يحظى سوق الحميدية في مدينة الفلوجة، أحد أقدم الأسواق في محافظة الأنبار والذي يمتد تاريخه لـ أكثر من 100 عام، يحظى بمكانة تاريخية وتراثية وإقبال كبير من المواطنين الذين يقصدون شراء صناعات قديمة ما زالت تجد مريدين كُثر.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
مواطنو المدينة اعتادوا تسميته بالسوق المسقف حيث يجدون فيه حاجات يمتد عمر نشأتها الأولى لعشرات السنين ورغم تهالك غالبية جدرانه ما زال صامداً بوجه الظروف، فيما ينتظر أن تشمله الرعاية الحكومية عبر إعادة ترميمه.ويقول علي غافل صاحب محل لبيع الأدوات لوكالة الأنباء العراقية (واع): إنه "رغم التوسع والتطور في بعض المهن التي مكنت أصحابها من الانتقال بتجارتهم إلى مكان آخر، فانهم ما زالوا يحافظون على وجودهم داخل السوق".
وأضاف، أن "التطور والحداثة التي طرأت على السوق في بعض آلات لم يغير رأي الكثير من المتبضعين بالإقبال على شرائها، فهم يبحثون عنها خصوصا آلالات القديمة لكونها اقتصادية وآمنة في نفس الوقت ولا تكلفهم الكثير أبرزها المنجل وأشياء قديمة جدا أخرى ما زال يفضلها الفلاحون كالحاصودة اليدوية التي تعمل بنظام البنزين والكاز".
أجواء السوق تتحدث وفقا للمكان، حيث إن أرضيته وشكله من الخارج يبهران الزائر بتراث ما زال يصارع الاندثار.
الحاج أحمد صالح من أقدم خياطي هذا السوق واعتاد منذ عشرات السنين مزاولة عمله فيه وبشكل يومي بمكان عمله القديم، يقول لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "السوق لا يزال يحافظ على تراثه، وإن أغلب المهن القديمة تصارع الزمن من أجل البقاء وعدم الاندثار منها مهنة الخياطة بعد ابتعاد عدد كبير من أصحاب تلك المهنة وتخليهم عنها وعزوف الكثير من الناس أمام تدني الأسعار ودخول بضائع من مناشئ أجنبية وعربية".
وتابع، "أحيانا لا نستطيع منافسة البضائع المستوردة في الأسواق، لكن هناك العديد من الزبائن والمواطنين يقصدون السوق المشهور ببيع وخياطة الزي العربي كما يبحثون عن خياطين قدماء، حيث نستخدم مكائن قديمة وننافس ما يطرح من جديد بالأسواق".
وبين، "منذ أن كنت طفلا وأنا الآن في أواخر العمر أشاهد وجود إقبال يومي كبير على السوق من مختلف المحافظات العراقية وعموم الأنبار".
ويعود تأسيس السوق إلى عهد السلطان العثماني ناظم باشا، قبل مئة عام وهو من أوائل المراكز التجارية آنذاك بالفلوجة.