تحدث خبراء وأكاديميون، اليوم الجمعة، عن الأهمية الاستراتيجية لطريق التنمية، فيما أكدوا أن المشروع سيعزز مكانة العراق الإقليمية والدولية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
واستعرض الخبراء، مكاسب اقتصادية وأمنية وسياسية وحتى مجتمعية، ستكون نتاج تنفيذ المشروع الاستراتيجي، فيما نبهوا بأن هذه المكاسب ستكون شاملة للعراق وجواره وجميع الدول التي يمر عبرها هذا الطريق الحيوي والمهم.يقول الأكاديمي والمحلل السياسي، عصام الفيلي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "طريق التنمية الاستراتيجي الذي تتبناه الحكومة العراقية يعد قفزه نوعية، ويمثل إعادة الحياة للشريان النابض في مجال النقل بالنسبة للعراق، خاصة وأن طول الطريق يتجاوز أكثر من ألف كيلومتر وبالتالي سيعزز قدرات العراق الاقتصادية والمنطقة والعالم".
وأضاف الفيلي، أن "الطريق لديه عدة مسارات بالنسبة لخط السكك، إذ يمتد لكي يصل إلى الفاو/ فيشخابور، يرافقه أيضاً طريق بري، وبالتالي سيسهل حركة نقل البضائع ويعزز قدرة ميناء الفاو الكبير"، مؤكداً أن "المشروع سيوفر فرص عمل تتجاوز أكثر من 100 ألف فرصة للعراقيين".
أبعاد سياسية
ولفت إلى أن "الطريق فيه أبعاد ربط لطبيعة استقرار العراق على الصعيد السياسي، كونه سينفذ من قبل شركات إقليمية ودولية، وبالتالي هذه الشراكة الاقتصادية ستعزز الاستقرار السياسي في البلاد"، مشيراً إلى أن "الطريق سيكون نقطة انطلاق مصالح دول المنطقة مع المصلحة العراقية".
وأوضح أن "مشروعاً بهذا الحجم لم ينفذ في المنطقة منذ أكثر من 40 عاماً، وبالتالي سيكون مشروع طريق التنمية بداية لتعزيز الثقة من قبل الشركات العالمية بأن العراق دولة آمنة مطمئنة، ويمكن الاستثمار فيها، خاصة بتوفر مثل كهذا خطوط ما سيعزز رغبة الدول بإقامة مشاريع صناعية وزراعية داخل الأراضي العراقية بطريقة استثمارية".
الاستقرار والسيادة
المحلل السياسي عباس العرداوي، بدوره، قال لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "العراق يسعى جاهداً لتوفير الأرضية الصحيحة لإطلاق مشروع التنمية الاستراتيجي، الذي يعتمد على مد طرق التواصل البري بشبكات سكك الحديد، وينعكس على إعادة تفعيل الأواصر الجغرافية للمنطقة بشكل إيجابي، وينقلها نقلة اقتصادية كبيرة بحكم موقعه في قلب العالم والمنطقة الأساسية للتبادل الاقتصادي والتجاري".
وبين العرداوي، أن "هذا المشروع الكبير الذي تترقبة كل دول المنطقة والذي يعد العراق العامل المرتكز الأساسي فيه، سينعكس إيجابياً على تحديث الطرق والأدوات والآلات ومد سكك القطار الحديثة وبناء البنى التحتية التي سيحتاجها في هذا المشروع الكبير والحيوي ونقل خطوط الطاقة والتواصل".
وأكد أن "هناك فرصاً كبيرة ليست للعراق فقط وإنما لدول المنطقة بنجاح هذا المشروع، وأهمها توفير فرص العمل التي قد تصل إلى ربع مليون نسمة، فضلاً عن إيرادات مالية للمنطقة"، مشيراً إلى أن "جميع هذه الخطوات إيجابية، والأهم فيها أنها ستحتاج إلى عامل الاستقرار الأمني، مما يدعو هذه الدول إلى التعاون الأمني بأعلى مستوياته، وقد يكون هذا أهم عوامل الربح التي ستنعكس على المنطقة من خلال عامل الاستقرار والسيادة".
نهضة شاملة
من جانبه، ذكر المحلل السياسي حيدر البرزنجي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "مشروع طريق التنمية سينعكس على تعزيز مكانة العراق الدولية والإقليمية وليس فقط على الجانب الاقتصادي، إضافة إلى توفير فرص عمل تصل إلى مئات الآلاف، فضلاً عن تعزيز الواقع الأمني وزيادة الاستثمارات في العراق".
وأضاف البرزنجي، أن "المشروع سيرفد الموازنة العراقية، بالمليارات، وبالتالي يعد من المشاريع الاستثمارية الكبرى التي تمثل نهضة اقتصادية واستثمارية وأمنية ومجتمعية كبيرة في العراق".
موارد اقتصادية
وقالت رئيس لجنة النقل والاتصالات في مجلس النواب، زهرة البجاري، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "مشروع طريق التنمية مهم جداً، ومؤتمر السبت المقبل بحضور دول الإقليم وجوار العراق ودول الخليج سيكون مؤتمراً كبيراً لإطلاق نقطة الصفر للمشروع".
