ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ذكّرني موقف بعض الزملاء الصحفيين والمحلّلين السياسيين والنشطاء الـ”فيسبوكيين” لأحد مشاهد فيلم السفارة في العمارة للنجم عادل إمام عندما يعرّفونه على أحدهم بعنوانه رئيس تحرير صحيفة “ لا” التي لم يعجبها أي شيء فيالبلد.
الأمر ذاته نجده في بعض المنصات الرقمية وكروبات الواتساب وصفحات التواصل الاجتماعي، إذ تعرف مسبقاً موقف عدد من الشخصيات بموقفها الرافض لكل شيء في البلاد، ويجدون لرفضهم ألف سبب وسبب، وهذا أمر طبيعي أن تجد أسباباً
لجميع مواقفك، بل ليس صعباً التبرير لأي موقف يتخذه الإنسان، لا سيما إن كان سفسطائيا ويجيد فن
“المناكر”.
هؤلاء باتت وظيفتهم كجهاز الـ( wifi) كأنهم لايبثون الانترنيت بل يبثون السلبية إزاء أي نشاط أو موقف أو تصريح أو فعالية “ما عاجبهم العجب - ولا صيام رجب” وكل شيء عندهم في هذه الحياة سلبي وفاشل، وغير قابل للنجاح، سلبيون في تقويمهم ومواقفهم، ناجحون في بث الإحباط واليأس والقنوط لدى الناس.
حاولت في مرات عديدة الدخول في نقاش معهم إزاء مواضيع ونقاشات عامة، لكنني أدركت بعد ذلك أن سايكولوجية هؤلاء ووظيفتهم في التمرد ورفض كل شيء، سلبياً كان أم إيجابياً، تارةً من باب “خالف تعرف” وأخرى “هم من باب خالف تعرف”، في وقت نحن بأمس الحاجة إلى بث التفاؤل وإشاعة الإيجابية والتمسّك بالأمل وسط انتكاسات المشهد السياسي الذي لن يبقى منتكساً مدى الحياة، بل ستأتي لحظة الانفراج، عاجلاً أم آجلاً، نحن بحاجة اليوم إلى توظيف أي نجاح أو تقدم أو خطوة إيجابية من الأفراد أو المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في سبيل منحنا فسحة أمل بعيداً عن استمرار
الاعتراض.
لذا وجدت مغادرة النقاش معهم.. فضيلة وحكمة.