الأسرة والمدرسة هما أساس بناء الإنسان سيما المدرسة التي أصبحت تتحمل الثقل الاكبر في تربية وإنشاء جيل المستقبل.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ولا يخفى على أحد أن التعليم في العراق ما زال وبنسبة كبيرة يعتمد الأساليب الكلاسيكية في نقل المعلومة، حيث يعتمد المعلم على الطرق القديمة والتي تتلخص في شرح الدرس على السبورة وإعطاء الواجب البيتي ومحاسبة المقصرين في اليوم التالي، وتكريم المتفوقين وفق نظرية الثواب والعقاب، بعيدا عن الطرق الحديثة في تعليم التلاميذ على البحث عن المعلومة، وحب المنهج والمدرسة واستثمار الشبكة العنكبوتية في التعليم.واذا أردنا أن نشخص الخلل في العملية التعليمية في العراق سنجد أسباباً كثيرة، كنقص الابنية المدرسية وتهالكها، إضافة إلى عدم ايصال الكتب إلى التلاميذ في الوقت المناسب، وعدم توفير تخصيصات كافية إلى وزارة التربية، الا أن هناك أمرا مهما ايضا نريد أن نسلط عليه الضوء، وهو عدم اعداد المعلم وتطويره بما يتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي الذي وصل اليه العالم.
ولا بد أن نشير هنا إلى ان المعلم هو حلقة مهمة في سلسلة بناء الأجيال، وأن العملية التربوية في اي بلد تعتمد على المعلم، باعتباره أحد أهم أركان العملية التعليمية، فهو المسؤول عن تعليم الجيل ونقل المعارف والمعلومات من المناهج إلى عقول التلاميذ، وهو الذي يوجه تفكير وسلوك التلاميذ وصياغة الافكار وبناء شخصياتهم والتاثير على ميولهم وطريقة تفكيرهم.
ومن هنا أصبح إعداد المعلم ضرورة وطنية تتوقف عليها عملية بناء الانسان وبناء المجتمع، ولا بد أن يدرك الجميع بأن المعلم لا يصبح معلماً جيداً وخبيراً في العملية التعليمية منذ لحظة دخوله هذه المهنة، إذ يحتاج إلى عدد من السنوات، لكي يصبح مربياً وخبيراً متمرساً في هذا الميدان، لذا من الضروري لكل من يريد أن يمتهن مهنة التعليم أن يُعدَّ إعداداً جيداً.
إذ إن المعلمين الذين أعدّوا بشكل جيد سيعرفون كيفية وضع قواعد وخطط للعملية التربوية، وكيفية إدارة الصف المدرسي.
ولذلك، فإن أي إصلاح أو تجديد أو تطوير في العملية التربوية يجب أن يبدأ بالمعلم، لأنه المنفذ الرئيس للسياسات التربوية بعد إقرارها من قبل الخبراء والمختصين، إذ لا تربية جيـدة بدون معلم جيد.