ربما يقودني الحديث عن المرحلة الراهنة والمضطربة التي يمر بها البلد إلى مسألة غاية الأهمية، هي ما تقوم به بعض وسائل الاتصال (الميديا) في طرح آراء وموضوعات حساسة جدا تمس هيبة وسمعة البلد، بل تخدش السمع إلى درجة لا تليق بالمتلقي سماعها
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
نعم نحن مع النقد الهادف وملاحقة نقاط الضعف والاشارة إليها بغية تقويم ما هوغير مناسب، لكن المسألة تحتاج إلى سياق مهني وحرفة اعلامية منضبطة، وهي من بديهيات الأشياء المعمول بها في هذا المجال، وأحسب أن حرية الكلام وابداء الآراء التي لا تناسب شروط الظهور بفضائية معينة، تمثل انعكاسة خطيرة في الخطاب العام داخل المجتمع، بخاصة مجتعنا الذي عانى كثيرا من حياة الحروب وايام الإرهاب المؤلمة، لذا كان على كل جهةإعلامية تحسب ان ما يجري من حوار ومحاور نقاشية هي في الوقت نفسه تمثل (رأيا عاما)، وبالتالي هي انعكاس طبيعي لصورة الوطن، ومهما كانت التوصلات والخلافات بين الأطراف المتواجدة في دفة الحكم، فلا بد من وجود آلية طرح تتناسب وشروط البث التلفازي أو الإذاعي، أو حتى في وسائل الاتصال الأخرى والمؤثرة كالـ(نت) وبرامج التصفحفيه..
ما أثارني في حقيقة الأمر، وجود طريقة استسهال في التقديم والحوار في بعض البرامج السياسية في العراق، ومن تدني الذوق في الكلام تظهر بعض الآراء بلغة يومية غير منضبطة، وفيها ما يسيء إلى سمعة البلد، من خلال تبادل الاتهامات والآراء بين طرفي حوار معين، ولا أحب الغور بمرجعية الجهة الإعلامية، التي تساهم في إثارة هذا الأمر، لكن الخاسر الأول هو (نحن الذين نرسم الوطن في مخيلتنا ونريده مثالا كبيرا مثل
ماضيه).
وهنا ينبثق السؤال الجوهري، لماذا لم تكن هناك جهة تابعة لمؤسسة الدولة لمراقبة هكذا مسائل تخص وسائل الاتصال، وما يطرح فيها من جوانب سياسية واجتماعية وفكرية، وكل ما يتعلق بالمجتمع العراقي..؟ ربما يظهر البعض ويقول (هذا الأمر مطروح وموجود)، اذن لما لا يطبق بقوة القانون وبهيبة الإعلام العراقي الرصين..!!.. هو(مجرد رأي)، ففي المرحلة الراهنة أصبح الوطن في ضمائر الناس الذين ينتمون إليه جذريا، وقادم الأيام سيكون للعراق الشأن الذي يحسب له حسابا كبيرا، هي ليست تمنيات، إنما قراءة واقعية لما بعد
المحنة.