بغداد- واع- علي جاسم السواد
ليست المرة الأولى التي تبهر الزيارة الأربعينية العالم بكرم العراقيين في استقبال الزائرين لاسيما العرب والأجانب الذين يتوافدون كل عام لإحياء مراسيم الزيارة.
لكن زيارة هذا العام تميزت باهتمام وسائل إعلام ومدونين عربي وأجانب لهذه الزيارة وما يرافقها من كرم عراقي على طول الطريق الى كربلاء المقدسة ومن جميع المحافظات، ولعل أبرز ما ميز زيارة هذا العام وصول وفد يضم مدونين عرب وأجانب الى كربلاء المقدسة للاطلاع على كرم هذه الزيارة والاطلاع بشكل مباشر على مجرياتها والتي تميزت ايضا بالتنظيم العالي المصحوب بخدمات على أعلى المستويات سواء المقدم من الوزارات والدوائر الساندة او من المواكب الحسينية، فضلا عن الخطة الأمنية التي استطاعت ان تخلق مرونة عالية لحركة الزائرين سواء القادمين عبر المركبات او القادمين سيرا على الأقدام باتجاه قبلة الأحرار.
وفي هذا الصدد نشر المدون اللبناني حسن عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي انستغرام عدداً من مقاطع الفيديو التي توثق زيارته للعراق لإحياء مراسم أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) والتي حققت نسب قياسية من المشاهدة بعد ساعات قليلة من نشرها، حاصدةً التفاعل الكبير من الجمهور الذي أثنى على مضمون المحتوى و مدى تجسيده لوضع المسافرين في العراق والذي يعكس استقرار الوضع السياسي الذي يتمتع به العراق.
كما وثق مدونين عرب واجانب الزيارة الأربعينية عبر منشوراتهم في مواقع التواصل الاجتماعي مسلطين الضوء على حجم الكرم العراقي للزائرين على مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم.
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد أصدر توجيهات تخص الزيارة الأربعينية، فيما أشاد بالدور المتفاني الذي تؤديه القوات الأمنية بكل صنوفها وجميع دوائر الدولة بموظفيها ومنتسبيها.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، ان "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ترأس، مساء أمس، فور وصوله إلى مدينة كربلاء المقدسة، اجتماعاً لمتابعة تنفيذ الخطّة الخدمية والأمنية للزيارة المليونية بمناسبة استذكار أربعينية الإمام الحسين وصحبه (عليهم السلام)، بحضور وزراء؛ الداخلية، رئيس اللجنة الأمنية العليا للزيارة، والصحة والكهرباء، ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة الدائمية للزيارات المليونية، ومحافظ كربلاء المقدسة"، مبينا انه "تم بحث الخطط الاستراتيجية التي ستتولى تنفيذها اللجنة الدائمة خلال الزيارات المقبلة".
وأكد رئيس الوزراء أن "الجهد الاستثنائي الكبير المبذول من قبل كل دوائر ومؤسسات وتشكيلات الدولة والأجهزة التنفيذية، بمختلف اختصاصاتها ومسمياتها وأدوارها، قد جرى وضعه وتنسيقه ضمن خطّة واضحة، رُسمت وهُيئ لها مبكراً ضمن استعدادات استباقية واسعة"، مشيرا الى ان "الدولة قد سخّرت كل إمكاناتها من أجل تقديم الخدمة للمواطنين في كل مكان، وفي كل الظروف".
وأشاد "بالدور المتفاني الذي تؤديه قواتنا الأمنية بكل صنوفها، وجميع دوائر الدولة بموظفيها ومنتسبيها، موصياً الاستمرار بالهمّة ذاتها، والعطاء المستمر، لإتمام مراسم الزيارة إلى غاية عودة آخر زائر بصورة سلسة ومنسابة"، مثمنا "الدور الذي اضطلع به المواطنون من كل محافظات العراق، والمواكب الحسينية المقامة على طول طُرق الزائرين وصولاً إلى مركز مدينة كربلاء المقدّسة، والدور الأساس الذي تؤديه في إنجاح الزيارة ورعاية الزائرين وتوفير سبل الراحة لهم".
