تمكنت مفتشية اثار ديالى، من العثور على المدينة المفقودة "دستجرد" التي يعود تأسيسها الى اكثر من 1400 عام، فيما نوهت عن احتمالية وجود ممرات سرية فيها.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وقال مدير مفتشية اثار ديالى احمد عبد الجبار خماس، لوكالة الانباء العراقية (واع)، ان "اعمال المسح المحدودة جرت في منطقة المقدادية شمال شرق محافظة ديالى وعلى مدار عام كامل، للبحث عن حلقة مفقودة من معالم العصر الساساني والمتمثل بالعاصمة الساسانية او المدينة الملكية بعد (طيسفون) المدائن حاليا او سلمان باك كما تسمى في الوقت الحالي".واوضح، ان "عملية البحث، تمت بالاعتماد على النماذج والمصادر التاريخية والادلة المادية المتمثلة باطلالها وكذلك الخرائط القديمة والصور، فضلا عن التقنيات الحديثة التي وفرتها الاقمار الصناعية القديمة والحديثة"، مبينا ان "الفريق المسحي من مفتشية اثار ديالى، نجح بتحديد المدينة وبعض منشآتها الرئيسية".
واضاف، ان "المدينة، تبعد عن مركز المقدادية مسافة 6 كم، وتتمثل بتلين اثريين هما تل (بنت الامير) وتل (السبع قناطر)، ويعد جزءا من تل بنت الامير، مقبرة لطائفة الصابئة وهي عبارة عن قبور قديمة، لافتا الى ان "عمليات المسح في المدينة كشفت عن منشآت رئيسية هي قصر الملك (كسرى ابرويز) وسور المدينة الخارجي وكذلك السجن موقع الزندان، وخان الاجر الذي كان محطا للقوافل في العصر الساساني وهو خارج السور الخاص بالقصر الملكي".
واستطرد، ان "مدينة دستجرد هي مقر الحكم ومنطلق جيوش الملك كسرى ولفترة 20 عاما الاخيرة من حكمة حتى سقوطها اواخر عام 627 م على يد قائد الروم (هرقل) حيث قام الاخير بحملة عسكرية كانت الرد على قيام الجيش الساساني باحتلال الدول والمناطق التي تقع تحت سيطرة الدولة البيزنطية".
واكد الباحث في الاثار القديمة ورئيس فريق البحث والتنقيب في مفتشية اثار ديالى علي التميمي، ان "مدينة دستجرد او دسكرة من المستوطنات الاثرية المتميزة والمهمة وتمثل ارثا حضاريا اذ امتزجت به فترات مرت على حضارة بلاد الرافدين ومرحلة انتقال بين الحضارة الفارسية المتمثلة بالفترة الساسانية التي حكمت اجزاء كبيرة من العراق ومرحلة العصور الاسلامية وفتوحاتها وصولا الى العصور العثمانية".
وبين، ان "المدينة من الناحية العلمية والاثارية ذات اهمية كبيرة، اعتمد الباحثون فيها على جمع المصادر التاريخية التي ذكرت من قبل الرحالة الاجانب والمؤرخين حول المدينة وذكر في بعض المصادر ان اسمها هو (اتكي بغداد) ومعناها بغداد القديمة وربما هذا يكون سبب بتسمية العاصمة بغداد بهذا الاسم".
وتابع، ان "منقبين الاثار استخدموا جميع الوسائل المتاحة في علم الاثار وذكرت المدينة ايضا من قبل الباحثين عن المدن والمعالم القديمة، وتبين ان المدن المذكورة هي عبارة عن بقايا تلول واطلال مخفية من بينها مدينة دسكرة التي اخذت اسمها ورونقها وجمالها من خلال الحديث عنها للسابقين امثال اليعقوبي والصخري، الذي قال انها مدينة كبيرة فيها بيوت ملوك الفرس وابنية عجيبة ومزارع ونخيل عامرة ويحيطها حصن من طين، والذي يعد من الدلائل الاثرية الموجودة حاليا رغم التجاوزات السابقة والحالية مثل الاستصلاح الزراعي للشركة التركية والاهالي".
واستكمل، ان "صور القمر الصناعي اطلس كورونا مينداي وغوغل ايرث وبينك ماب وجميع التقنيات والوسائل المرئية الفضائية ساعدت بتتبع والبحث ورصد المدينة الاثرية بشكل نهائي وكامل، بالاضافة الى بحوث الدراسات الماجستير والدكتوراه لمنقبي الاثار، منوها عن "احتمالية وجود ممرات سرية بين موقع الزندان ومدينة دستجرد حيث ان اركان مدينة دستجرد متعامدة مع اركان الزندان ولما لها من اهمية كبيرة كونها كانت مقر تواجد الملك بين فترة واخرى والمواقع المحيطة بها من ضمنها الزندان والتحصينات الدفاعية الاخرى ومنشآت غيرمعروفة داخل سور المدينة".
واضاف، ان "الباحثين بحاجة الى اظهار اجزاء المدينة لفهم المدينة واظهار ما تخفيه، خاصة وانها يمر بها نهر شهربان فهو دليل على انها مدينة زراعية بالاساس ومساحتها الاجمالية غير معروفة، حتى الان، الا ان هناك سورا مربعا يحيط بها طول كل ضلع منه 1500 متر ويوجد داخل هذا السور منشآت وبنايات غير واضحة المعالم".
ولفت، الى ان "المدينة كانت موردا للسياسة الاقتصادية والعسكرية، ولهذا كانت تتعرض لمعارك طاحنة وغزوات واستمر الحال لحين اندثارها وربما لم تتوسع بسبب كثرة الحروب، لاسيما ان المواد المستعملة في بناء المدينة هي طابوق الاجر واللبن والطين ومن الممكن بعد اجراء عملية التنقيب ظهور حقائق غير متوقعة في قصر الملك وبيوت الامراء والاميرات".