتقال العسكري من خلال اللجنة العسكرية الثنائية التي نبحث من خلالها التعاونَ الأمني والشراكة الثنائية المستدامة في الجانب العسكري".
وعن الوضع الإقليمي شدد رئيس الوزراء على أن "الزيارة تأتي في ظرف حساس ودقيق بالنسبة للعراق وللمنطقة وتطورات الأوضاع فيها"، مؤكداً ضرورة العمل على عدم التصعيد، ودعم جهود الاستقرار وكفّ العدوان الصهيوني على غزة وحماية المدنيين، لاسيما بعد سقوط آلاف الضحايا من الأطفال والنساء الفلسطينيين.
استقبال رئاسي حمل رسائل مهمة
ويقول مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي الذي يرافق رئيس الوزراء في زيارته إلى واشنطن في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن "اللقاء كان استراتيجياً ومهماً بين رئيس الوزراء والرئيس الأمريكي وتناول آفاق العلاقات العراقية – الأمريكية، والزيارة تأتي في وقت صعب، وعقلية رئيس الوزراء وتخطيطه مع الوفد العراقي للزيارة نجح بتعزيز المصالح الوطنية العراقية وتعظيم مسارات بناء الدولة".
وأضاف إن "الاستقبال الرئاسي لرئيس الوزراء في الزيارة المهمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية حمل رسائل مهمة في ظل تطلعات الشعب العراقي نحو التقدم والازدهار والبناء، وهذه المسارات ألزمت رئيس الوزراء برسالة اخلاقية استجابت لها الولايات المتحدة الأمريكية بأعلى المستويات في القرار الوطني للدولة العظمى والذي تمثل بالإشادة باجراءات وعمل رئيس الوزراء في اصلاح الاقتصاد العراقي وتطوير قطاع الطاقة وتنشيط قطاع الأعمال في العراق".
وتابع إن "تناول الملفات العديدة والمحطات الاستراتيجية في قمة الرؤساء جعل الأمر ميسرا لطرح المنظور العراقي لقضايا السياسة الداخلية ومسار العلاقات العراقية - الأمريكية أولاً، وثانياً تم الحديث عن العراق الذي تعافى من تحدياته ونقل تطلعات الحكومة والشعب أمام الرئيس الأمريكي الذي كانت منصتا ممتازا لرئيس الوزراء وعبر عن سروره وهو يتحدث عن تطور العلاقات العراقية - الأمريكية بعد مسار طويل يجعله يستذكر مساراتها وفقا لاستحقاق الدولة العراقية ومستقبلها الزاهر".
وأشار إلى أن "الكل هنا في البيت الأبيض وأروقة القرار الأمريكي يشيد بخطوات الإصلاح الاقتصادي والمالي لرئيس الوزراء، والتركيز الثنائي على نقل العلاقات من الجانب العسكري إلى الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية والتعلمية والصحية والاتصالات وفرض القانون ومواجهة تحديات التطرف العنيف والمناخ والمياه دلالة على التزام البلدين باتفاقية الإطار الاستراتيجي وتطويرها نحو تعزيز العلاقات العراقية – الأمريكية".
وأشار إلى أن "لقاء القمة عبر عن التزام استراتيجي للشراكة وعمل مستدام نحو المستقبل ووضع خارطة عمل فعالة لتطوير ومراجعة وتقييم أبعاد العلاقة ولجان العمل المشتركة من أجل بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد تخدم الشعب العراقي والأمريكي على حد سواء وتحقق تكافؤ الفرص وتطوير بناء الدولة العراقية".
وبين إن "قبة البيت الأبيض قد أعلنت عن عهد جديد للعلاقات العراقية - الأمريكية، علاقات شاملة بكل المستويات وتنهي فصلا طويلا من الزاوية الامنية - العسكرية التي ارتكزت عليها وتنتقل إلى العلاقات الدفاعية الثنائية في ضوء اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأمريكية".
علاقات عراقية – أمريكية مستدامة
ويؤكد المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن "رئيس الوزراء أكد خلال المؤتمر الصحفي أن العراق يريد ان ينتقل بالعلاقة مع واشنطن من الجانب الأمني والعسكري إلى العلاقات المستدامة، وذلك يتحقق في ملفات عدة عبر تفعيل اتفاقية الإطار الستراتيجي بينها الاستثمار والصناعة والزراعة والثقافة والتعليم والبيئة والمناخ وتفعيل دور القطاع الخاص".
وأضاف أن "اليوم شهد انطلاق اجتماعات أعمال اللجنة التنسيقية العليا بين العراق والولايات المتحدة التي تبحث في تفعيل اتفاقية الإطار الستراتيجي، وستعقد اجتماعات مستمرة بكل بند من بنودها، وسيكون هنالك توقيع مذكرات تفاهم ثنائية في مجالات عدة بينها ملف الطاقة".
لقاء تاريخي
ويؤكد المحلل السياسي أحمد الياسري لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "اللقاء بين رئيس الوزراء والرئيس الأمريكي كان تاريخياً واتى بتوقيت مهم وخطاب رئيس الوزراء فيه كان ذكيا وحمل لواء الشراكة عبر تفعيل اتفاقية الإطار الستراتيجي وبالمقابل عبر فيه الرئيس الأمريكي عن أهمية العراق ودوره إقليمياً ودولياً وتطلع بلاده لهذه الشراكة".
حفاوة تؤكد أهمية دور العراق
بدوره أشار المحلل السياسي علي البيدر في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن "حفاوة الرئيس الأمريكي خلال استقباله رئيس الوزراء تعبير واضح عن أهمية الزيارة وأنها ستكون مقدمة لدفع العلاقات الثنائية لمديات أوسع، وكذلك تؤكد هذه الحفاوة استشعار واشنطن بأن العراق يمكن أن يلعب دوراً عبر دبلوماسيته المنتجة في تهدئة الأوضاع في المنطقة".
وأضاف أن "موقف رئيس الوزراء خلال اللقاء وتصريحاته بشأن التطورات الإقليمية وضرورة منع تمدد الصراع، حظيت باهتمام كبير من الجانبين الأمريكي والدولي، خاصة وأن واشنطن تعلم أن العراق يمتلك الأدوات التي تمنحه القدرة على لعب دور إقليمي، خاصة وأنه يتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة وكذلك إيران لتحقيق أهداف تدعم خيارات الاستقرار والتهدئة التي تبدأ بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة".