ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
أقام مركز كربلاء المقدسة للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية، اليوم الجمعة، المؤتمر العلمي السابع لزيارة الأربعين بحضور شخصيات دينية وعلمية من داخل العراق وخارجه استعرضت فيه الأبعاد الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية للزيارة الأربعينية.وقال الأمين العام للعتبة الحسينية حسن رشيد العبايچي في كلمة له خلال المؤتمر العلمي السابع حضره مراسل وكالة الأنباء العراقية(واع): إن"النهضة الحسينية ذات وجوه عديدة، ولها عدة جوانب وأبعاد ومن ثمراتها تلك العظيمة تلك زيارة الأربعين التي ما انفكت تتعاظم وتكبر في عيون المسلمين وغير المسلمين، فهي رسالة واضحة الى العالم وطريق لايصال رسالة الإسلام والإنسانية في العصر الحديث، وقد أسهمت اسهاماً كبيراً في نقل الصورة الإيجابية عن أهل البيت(عليهم السلام)عن طريق تلك المسيرات المليونية وما يرافقها من ذكر مآثر بتضحياتهم في سبيل نصرة الإسلام والحق والإنسانية".
وأضاف أن"زيارة الأربعين تركت بصمات جلية في تاريخ الإسلام لأنها لم تكن هامشية أو طارئة تظهر، فهي حدث خالد بخلود واقعة كربلاء المقدسة، وأحاديث استحباب هذه الزيارة ما زالت تحفر في ذاكرة الزمن خلودها الأبدي وقد أولى الأئمة المعصومين زيارة الحسين (عليه السلام) عناية فائقة واهتماماً خاصاً وحثوا أصحابهم عليها على أنها من شروط الولاء والمودة لأهل البيت وعدّوها من شروط الإيمان، وهي مناسبة إنسانية اكتسبت شهرة عالمية يشترك فيها الناس باختلاف دياناتهم وطوائفهم وألوانهم متخذين من الحسين (عليه السلام)، رمزاً ثورياً ونبراساً للتحرر من الطغيان، ولهذه الزيارة بعد فلسفي عميق فهي تمثل اليوم صورة حية لنصرة حقوق الإنسان والطريق الى الحرية ورفض الظلم وأصبح هذا التجمع العالمي على اختلاف القوميات والجنسيات منطلقاً إنسانياً وتحررياً لكل الشعوب في مشارق الأرض ومغاربها فلم تكن محددة بزمان أو مكان ولا بقومية أو شعب أو دين فالإمام الحسين (عليه السلام) اطلق بيان النهضة الأول في كلمته المشهورة (إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي رسول الله صل الله عليه وآله)بعد أن أدرك الخطر والانحراف في الدين الإسلامي من قبل حكام بني أمية، وقد أكد الرسول محمد (صل الله عليه وعلى آله) الدور الكبير للإمام الحسن وأخيه الحسين (عليهما السلام) في قوله: (الحسن والحسين إمامان، إن قاما أو قعدا) .
وتابع العبايجي، أن "لزيارة الأربعين آثاراً وفوائد روحية ومادية لا يمكن الإحاطة بها، فهي مناسبة للتلاقي الفكري والتواصل المعرفي ونقطة تلاق بين المسلمين وغير المسلمين من شتى بقاع العالم في مظاهرة دينية تتجلى فيها مشاعر الإخاء والمحبة والوئام والتعايش والإيثار والتضحية في سبيل الآخر".
وأكد أن"الزيارة الأربعينية شهدت بروز حالات إيجابية من العطاء والتفاني والتضحية والكرم والضيافة، فضلاً عن مجموعة من الدروس والعبر وتقديم الموعظة للناس أجمع واكتساب ثقافة وأفكار جديدة".
وأشار الى أنه"في هذه الأيام التي تشهد التجمع المليوني، هناك حملة تشويهية للتعتيم على هذا المهرجان العالمي، وحجب الضوء عنه عبر نشر الانحلال الأخلاقي وتفكيك روابط الأسرة الإنسانية والمسلمة بفرض القوانين الشاذة والمنحرفة التي تؤدي بالمجتمعات الى مهاوي الرذيلة والفواحش بإتباع حرب إعلامية ناعمة هي أشد فتكاً من الحرب العسكرية"، وتعضيداً لأبعاد هذه الرسالة العظيمة للإمام الحسين والأدوار الكبيرة التي تصدى لها الإمام زين العابدين وعمته العقيلة زينب (عليهما السلام) في مواقف إعلامية وبطولية عظيمة لذلك لا بد من استلهام الدروس والعبر والمواعظ من هذه الزيارة بأبعادها الروحية والدينية والفكرية والإنسانية ليبقى نورها يشع في قلوب عشاق الإمام الحسين(ع)، ومحبي نهضته ويبقى صداها يقض مضاجع وأركان الظالمين في كل مكان وزمان".
وبين أن" زيارة الأربعين هي من شعائر الله فهي تذكير بالتعاليم الإلهية والقيم الأخلاقية ومبادئ الجهاد والتضحية والإيثار والفداء وكل القيم السامية واستذكار لعظمة وقدسية هذا العمل فلا بد من احترامها وتوقيرها وإجلالها بالقداسة والاستعداد لها بالتطهير الجسماني والروحي والاستغفار والذكر والتسبيح وأن نعيش أجواء حزينة والابتعاد عن كل ما يوهن هذه الزيارة.
وفي هذا المقام نحن نتمسك بالوصايا الكبيرة والمهمة التي أعلنها مكتب المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني".
وأوضح أن"إتباع أفضل الأخلاق والصفات الحميدة من التعاون والتسامح والاحترام المتبادل والمحبة والإيثار والكلام الطيب والصبر والتحمل وسعة الصدر وتقديم المساعدة لكل من يحتاجها لتكون الزيارة خطوة على طريق تهذيب النفوس وأن نتصدى الى كل من يحاول تعكير صفو أجواء هذه الزيارة ويشوه صورتها الروحانية والعقدية من المندسين والمغرضين لاسيما الأصوات المعادية التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي في مثل هذه المناسبات،وكذلك الاهتمام التام بأداء الواجبات الشرعية بالشكل الذي يرضي الله لاسيما أداء الصلوات في أوقاتها وعدم التهاون فيها".
ولفت الى أن"من عظمة هذه الزيارة هو استذكار مواقف رمز المرأة المسلمة وشجاعتها جبل الصبر العقيلة زينب (عليه السلام) والسير على خطاها وعلى النساء المؤمنات التأسي بسيرتها العطرة وهذه فرصة كبيرة لتعظيم دور المرأة في تربية وتنشئة الأجيال على خط أهل البيت، فضلاً عن دعم وإسناد القوى الثورية والتحررية تجسيداً لصرخة الإمام الحسين (عليه السلام) يوم الطف (ألا من ناصر ينصرنا، وهل من موحد يخاف الله فينا، وهل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا ؟) فقضية تحرير القدس ونصرة الشعب الفلسطيني خير ما يستحق تلبية هذا النداء الحسيني الذي بقي الآن بمعزل تماماً ويستصرخ شعوب العالم وشرفائه والأمة الإسلامية لنصرته وتحريره من الكيان الصهيوني الغاصب، مشيراً: "نحن بحاجة الى إنشاء محطات إعلامية عالمية في كل بقعة من بقاع العالم ترتبط بزيارة الأربعين وتحت عنوان (صدى الأربعين) من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية التي تعد ملتقى إعلامياً تلتقي فيه جميع الأديان والقوميات، وليكن كل واحد من الحضور داعية إنسانية وروحانية لنشر رسالة الأربعين وأهدافها السامية والنبيلة وكل واحد من موقعه، ولتكن هذه المنابر الإعلامية رسالة مضادة للهجمات الإعلامية الغربية التي تسعى الى استهداف هذه المظاهرة المليونية.
إن زيارة الأربعين بكل أبعادها إنما تؤكد نجاح نهضة الإمام الحسين (ع) وقدسيتها وشرعيتها للعالم التي هي رسالة جده المصطفى، لذلك لا بد من تأسيس مبادئ الإباء والتضحية في نفوس المسلمين وغيرهم، فمنهاج الإمام هو منار ونبراس للزائرين والأحرار في العالم منذ استشهاده والى قيام الساعة".
وتابع: إن"الحفاظ على حرمة وقدسية القرآن الكريم الذي يمثل عقل وقلب كل مسلم عبر إحيائه بالمحافل القرآنية والمجالس والجامعات والمدارس والبيوت فمن أهداف هذا المؤتمر هو تعظيم حرمة القرآن الكريم والحفاظ على قدسيته بأموالنا وأنفسنا، وكذلك تعزيز مقومات الوحدة الإسلامية والإنسانية فجميع الزائرين من المسلمين وغيرهم يهتفون (لبيك يا حسين) وهذه الصرخة تشكل منطلقاً وحدوياً للجميع، وأن يسود التعايش السلمي بين الشعوب عبر التفاعل الإيجابي مع جميع زوار الإمام الحسين(ع)، وعدم التهاون مع أي شخصية تحاول شق عصا هذا التجمع الإنساني العظيم".
وذكر أنه "من تجليات هذه الزيارة هو تجسيد صفات القائد والحاكم المتصدي لقيادة الأمة فالذي لا تتوفر فيه هذه الشروط لا يجوز له التصدي الى الحكم ولا تجوز طاعته".