ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
أزمة المياه التي تضرب العراق وسط تجاهل الجيران للمطالب والمناشدات المتكررة لم تحرك ساكنا من مكانها بل تزداد سوءا كل عام، فمشاريع حصاد المياه واستغلالها تسابق الريح في تلك الدول، ولاعلاقة لهم بما يجري في أنهار الدولة العراقية التي تطالب باستحياء من أجل زيادة وارادات المياه من منابعها الأصلية، وحتى اللحظة فإن المثل الشعبي الدارج ( يام حسين جنتي بوحده صرتي باثنين )، ينطبق ربما على وضعنا المائي من ناحية قلة الأمطار وشحة ورادات الجوار، لكن مع إعلان إقليم كردستان إنشاء أربعة سدود جديدة (هي سد دلگه في حدود قضاء بشدر، وسد خيوته في السليمانية، وسد منداوه في اربيل وسد باكرمان في دهوك)، أثار الأمر استغراب اصحاب الاختصاص وعامة الناس ممن يعرفون التفاصيل الفنية للسدود الجديدة والغاية منها، وذهب بعض آخر الى تعليل بناء هذه السدود، بأنها قد تدخل ضمن المنظومة المائية التي تزود مدن العراق بأكملها، فلا بأس ولا ضير منها، وربما توسع من حجم الاستفادة من المياه التي تشح يوما بعد آخر، وبات ضررها بالغا على واقع الزراعة والبيئة في العراق، اما اذا كانت تلك السدود كما يسرب البعض على انها ستكون مصدر ضرر آخر لنهري دجلة والفرات وانخفاض مناسيب المياه فيها، فإن (ام حسين) صارت بأربعة مو باثنين كما يقال في ذلك المثل الشعبي القديم ، فالمعروف عن السد أنه يخزن المياه، وتكون اطلاقاته مسيطرا عليها في الاستخدام ، فهل ستكون السدود الجديدة محط خلاف اخر، سيضاف الى قائمة الخلافات ما بين الإقليم والمركز، وإن حصل لا سمح الله ، فهذه المرة سيكون الخلاف ليس تقليديا، بل سيكون من نوع الخلافات الحادة التي تنذر بالخطر الى حدود غير آمنة، مفاوضات الدولة العراقية لم تؤتِ بثمارها مع دول الإقليم المحيطة بالعراق، بقيت على حالها سائبة النهايات بلا نتائج ملموسة، لكن التخطيط والتنسيق مع اقليم كردستان يجب أن يكونا على مستوى واضح ومشترك مع حكومة الاتحاد وليس بانفراد ، ثم أن على الحكومة الاتحادية ومؤسساتها المختصة بهذا الامر أن توضح قضية السدود، التي إعلن الإقليم عن نية بنائها، إذا كانت بتفاهم وإتفاق مسبق ام لا، حتى لا ندع مجالا للتأويل والتهويل وغيرها من عوامل التازيم، التي تزيد من مشكلات العراقيين في أي أزمة او مشكلة تتحول من وضعها الطبيعي الى وضع سياسي لا نحصد منه سوىالخراب.