على مقربة من بغداد، تقع قرية بزيبز التي ذاع صيتها عبر جسرها الذي يربط الأنبار بالعاصمة أبان فترة النزوح عقب سيطرة عصابات داعش الإرهابية على عدد من مدن المحافظة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وتقع القرية جنوب شرقي الأنبار، وتحاذي كذلك محافظة بابل، ويسجل لها تكاتف أبنائها رفضاً للإرهاب الذي منع من دخولها رغم اقتراب عصابات داعش الإرهابية من المدينة وأيضاً في دعم العوائل النازحة التي غادرت ديارهم بحثاً عن الآمان.عشائر القرية
ويقول الحاج خليل حميد العيساوي، أحد سكان القرية، لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "قرية بزيبز تضم فقط أبناء قبيلة البوعيسى القيسية، حيث توارث على رئاستها منذ عشرات السنين شيخها العام الشيخ عبد الباقي، ومن ثم ولده الشيخ دحل عبدالباقي ومن ثم ولده الشيخ محمد الدحل عبدالباقي وصولاً الى الشيخ كامل محمد الدحل رئيس القبيلة في الوقت الحالي".
وأضاف، أن "عدد سكان القرية يتجاوز الآن 7000 نسمة ويعتمد ساكنوها على الزراعة وتربية المواشي والاغنام كمصدر رزق أساسي لهم، أضافة إلى أن القرية تضم العشرات من الكفاءات في المؤسسات الحكومية من ضباط وأساتذة جامعيين واكاديميين واطباء".
ولفت إلى أن "أهالي قرية بزيبر يمتازون بالطيب والكرم ومازال ابناؤها من العشائر الملتزمة بمبادئها، وتربطهم علاقات متينة مع عشائر الجنوب الاصيلة وبقية العشائر المجاورة للقرية وجميع أنحاء المحافظة".
وأكد، أن "قرية بزيبر تعتبرمن أكثر المناطق أمنا في محافظة الانبار، كونها لم تحدث بها أي مشاكل، حيث أخذ ابناء المنطقة على عاتقهم حماية المنطقة من أي غريب يدخلها قاصداً العبث بها، فكانوا يدا واحدة لحماية منطقتهم حفاظاً على سلامة أهلها من خطر الارهاب".
تاريخ قرية بزيبز
ويقول الباحث سليمان الجمهوري، أحد سكان القرية، لوكالة (واع): إن "قرية بزيبز محاذية لمحافظة بابل وناحية اليوسفية التابعة لمحافظة بغداد، وهي إحدى البوابات او المنافذ الرئيسة لدخول محافظة الانبار".
وأضاف، "أنشئت قرية بزيبز في سنة 1830 ميلادية، حيث بدأ الناس يسكنون فيها، وكانت بيوتات قليلة لا يتجاوز عددها أصابع اليد، وبعد مرور عشرات السنين أصبحت آلان مكتظة بساكنيها".
وأشار إلى، أن "قرية بزيبز يفصلها نهر الفرات الذي كان سابقاً على أسوار المنطقة من جهة بغداد امتداداً إلى محافظة بابل، ألا أن النهر قد انكسر في عام 1069 ليشق طريقاً له في وسط القرية آنذاك".
وتابع "وبعد مرور 10 أعوام تقريباً أنشئ جسر الدوب المعروف الآن بجسر بزيبز، ليربط بغداد بمحافظة الأنبار - قضاء العامرية".
ولفت إلى، أن "مساحة قرية بزيبز تمتد من منطقة صدر اليوسفية التابعة للعاصمة بغداد وصولاً الى منطقة الهريمات التابعة لقضاء عامرية الصمود".
بزيبز ترفض الإرهاب وتدعم النازحين
يقول حميد سليمان، أحد سكان القرية: إنه "عندما اشتدت المعارك وأصبحت مدن بمحافظة الانبار أسيرة بيد عصابات داعش الارهابية، تكاتف أبناء القرية لمنع تسلل الإرهاب ولجأ الآلاف من عشائر الانبار صوب قرية بزيبز قاصدين آمنها وكرم أهلها وغيرة ابنائها، لتسجل هذه القرية تاريخا لا ينسى في التكاتف المجتمعي والكرم العراقي الأصيل".
وأكمل، "في حينها هب أبناء المنطقة لاستقبال الآلاف من العوائل النازحة وضيافتهم وتكفلوا بسكنهم حتى وصل الحال ان كل منزل في هذه القرية يستقبل أكثر من خمسة عوائل ليسكنوا سوية وكأنما أخوة قد اجتمعوا في دار والدهم".
وبين، أن "بعضا من أبناء المنطقة قاموا ببيع أراضيهم لاغاثة النازحين من بقية اقضية محافظة الأنبار، بعد نفاذ ما يملكون".