متابعة - واع
تصرفت مركبة "فوياجر 1"، التابعة لوكالة ناسا، بشكل غريب مؤخرا وأرسلت أجزاء عشوائية من البيانات، من مسافة 24 مليار كم في الفضاء إلى الأرض.
وتقول التقارير إن مهندسي وكالة ناسا يشعرون بالحيرة من هذا الخلل ويعملون على إصلاحه.
وكانت "فوياجر 1" (Voyager 1) أول مركبة فضائية تعبر الغلاف الشمسي وهي حاليا أبعد جسم من صنع الإنسان عن الأرض، وحاليا، يقع المسبار على بعد نحو 24 مليار كم (15 مليار ميل) من الأرض وكان نشطا لمدة 4.5 عقود، وهو الآن يرسل رسائل غريبة تتمثل في بيانات ثنائية تتكون من 1 و0 فقط، بسبب خلل من نوع ما.
وتصف البيانات الثنائية خطا معينا من التيار في دائرة كهربائية يكون في وضع التشغيل (1) أو في وضع إيقاف التشغيل (0).
ولمحاولة معالجة المشكلة، أرسل العلماء أوامر إلى المسبار ولكن نظرا لأن "فوياجر 1" بعيدة جدا عن الأرض، فإن إرسال الرسائل تستغرق نحو 22 ساعة، وهذا يعني أن الأمر سيستغرق 45 ساعة لمعرفة ما إذا كانت محاولات العلماء لاستعادة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمسبار قد نجحت أم لا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها مسبار "فوياجر 1" بتسليم بيانات عشوائية وغريبة، ففي ايار 2022، أرسل المسبار بيانات حول موقعه واتجاهه في الفضاء تتعارض مع ما تعرفه ناسا عن موقعه، وتمكن المهندسون في وكالة ناسا آنذاك من اكتشاف المشكلة وحلها، لكن الأمر استغرق عدة أشهر.
وقالت سوزان دود، مديرة المشروع في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، في ذلك الوقت: "إن لغزا كهذا يشبه إلى حد ما المسار في هذه المرحلة من مهمة فوياجر".
وتم إطلاق المسبار من كيب كانافيرال مع "فوياجر 2" في عام 1977 كجزء من برنامج "فوياجر" التابع لناسا لاستكشاف كواكب المشتري وزحل، وكان من المفترض أن تستمر المهمة لمدة خمس سنوات فقط، لكن الأدوات بقيت في الفضاء السحيق لمدة 45 عاما تقريبا.
ومنذ إطلاق المسبارين، قطعا مسافة مذهلة تبلغ 24 مليار كم من الأرض، وهما بذلك أبعد من أي جسم من صنع الإنسان في الفضاء، وفي العام الماضي، أعلنت وكالة ناسا أن البرنامج يقترب من نهايته، حيث دخلت المركبتان الفضائيتان مرحلتهما النهائية.
وبحلول عام 2025، من المتوقع أن تنفد الطاقة من المركبتين، اللتين تعملان عبر مولدات كهروحرارية تعمل بالنظائر المشعة.
وفي غضون ذلك، قامت وكالة الفضاء بإلغاء الميزات اللازمة للحفاظ على تشغيل الآلات حتى ذلك الحين.
المصدر: وكالات