تصوير: ستار الغزي
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
أكدت الفنانة العراقية صبا إبراهيم أنها لم تكترث لأدوار البطولة المطلقة في الدراما بل تهتم كثيرا بنوعية الأدوار وعمقها وثقلها وتأثيرها في الجمهور على مدى السنوات، رافضة في الوقت نفسه أن يتم تقديم أسماء الفنانين الجدد على أسماء الفنانين القدماء والرواد في (تايتل) المسلسلات بوصفها حالة غير مهنية في الفن.الشرارة الأولى
وقالت الفنانة صبا إبراهيم في حوار مع وكالة الأنباء العراقية (واع):" على الرغم من أني ممثلة تراجيدية إلا أن الجمهور شاهدني في مجال الكوميديا كثيرا لاسيما في الفترة الأخيرة في برنامج (حامض حلو) وكان ذلك مقصودا كون الجمهور دائما يشاهدني في الأدوار الصعبة والمركبة لذا حاولت أن أكسر هذه النمطية في الظهور وأحقق طموحي في منطقة الكوميديا من منطلق التنوع في الأدوار فلا بد على الفنان أن ينوع في أدواره لا أن يبقى ضمن نمط واحد قد يشعر الجمهور بالملل تجاه أدوار واحدة لفنان واحد". وأضافت،" على الرغم من أنني خجولة وأسرتي بعيدة كل البعد عن مجال الفن إلا أنني استطعت أن اخترق عالم الفن وأن أكون مختلفة عن أفراد أسرتي والقدر كان أقوى لأكون فنانة حين جمعني لقاء عن طريق الصدفة مع المخرج هاشم خالد ليقع الاختيار علي في أن أظهر مع الفنان حاتم العراقي في فيديو كليب (شكد تحبني) عام 1998 ليكون أول ظهور لي في الشاشة، وهذا العمل كان الشرارة الأولى لدخولي مجال الفن الذي قادني إلى الدراسة في معهد الفنون الجميلة ومن ثم التعمق في الفن بكل أشكاله".
وتابعت،" كنت من الفنانات المحظوظات حيث جعلني القدر التقي مع الفنان الكبير محسن العلي وقبلها كان مع الفنان قاسم وعل السراج، إلا أن الفنان محسن العلي علمني ما هو المسرح الشعبي وماذا تعني الكوميديا وما هي رسالة الفن السامية، لذا استفدت كثيرا من منهُ معلماً وفناناً".
المعايير المهنية ونظرة المجتمع
وأوضحت،" أنا فنانة حذرة جدا من نظرة المجتمع ولا يمكن أن أخذل أسرتي وجمهوري وكل من منحني الثقة، لذلك تجدني ابتعد عن الأدوار التي قد تسبب الجدل، لذلك حين ظهرت في مسلسل (رسائل من رجل ميت) تعرضت لانتقادات كثيرة حول الدور الذي جسدته على الرغم من أنه دور عادي، إلا أنني أحسست بأن التعامل مع الجمهور لا بد أن يكون دقيقا ووفق ضوابط حساسة جدا، لذلك يجب أن تكون الجرأة في طرح الموضوعات وليس في الدور نفسه".
ولفتت، أن" أول من تنبأ بموهبتي على المدى البعيد كانت والدتي رحمها الله وتوقعت أن أكون ممثلة ناجحة في المستقبل، وكانت توصيني دائما أن أقتدي بسيدات الشاشة العراقية كالفنانة هديل كامل وغيرها من الفنانات الملتزمات". وأشارت، إلى أنه" يجب أن تكون معايير مهنية محترمة في مسألة تراتبية أسماء الفنانين في (تايتل) المسلسلات، فمثلا لم أذكر أني يوما ما طلبت أن يكون اسمي قبل اسم الفنانة آسيا كمال ولا غيرها من الفنانات المحترمات، أما الآن للأسف نشاهد تقدم أسماء فنية جديدة فتية على أسماء فنية كبيرة في التجربة والعمر الفني وهذا غير مقبول إطلاقا وحالة غير مهنية في الفن وغير معمول بها حتى في الوسط الفني العربي".
وبينت، أنه" لا تهمني أدوار البطولة المطلقة في الدراما بل أبحث عن الدور المؤثر العميق الذي يبقى في ذاكرة الجمهور لفترة طويلة، أنا فنانة تربيت على أن أكون ضمن إطار البطولة الجماعية المنافسة ومؤمنة بها جدا، وليس لدي هوس أن أبحث عن البطولة في الأعمال الفنية، وبالمقابل أن قُدم لي عمل بطولة فلا ضير امتلك من الأدوات الفنية التي تمكنني أن أخوض هذه الأدوار بحرفية كاملة".
ولفتت،" أديت كثيرا من الأدوار، الأم والحبيبة والزوجة والدور الكوميدي لكنني أنتظر مخرجا يفاجئني بدور معين لم أجسده من قبل، كالشخصيات التي فيها الخير والشر التي تتغير ضمن إيقاع أحداث المسلسل لا أن تبقى الشخصية على نسق واحد طيلة حلقات المسلسل".
الأدوار الفنية
وعن أدوارها الفنية أوضحت" مسلسل ألماس مكسور كان آخر عمل درامي اشتركت فيه بدور بسيط عميق عام 2022 بعدها لم اشترك بأي عمل درامي وكان ذلك مقصودا لأنني أبحث عن نص درامي مميز ومختلف عما قدمته من أعمال فنية سابقة لذلك لا يمكن أن اكرر نفسي في أدوار مستهلكة ومكررة لاسيما بعد النجاح الذي حققته في مسلسل (طيبة) وأيضا في (كمامات وطن)، واشتركت مؤخرا في عمل سينمائي روائي مهم وتحديداً في فيلم (الوقاد) من إخراج فارس طعمة التميمي وتـأليف الراحل سعد هدابي من بطولة الفنان حكيم جاسم ونخبة من الفنانين".
وأكدت إبراهيم" رفضتُ ثلاثة أعمال درامية عرضت علي في رمضان الماضي كمسلسل (بغداد الجديدة)، و مسلسل (تاتو)، و مسلسل (قط أحمر)، وكان سبب رفضي عدم الاستعداد النفسي التام للخوض في هذه الأعمال على الرغم من أنها أعمال مهمة وحققت حضورا لكنني أحسست أن الوقت لم يحن بعد للاشتراك في أعمال جديدة".ونبهت، أنه" لا بد على الفنان أن يمتلك مشروعا خاصا به بعيدا عن الفن لكي يضمن أن يعيش بكرامة وعدم الحاجة للآخرين في وقت العسر".
ولفتت في حديثها" لست فنانة انطوائية كما يقال عني ولدي علاقات محدودة وأركز على النوعي منها ما جعلني غير متاحة أحيانا في المناسبات الفنية أو غيرها".
وأضافت،" تعلمت أن لا أجامل على حساب نفسي، وأن أرفض أي شيء قد يسبب لي الضرر و أحجمت كثيرا عن أشياء في حياتي كنت قد أعطيتها أهمية بالغة لا تستحق".