الحقيقة التي لا بد من قولها: لو كان العالم اليوم على ما عليه عالم توازن القوى، لما حدثت حروب وصراعات كما نراها اليوم؟، لأن النظام العالمي الجديد بقيادة أمريكا بدا متخبطا في انحيازات لا مبرر لها، وهذا ما يثبت وإلى الأبد، أن حقوق الإنسان والقانون الدولي، أو المعايير الدولية لم تكن ذات أهمية حقيقية للولايات المتحدة.. لذا تبقى الآراء لدول مختلفة تتقاطع مع رغبات أمريكا، ولا شيء من هذا سيعمل بشكل جيد على {الشارع العربي}، أو حتى العالمي، وسيؤدي - مثل الانتهاكات الأمريكية في مناطق العالم المختلفة وزيادة {الإرهاب} إلى مناهضة الأمركة في جميع أنحاء العالم
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
والظاهر كل هذا لا يهم النخبة في واشنطن التي تفتقر، حتى إلى قدر من الوعي الذاتي.لأن الإمبراطوريات، مثل الولايات المتحدة، التي تنغمس في الاستثنائية، والانتصارية، والشوفينية هي، تاريخياً، الدول المارقة الحقيقية في العالم، فهل، فلو كانت هناك حكمة في العلاقات الدولية الحالية، لما دخلت حرب غزة هذا المدخل الجرمي والإبادة الجماعية للبشر والحرث والطير والزرع؟، وقد نبرر انتحار القوى الصغيرة برفض هذه الجرائم المرتكبة من قبل النظام الجديد، ومثل ما أقدمت عليه جماعات الحوثي بقصف تواجد سفن حربية قرب باب المندب، الذي يُعد برابع اكبر الممرات من حيث عدد براميل النفط المارة يوميا من خلاله، اي ما يعادل 6.7 في المئة من تجارة النفط العالمية، ناهيك انه يمثل نحو98 في المئة من البضائع والسفن الداخلة والمارة من خلال السويس تمر من خلال هذا المضيق، فباب المندب يُعتبر ممرا مائيا يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، ويصله بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، ويشكل حلقة مهمة في الطريق التجاري البحري الأقصر والأقل تكلفة، الذي يربط شرق آسيا بأوروبا، ويعيش على خيراته ملايين الشعوب، حيث تدفق نحو 4.8 ملايين برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة عبر باب المندب في اتجاه أوروبا والولايات المتحدة وآسيا وفقا للإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة، وقد اكتسب هذا المضيق أهمية اقتصادية كبيرة مع ثلاثينيات القرن العشرين، وظهور النفط في الخليج العربي، ونظرا لما تمتاز به قناتاه من الاتساع والعمق، وقدرته على استيعاب السفن الضخمة وناقلات النفط بسهولة في كلا الاتجاهين، أصبح من أهم المعابر المائية لموارد الطاقة في العالم، وشكل أحد أضلاع مثلث المعابر الإستراتيجي للنقل الطاقوي (هرمز والمندب والسويس)، ومن باب المعلومة فأن أصول تسمية “باب المندب” إلى اللفظ العربي “الندب” ويعني البكاء على الموتى، لهذا سمي “باب الدموع”، المهم في الأمر، والتساؤل لماذا قوى العالم الجديد بسفنها الحربية تتحرك فيه، مجععة بالسلاح أمام القوى
الصغيرة؟
وهي تتوعد بالويل والثبور للقوى الصغيرة المعترضة على حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني!! إذن أين منظمات العالم الجديد الحامية للإنسان وحقوقه، التي تدعي بها أمريكا ومحورها من الدول
الغربية؟
ولصالح مَنْ تجري محاولات توسيع رقعة حرب غزة؟
وكل المعطيات على الأرض تؤكد لنا بلا أدنى شك، أول من يتضرر بها مصالح أمريكا والغرب عامة! وقد جنت على نفسها براقش.. فيقال إن “براقش كانت كلبة، وقد أغار قوم على قومها، فنبحت، فنبهت قومها، فقاموا، وذهبوا إلى مغارة؛ ليختبئوا فيها، وعندما جاء اللصوص أخذوا يبحثون عن أهل القرية، ولم يجدوا أحد، وعندما هموا بالانصراف، وعندها نبحت الكلبة براقش، فانتبه لها اللصوص، فقتلوا عددا من قومها، وقتلوها أيضا، فقيل: جنت على أهلها براقش»...