ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
أساس مشكلات الكون، وجميع أزماته ومصائبه، نحن العراقيون سببها، فتحة الأوزون، وحفرة مثلث برمودا، نحن سببها، الحروب العالمية الأولى والثانية، أيضاً نحن سببها، الاحتباس الحراري والتلوث المناخي وازدياد حالات السرطان في العالم، أيضاً نحن سببها، تصوّر أية مشكلة أو مصيبة في العالم يقف خلفها الشعب العراقي.حتى اللحظة، لا أفهم لماذا يسعى ويجتهد بعضنا في إثبات مجموعة صفات سلبية على شخصية الفرد العراقي، وليس هذا فحسب، بل إنه “يكتل روحه” ليثبت أن تلك الصفات السلبية تجتمع كلها “بكج كامل” فينا ومن دون سوانا من بني البشر، ويقدّم الأدلة والقرائن على ذلك.
أتيحت لي قبل أيام فرصة محاورة الكاتب باقر ياسين، مؤلف كتاب (شخصية الفرد العراقي ثلاث صفات خطيرة التناقض - التسلّط - الدموية) وقدّمت له نقداً بالوقائع والأدلة على ما يورده من إثباتات في سلبيات واعتلالات الشخصية العراقية، وكالعادة، فلا هو حاول أن يأخذ انتقاداتي على محمل مجرد القراءة، ولا أنا سلمت بكل ما أورده “شلع قلع” من سلبيات واعتلالات في الشخصية العراقية.
الأمر ذاته نجده بين الحين والآخر، إذ يجتهد ممّن يدّعون الانتساب إلى النخبة في إيراد أبشع المواصفات السلبية للشخصية العراقية، حتى أنك عندما تقرأ ما يكتبون، تعتقد أنك تتعامل مع مجموعة مخلوقات فضائية، لا تنتمي للإنسانية وصفاتها العامة بأي صلة في تنمر توسع وجلد للذات العراقية، بما هو فيها وما ليس فيها، وبما هو مبالغ عن بعض
صفاتها.
يا سادة يا كرام، نحن بشر كبقية أفراد البشر، فينا الحسن وفينا الرديء وفينا الصالح والطالح والخير والشر، نشترك في ذلك مع بقية أفراد هذا الكون الفسيح، ولدينا صفات نشترك فيها بعدّنا أمة وأخرى بعدّنا طائفة وعشيرة وعائلة وهكذا، لسنا خيرا، ولا شرا مطلقا كغيرنا في تقسيماتهم وانتماءاتهم الفرعية، بل صفات كالشجاعة والغيرة وحُسن إكرام الضيف، ومساعدة الفقير، والتواصل العائلي بين صلة الرحم وغيرهم، وإغاثة الملهوف والدفاع عن الصديق والقريب، وغيرها كثير صفات تقترن بها شخصية الفرد العراقي بنسبة أكبر من بقية المجتمعات، لأسباب كثيرة، جزء كبير منها يتعلق ببيئته وتنشئته الاجتماعية.
فيكفينا منكم جلداً لذاتنا وتنكيلاً بشخصيتنا.