بغداد - واع - آمنة السلامي
اجتاحت عصابات داعش الإرهابية في 10 من حزيران 2014 عدداً من مدن العراق وخلفت خسائر كبيرة تمثلت بدمار محافظات الأنبار وكركوك ونينوى، بالإضافة الى صلاح الدين وديالى، حيث أكدوا خبراء في مجال الإعمار والبناء بأن المدن المدمرة في العراق وعلى وجه الخصوص في نينوى جراء العمليات العسكرية ستحتاج الى عشرات السنين لإعادة الحياة فيها مجدداً.
ورغم هذه التقارير التي تصدر عن الخبراء لم تتوقف الحكومات المحلية والحكومة الاتحادية عن الاصرار في إعادة البناء حيث شرعت بحملة عمرانية كبيرة مدعومة دولياً لإعادة الحياة من جديد.
محافظ كركوك راكان الجبوري قال لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "العاشر من حزيران يعد يوماً أسود في تأريخ العراقيين حيث اجتاحت فيه عصابات داعش الإرهابية عدداً من المدن وشكل منعطفاً كبيراً"، لافتاً الى أنه "ولد قضية إنسانية تتمثل بنزوح سكان قضاء الحويجة ونواحي الزاب والرياض والعباسي والرشاد والملتقى بالإضافة الى أجزاء من قضاء الدبس وداقوق وقصبة بشير".
وأضاف أن "هذا الأمر خلف نزوح أكثر من نصف مليون شخص، بالإضافة الى أكثر من 900 ألف نازح من محافظات الأنبار وديالى وصلاح الدين ونينوى وأطراف العاصمة بغداد توجهوا نحو كركوك"، مبيناً أن "كركوك كانت الأولى على مستوى المحافظات في إيواء النازحين، حيث كان يوجد فيها أكثر من 7 مخيمات".
وأشار الى أن "كركوك بعد عمليات التحرير تنعم بالأمن والاستقرار وعلى وجه الخصوص قضاء الحويجة وناحيتي العباسي والزاب وقضاء الدبس وداقوق".
وحول خطة الإعمار وعودة النازحين أكد الجبوري أن "خطة إعادة الإعمار تسير بشكل كبير وبفريق واحد ودعم من الحكومة الاتحادية والأمانة العامة لمجلس الوزراء والهيئة التنسيقية بين المحافظات"، مبيناً أن "صندوق إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية نفذ أكثر من 500 مشروع في المحافظة"، مؤكداً أن "نسبة إعادة الحياة بالبنى التحتية في المناطق المحررة تجاوزت 60%".
وأشار الى أن "أكثر من 80% من النازحين عادوا للمناطق المحررة ضمن حدود محافظة كركوك".
ولفت الى أن "هنالك تحدياً كبيراً وخطيراً يواجه كركوك ويقع خارج امكانياتها متمثلاً بالقرى المدمرة والذي يصل عددها الى 138 قرية، بالإضافة الى ناحية الملتقى التي تضم أكثر من 15 ألف منزل مدمر".
وبشأن بناء المدارس أكد الجبوري أن "محافظة كركوك تعد الأولى في بناء المدارس حيث تم خلال العامين الماضيين بناء 118 مدرسة وتأهيل 216 مدرسة ضمن خطط المحافظة".
بدوره قال محافظ نينوى نجم الجبوري في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "حجم الدمار الذي تعرضت له نينوى خلال اجتياحها من قبل عصابات داعش الارهابية لا يمكن تصوره وكان كبيرا جدا، حيث ان جميع الدوائر والمؤسسات والمدارس ومراكز الشرطة بالاضافة الى مطاري الموصل والقيارة والجسور ومرافق الحياة دمرت بالكامل"، مبينا ان "الخبراء اكدوا ان اعادة اعمار نينوى سيتجاوز لعشرات السنين، بالاضافة الى انه سيحتاج من 15 الى 30 مليار دولار".
واشار الى ان "نينوى شهدت ثورة عمرانية في عامي 2019 و2020 عبر اعادة جميع الجسور المدمرة باستثناء الجسر الرابع والخامس"، مؤكدا ان "الجسر الرابع والخامس سينجز بشكل كامل نهاية العام الجاري".
ولفت الى انه "تم بناء 335 مدرسة منذ عام 2019 وحتى الان، بالاضافة الى 92 مدرسة تقع ضمن القرض الصيني وبهذا شكلت نينوى رقما قياسيا بين المحافظات في بناء المدارس"، مبينا ان "7 مستشفيات اعيدت في نينوى ،قسم منها اكتمل بشكل كامل والقسم الآخر في طور الانجاز، بالاضافة الى بناء الاسواق الحديثة والتراثية".
وتابع اننا "نأمل بأن نمنح الضوء الاخضر لبناء المطار، كون المحافظة لم تحصل حتى الان على اي موافقات رسمية رسمية ببنائه"، مؤكدا ان "اموال بناء المطار مرصودة ومتوفرة من الاموال المجمدة".
وتابع ان "نينوى تمثل ثاني محافظة بعدد السكان ولا يعقل عدم امتلاكها لمطار".
وعن الاستقرار الامني اكد الجبوري ان "نينوى تشهد استقرارا امنيا كبيرا وهذا ما حقق تسهيل فرص الانجاز في اعادة اعمارها".
الى ذلك قال مدير اعلام قيادة شرطة الانبار العميد فؤاد العسافي في تصريح لوكالة الانباء العراقية (واع)، ان "الاستقرار الامني بعد تحرير محافظة الانبار من عصابات داعش الارهابية انعكس ايجابا على تدوير عجلة الاعمار، حيث تمت اعادة بناء جميع المدن والدوائر المدمرة والبنى التحتية بجودة عالية"، مبينا ان "الاعمار الذي شهدته المحافظة جعل منها محط الانظار بين الجميع".
واضاف ان "شركات عالمية كبرى بدأت تتسابق للحصول على فرص الاستثمار في المحافظة".
وحول الملف الامني اكد العسافي ان "قيادة شرطة الانبار وبالتعاون والتنسيق العالي ما بين قطاعات الجيش والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب شرعت بخوض معارك ضارية ضد عصابات داعش الارهابية خلال عمليات التحرير".
وأردف أن "هذه العمليات حققت انجازات كبيرة تمثلت بفرض الأمن على جميع مناطق المحافظة بالاضافة الى إلقاء القبض على العناصر الارهابية".
وتابع أن "نسبة تواجد الإرهابيين في المحافظة خلال الوقت الحالي تكاد لا تذكر باستثناء بعض الجيوب في وديان وصحراء الانبار المترامية الاطراف"، مبينا ان "هنالك عملاً أمنياً متواصلاً للقضاء عليهم حيث تمت تصفية الكثير من العناصر الارهابية في الصحراء".
واشار الى ان "نسبة الامن والامان في الانبار تصل الى اكثر من 95% خلال الوقت الراهن".
واستذكر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، يوم أمس، ما جرى في الموصل وسبايكر قبل 8 سنوات.
وقال الكاظمي في تغريدة له تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع):"نستذكر ولا ننسى ما جرى في الموصل وسبايكر قبل 8 سنوات، ولنا فيه عبرة ودروس حتى لا تتكرر أخطاء الماضي".
وأضاف أن "الحقيقة تتطلب الشجاعة كي نمضي في حفظ العراق، وترميم جراحه، لداعش العار والهزيمة، وللعراقيين شرف الانتصار للحياة، ومواجهة الإرهاب".