بغداد - واع - أحمد سميسم
تصوير - صفاء علوان
أكد الفنان العراقي كاظم القريشي، اليوم الخميس، أن الدراما العراقية حققت حضوراً عربياً، فيما أشار إلى أن الفرص الفنية متاحة أكثر من السابق.
وقال الفنان القريشي، في حوار أجرتها معه وكالة الأنباء العراقية (واع): "دخلت الفن في عمر متأخر وكان أول ظهور تلفزيوني لي عبر الفيلم السينمائي العراقي (حفر الباطن) عام 2000، بالرغم من دراستي الأكاديمية الفنية كانت في بداية التسعينات، إلا أن الظروف الاقتصادية والأمنية آنذاك أخرت خوضي في هذا المجال".
مرحلة اثبات الذات
وأضاف القريشي، أن "الفرص الفنية لم تكن متوفرة في السابق كما هي الآن، فكان مخاضاً عسيراً أن تطرح نفسك فناناً أمام فنانين لهم تأريخهم الفني، إذ كان لابد من مرحلة إثبات الذات ومن ثم الحصول على الفرصة الذهبية الأولى التي تعد المفتاح الرئيس نحو أبواب النجاح في أي مجال"، مردفاً: "كنت أتواصل يومياً مع دائرة السينما والمسرح وأجلس لساعات طويلة في الكافيتريا المخصصة للدائرة برفقة عدد من الفنانين سعياً للحصول على فرصة عمل".
واضاف: "توفير لقمة العيش كانت بالنسبة لي الهم الأكبر واهم من طموحي الفني، لذا لقمة العيش كانت تعني مزيداً من تأجيل الحلم".
وتابع: "كنت أحلم أن أصبح مذيعاً إذاعياً، إلا أنني أحببت عالم الفن أكثر وأعتقد لو مضيت بحلمي في مجال الإعلام لنجحت نجاحاً مدوياً كوني أمتلك صوتاً رخيماً وحضوراً جميلاً".
وأوضح أن " لم أعش طفولتي الضائعة أطلاقاً مثل بقية الأطفال بل كنت أقرأ الكتب والروايات والقصص العالمية واتابع البرامج الإذاعية، حين كنت في النعمانية في محافظة واسط حيث مسقط رأسي".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
تطور الدراما العراقية
وعن رأيه بالأعمال الدرامية العراقية في الفترة الأخيرة، لفت القريشي، إلى أن "هناك تطوراً في الأعمال الدرامية العراقية التي انتجت مؤخراً عبر مختلف القنوات العراقية المهمة، واستطاعت أن تحقق حضوراً طيباً اجتماعياً بين الأسر العراقية وبعضها حققت حضوراً عربياً أيضاً، ما ولد منافسة مشروعة بين الأعمال الفنية في ظل استقطاب مخرجين من الشباب الواعي المثقف والعمل معهم متعة من ناحية التطوير والرؤى العميقة في عملية الإخراج".
وأكد، أن "الممثل العراقي مازال يدور في فلك المحلية ما لم يتحقق أمرين مهمين هما استقطاب نجوم عرب لهم حضورهم وتأثيرهم الكبير للعمل في أعمال درامية عراقية، والأمر الآخر مشاركة الفنانين العراقيين للظهور في أعمال عربية مهمة، وبذلك يتم تسويق الدراما العراقية عربياً".
الأعمال الدرامية المقتبسة
وبيّن، أن "الأعمال الدرامية المقتبسة أو المتشابهة من أعمال أخرى ليس فيها عيباً بشرط عدم استنساخ العمل حرفياً"، مشيراً إلى أن "بعض المسلسلات التي اقتبست من مسلسلات أخرى تم شراء حقوقها ومشروعة قانوناً ولا تعد سرقة فنية إطلاقاً، نحن في زمن الاقتباسات والعالم أصبح قرية صغيرة وأغلب مواضيع الحياة متشابة".
عبد الكريم قاسم والمتنبي
وذكر، أن "تجسيده لشخصية "وجيه" في مسلسل الدهانة للكاتب حامد المالكي، كانت تشبهه كثيراً في الواقع، وكل من شاهد المسلسل يرى قصة كاظم القريشي إبن الريف الذي جاء للمدينة ليبدأ قصة كفاحه وإثبات الوجود في مجال الفن"، مبيناً أن "أسباب منع عرض الفيلم السينمائي (حفرالباطن) الذي أنتج عام 2000 كان بسبب حادثة تناولها الفيلم هو قصة دفن الجنود العراقيين وهم على قيد الحياة من قبل الأمريكان، لذا قررت الحكومة العراقية آنذاك ان تمنع عرض الفيلم في التلفزيون نهائياً كونها بررت أنه كيف يتم التعامل مع الجنود العراقيين بهذه الصورة الضعيفة في الفيلم؟، على الرغم من موافقة الحكومة منذ البداية على تفاصيل واحداث الفيلم بالكامل!!".
وأعرب، عن "حزنه بقرار منع الفيلم كونه أول عمل تلفزيوني لم يحظ بالعرض ولا يعلم أين اختفى الفيلم بعد ذلك".
وأردف بالقول: "أحلم أن أجسد شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم هذه الشخصية الجدلية في المجتمع، وكنت على وشك التعاقد على عمل درامي يتناول شخصية الزعيم من تأليف الكاتب حامد المالكي، إلا أن الجهة المنتجة أوقفت إنتاج المسلسل دونما أسباب".
وتابع: "كنت أتمنى أيضاً تجسيد شخصية الشاعر المتنبي الذي قام بتجسيده الفنان السوري سلوم حداد، كوني أعشق المتنبي"، مبيناً أن "تجسيده لدور كوميدي في مسلسل (غايب في بلاد العجائب) لم يعد مغامرة كونه بعيداً عن منطقة الكوميديا وقريباً من الأعمال التراجيدية".
ولفت إلى أن "الفنان يجب أن يؤدي جميع الأدوار المختلفة وأن يضع أمام عينيه النجاح بتلك الأدوار وأن يحترم الثقة التي منحت له"، مشيراً إلى أن "المسلسل حقق حضوراً كبيراً ومشاهدات عالية، كون الأعمال الكوميدية تحظى بمشاهدة عالية وتأثير بالمتلقي أكثر من الأعمال التراجيدية التي لها جمهورها أيضاً".
وأعرب، عن "ندمه على توليه إدارة المسارح العراقية سابقاً، خاصة وأن العمل الإداري يأخذ من جرف الفنان ويبعده عن عمله الإبداعي" مؤكداً: "لم أقف أمام الكاميرا طيلة فترة ترأسي للمسارح العراقية بسبب العمل الإداري".
الوجوه الفنية الجديدة
ووصف القريشي، الوجوه الفنية الجديدة في مجال التمثيل بأنها "حالة صحية ترفد المجال الفني بالطاقات الشبابية وسيخرج منهم نجوم وعمالقة الدراما العراقية لاحقاً".
وتابع: "حتماً الجمهور لدية عيون فاحصة ويميز بين من يمتلك المؤهلات الفنية ومن لا يمتلكها، لذا فان الساحة الفنية متاحة لمن يستحقها وليس للجميع".
وعزا القريشي أسباب ابتعاده عن المسرح، إلى "ظروف جائحة كورونا التي تتطلب بعض الإجراءات والضوابط وتوقف بعض العروض المسرحية المتفق عليها للعمل".