وأشارت البجاري، إلى أن "مشروع طريق التنمية من المشاريع الاستراتيجية المهمة، وهو ليس مجرد طريق بري وسككي، وإنما ستكون هناك مدن سكنية وصناعية وترفيهية على طول الطريق وفي كل محافظة، وستكون هناك مدينة جديدة على طريق التنمية".
وأوضحت أن "المشاركة في الطريق ستكون لعدة دول لأنه سيخدمها وسوف يختصر الكثير من الوقت والجهد والأموال المهدورة بسبب استخدام الطرق البحرية الأخرى والطرق البرية البعيدة، فالعراق يعد نقطة ترانزيت سريعة وكبيرة تختصر المسافات"، مضيفة أن "المشروع سوف يستقطب الاقتصاد ويستغل الأيدي العاملة من خلال تنفيذه أو بعد تشغيله، إضافة إلى موارد اقتصادية كبيرة تضاهي النفط".
وفي تصريح سابق، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إن مشروع طريق التنمية والقناة الجافة ليس فقط للعراق وتركيا وإنما للمنطقة والعالم، وهو الممر العالمي لنقل البضائع والطاقة ويربط الشرق بالغرب، لافتاً إلى أن هذا الممر سينقل البضائع والطاقة.
وتابع رئيس الوزراء، أن الطاقة التي سوف تُنقل عبر طريق التنمية (القناة الجافة) ستكون من دول المنطقة ومن العراق الذي من المؤمل أن يكون خلال السنوات المقبلة وفق الرؤية التي تعمل عليها الحكومة دولةً مصدرة للغاز بحكم ما يمتلكه من ثروة غازية هائلة.
وأكد أن هذا المشروع كان محط بحث مستمر بين العراق وتركيا على مختلف المستويات، واليوم وصلنا إلى هذا الإعلان مع الرئيس أردوغان، موجهاً الدعوة للأشقاء في دول المنطقة إلى عقد اجتماع قريب ببغداد لمناقشة مراحل هذا المشروع الحيوي بشكل تفصيلي.
وأكد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء هشام الركابي، في وقت سابق، أن مشروع طريق التنمية سيكون الممر العالمي لنقل البضائع والطاقة.
وقال الركابي في تغريدة تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع): "يُعوّل العراق على طريق التنمية الذي سيُشكّل انتقالة نوعية في الواقع الاقتصادي والتجاري للعراق إذ سيكون الممر العالمي لنقل البضائع والطاقة بما يُحقّق مكاسبَ كبيرة".
وأضاف أن "هذه المكاسب ستُسهم في تنويع مصادر الدخل للعراق من خلال اشتراكه مع موارد النفط للبلاد في دعم الموازنات العامة وتعزيز فرص العمل".
وكانت وزارة النقل قد أعلنت عن موعد تنفيذ طريق التنمية من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وقال مدير عام الشركة العامة للموانئ العراقية التابعة للوزارة، فرحان الفرطوسي، إنه "خلال العام الحالي سيشهد العراق الإعلان عن تنفيذ "طريق التنمية" من قبل رئيس الوزراء خلال مؤتمر إقليمي".
وتابع أن "مشروع طريق التنمية سيربط ميناء الفاو بموانئ البحر المتوسط والطرق البرية والسككية بأوروبا ودول القوقاز"، موضحاً أن "الطريق سيشمل خطين: الأول سككي ذهاب وإياب، والثاني طريق بري جديد يختلف عن الطريق السابق، إضافة إلى أن هناك حقيبة كبيرة من المشاريع الاستثمارية سوف يكون لها الحظ الأوفر مع المباشرة بطريق التنمية".
وأعلن الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، عن احتضان العاصمة بغداد يوم السبت المقبل مؤتمراً لوزراء نقل دول الجوار ومجلس التعاون الخليجي.
وقال العوادي في بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): "انطلاقاً من رؤية الحكومة العراقية لأهمية التكامل الاقتصادي بين بلدان المنطقة، وانسجاماً مع البرنامج الحكومي الذي يرتكز على الإصلاح الاقتصادي ودفع عجلة المشاريع الاستراتيجية إلى الأمام، تحتضن العاصمة بغداد، يوم السبت، الموافق 27 أيار 2023 مؤتمراً لوزراء النقل لدول الجوار العراقي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية".
وأشار الى أن "المؤتمر يهدف لمناقشة المشروع الواعد المتمثل بطريق التنمية الاستراتيجي (القناة الجافة)، الذي يشكل المسار الحيوي والمهمّ لجميع بلدان المنطقة والعالم".
وبين أن "هذا المؤتمر يأتي ضمن مسار الحكومة في تعزيز التعاون والترابط الاقتصادي مع الأشقّاء والأصدقاء، بما يمثل مرتكزاً للسلام والاستقرار وازدهار شعوبنا، وترسيخاً لمكانة بغداد دار السلام كخيمة للأمن والشراكة، ومنطلقاً للتنمية المستدامة".