تعد المكتبة العصرية في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان واحدة من أهم المعالم الثقافية في المدينة، وقدمت جيلاً بعد جيل وعلى مدى يقاربُ 100 عامً عشرات الآلاف من المؤلفات التي وجد فيها أبناء المحافظة ما ينمي أفكارهم ويطور قابلياتهم وإمكانياتهم في ميادين العلم والأدب والثقافة والصحافة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ويقول الكاتب والباحث غازي المشعل لوكالة الانباء العراقية (واع): إن "المكتبة العصرية تأسست على يد المرحوم عبد الرحيم الرحماني - كما يشير عقد التأسيس - في الخامس من تشرين الاول من العام 1929، كفرع للمكتبة العصرية الشهيرة في بغداد، وبقيت المكتبة في نفس مكانها تقريبا في تقاطع السوق الكبير مع شارع المعارف (التربية لاحقا)".وتابع أنه "على الرغم من التوسعات والتغيرات المستمرة التي طالت السوق عقب الحريقين الهائلين اللذين التهماه مطلع سبعينيات القرن الماضي، بقيت المكتبة شامخة، وهنا أتذكر مقولة مازالت تتردد في ذهني منذ اكثر من أربعين عاما كان يجاهر بها استاذ الاجيال والمربي الفاضل الراحل ماجد شهاب الشبيب: ان اهمية وموقع المكتبة العصرية بالنسبة الى مدينة العمارة كموقع واهمية قناة السويس بالنسبة الى الشرق الاوسط - اي انها قلب العمارة وموقعها الاستراتيجي".
وتابع أن "من لم يزر المكتبة العصرية (عندما ينزل الى السوق) فلن يعرف من العمارة شيئا"، مضيفا: "على المستوى الشخصي فقد عرفت هذه المكتبة وربانها السيد حيدر حسين داود منذ اكثر من نصف قرن من عمر الزمن، حيث كنا نقتني منها كل حاجاتنا من الكتب المدرسية والقرطاسية والالعاب والمجلات والصحف".
ويؤكد التدريسي والناقد رحيم زاير الغانم لوكالة الانباء العراقية (واع)، أن "المكتبة العصرية بما تحمل من ثقل معرفي يمكننا عدها رافدا من روافد ثقافة المجتمع المحلي في مدينة العمارة، ومن الفواعل النشطة التي تتلمذت على يديها أجيال عبر قرن من الزمن والتي يمكننا عدها إرثاً ثقافياً يُشار إليه بالبنان، بوصفها علامة مضيئة سكنت متن المشهد اليومي للمثقف الميساني".
وتابع أن "المكتبة العصرية عملت على نجاح مشروعها المعرفي غير آبهة بالشق المادي الذي لا يعني شيئاً مقارنة بهامش الربح الذي تجنيه مقابل جهدها الخلاق في تسويق الكتب والدوريات والصحف والمجلات والقرطاسية، آخذة منحى مؤسيسياً سعياً منها في دعم المثقف لذلك طلب ودّها الباحثون والمعلقة قلوبهم بشذى الأمس، كيف لا وهي تضيء الأجيال بإيقاد شمعتها المائة بتمام ألقها بعد حلة الجمال التي خرجت بها إلينا في مواكبة للحداثة بما ينسجم وروح العصر".
ويقول الإعلامي حيدر الحسني لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "المكتبة العصرية من المعالم الحضارية في مدينة العمارة، وتعتبر شاهدا حقيقيا عن تاريخ المدينة في القرن الماضي والحالي وتكاد تكون أيقونة علمية وأدبية وثقافية".
وأضاف: أن "المكتبة كانت زاخرة بالكتب الثقافية والتاريخية والأدبية والدوريات من المجلات العلمية والثقافية من دور النشر الرصينة فضلاً عن دعمها للكتاب الشباب في المدينة".