أكّد المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيد أحمد الصافي، أن وجود المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي السيستاني يمدّ العراقيّين بالطمأنينة، وحكمته أوصلت العراقيين إلى بر الأمان.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ونقل موقع شبكة الكفيل العالمية التابعة للعتبة العباسية المقدسة عن السيد الصافي قوله خلال استقباله وفدا من مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) في إسبانيا، وتابعته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "السيد السيستاني مرجعٌ ديني كبير وله ثقله ووزنه في المجتمعَين المحلّي والدولي، فهو فضلاً عن كونه المرجع الدينيّ الأعلى، هو رجلٌ حكيم تعامَلَ مع العراقيين على اختلاف أطيافهم كافة بروح الأبوّة، فكان لهم خيمة دون تمييزٍ بينهم"، مبيناً، أنه "رفض وأدان العمليات الإرهابية كافة والعنف الذي تعرّض له العراقيون منذ عام 2003، وهو أبٌ لكل العراقيّين".وأضاف، أن "السيد السيستاني استطاع أن يوصل صوته وصوت العراقيين مباشرةً لكلّ المؤسّسات الدولية والمنظّمات العالمية، مثل الأمم المتّحدة ومفوضية حقوق الإنسان التابعة لها، كما أنه مطلع على كافة المشكلات التي عانى منها العراقيون".
وتابع السيد الصافي، أن "السيد السيستاني يؤكّد دوماً على توفير الخدمات وسبل العيش في العراق بحريةٍ وسلام، بعيداً عن أيّ مسمّى طائفيّ أو مذهبي، وعندما نشطت الحركات الإرهابية في العراق وأرادت أن تمزّق وحدته، وتشعل حرباً طائفية بين أبناء البلد الواحد، كانت حكمة السيد السيستاني حاضرةً لكي لا ينجرّ البلد وأبناؤه إلى هذه الحرب، وبهذه الحكمة أوصل العراقيّين إلى برّ الأمان".
ولفت، إلى أن "وجود السيد السيستاني في العراق يمدّ العراقيّين بالطمأنينة، ويعدّ كلامه لهم بلسماً للجراح، فهو بوجوده يُشعِرُهم بالأمان".
ونبّه المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة، أن "الذي يقرأ تاريخ النجف الأشرف وحوزتها العلمية التي بلغ عمرها حوالي ألف عام، يرى أن العراق مرّ خلالها بأزماتٍ عديدة لكن مراجعَها وعلماءها كان لهم دورٌ مباشر ومؤثر في حل هذه الأزمات وتحجيمها والحدّ من خطرها"، مبيناً، أن "السيد السيستاني قارئ جيّد للتاريخ وملمّ بحيثياته، ولذا عندما زاره بابا الفاتيكان واستمع لحديثه في الأمور التاريخية، قال بحقّه (إنه رجلٌ من رجال الله)".
وأشار، إلى أنه "عندما جاء تنظيم القاعدة إلى العراق بعد عام 2003، وبعده تنظيم داعش الذي احتلّ جزءاً كبيراً من أراضي البلاد، وبدأ الخطر يهدّد العاصمة بغداد وكان على أسوارها إضافة إلى المدن المقدّسة، وفي حالةٍ من اليأس والإحباط والخوف من المجهول عاشها العراق في تلك الفترة، جاءت فتوى الدفاع الكفائي لتكون نداء لتوقّف المدّ والزحف الداعشي، ولبثّ المعنويات ورفعها في القوّات الأمنية العراقية، ليلبّيها ملايين العراقيين الذين بدمائهم وبفضل الفتوى أنقذوا العراق".
وبين، أن "أكثر من ثلاثة ملايين عراقي لبّى الفتوى المباركة ودافع عن العراق ومقدّساته، وبالمعركة التي استمرّت ثلاث سنواتٍ استطاع العراقيّون أن يحرّروا كلّ الأراضي من العصابات الإرهابية، وهذا وقت قياسيّ لتحرير الأرض، إذ كان يُقدّر الوقت لتحرير الأراضي العراقية من 10 إلى 30 عاماً بحسب تقديرات الدول العظمى، لكن فتوى السيد السيستاني واستجابة العراقيّين لها حقّقت النصر و أرجعت الأمور إلى نصابها".