واطلع رئيس مجلس الوزراء خلال الاجتماع، على عرض تفصيلي لجوانب الخطط التي جرى تقديمها، في مجال إدارة النقل، والرعاية الصحية، والجوانب المتعلقة بتوفير الكهرباء والوقود، من السادة الوزراء والمسؤولين المعنيين"، موجها "بمتابعة الفقرات الخدمية وتأمينها، والعمل على تهيئة كامل المتطلبات وفق الاحتياجات المرسومة، والاستعداد للاحتياجات الطارئة في كل مفاصل مراسم الزيارة".
وكانت الحكومة قد اتخذت مجموعة من الإجراءات التي سبقت الزيارة ومنها توزيع 1200 حافلة وآلية في محور كربلاء – نجف فضلا عن توزيع 1057 باصاً وآلية في محور كربلاء – بابل وكذلك توزيع 700 باص وآلية في محور كربلاء – بغداد الى جانب تسيير 23 قطاراً
وتهيئة 4 ساحات لتجمع للباصات ونقل الزائرين قرب كربلاء المقدسة وكذلك توفير الغاز والنفط الأبيض للمواكب الحسينية والأفران، وتوفير الوقود الى الجهد المشارك بالنقل بالسعر المخفض، ونشر محطات وقود متنقلة وتوفير الوقود المجاني للسيارات الساندة وتوفير وقود لمحطات الكهرباء في حالة الانقطاع الطارئ، كما تضمنت الإجراءات توزيع 50 مليار دينار للزيارات بين المحافظات المعنية وتخصيص مبالغ من موازنة الطوارئ لأغراض الزيارة، وكذلك تشكيل غرفة عمليات (على الواتساب) وبوجود رئيس الوزراء وتشكيل غرفة عمليات مصغرة لادارة النقل في كربلاء بالإضافة الى تشكيل غرفة عمليات مصغرة لادارة الخدمات في كربلاء، ووضع خطة للكهرباء لمعالجة النقص والمناورة بين المحافظات وربط مئات المحولات الكهربائية الى المواكب، فضلا عن وضع خطة لإدارة الموارد المائية ورفع المناسيب في انهار معينة ونشر عيادات متنقلة وسيارات اسعاف على طرق الزائرين.
وأعلن رئيس هيئة المنافذ الحدودية اللواء عمر الوائلي، عن مغادرة أكثر من مليوني زائر الى بلادهم بعد أداء الزيارة الأربعينية.
وذكر بيان لهيئة المنافذ تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع) أن "المنافذ الحدودية المشمولة باستقبال الزائرين المشاركين في إحياء أربعينية سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليه السلام) تشهد حركة عكسية تجري بصورة كبيرة وانسيابية منتظمة على شكل دفعات"، لافتا الى أن "عدد المغادرين من العراق إلى بلدانهم بلغ أكثر من (2) مليون زائر بعد اكمالهم الزيارة بكل انسيابية وسط استمرار عمل هيئة المنافذ الحدودية وكافة الدوائر والأجهزة الساندة بتقديم أفضل الخدمات والجهود المميزة والتي تبدو واضحة من خلال نجاح الزيارة".
كما أعلنت هيئة السياحة التابعة لوزارة الثقافة، توفير 791 فندقاً في محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف.
وقال رئيس هيئة السياحة ظافر مهدي عبد الله، في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "هيئة السياحة وبتوجيه مباشر من قبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ووزير الثقافة والسياحة والاثار ورئيس هيئة السياحة، شكلت غرفة عمليات لتقديم افضل الخدمات الفندقية للزائرين في محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف"، مؤكدا "أهمية بذل أقصى الجهود من أجل ضمان نجاح الخطط الخدمية والأمنية المعدة لتأمين مراسيم الزيارة الأربعينية".
وأضاف عبد الله، أن"هيئة السياحة أعدت خطة لاستيعاب أعداد الزائرين في الفنادق ذات الدرجة الاولى"، مشيرا الى"توفير ما يقارب 524 فندقاً في محافظة كربلاء المقدسة التي تحتوي (62 ) ألف غرفة، فيما جهزت محافظة النجف الأشرف ما يقارب (267 ) فندقا شملت بحدود (3000) غرفة مهيئه لاستقبال زوار الإمام الحسين (عليه السلام).