إحدى أهم معايير نجاح المسؤول معالجة الأخطاء والتراكمات السابقة الواقعة تحت دائرة مسؤوليته سواء كانت تلك المسؤولية متعلقة بالجانب البيروقراطي المؤسساتي أم بالجانب الوظيفي أم الشكلي، فاذا لم يعالج المسؤول ما وجده من خراب فلم يُعد حينها ناجحا إن لم نحكم بفشله وظيفيا.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ما نشاهده اليوم من خرائب كثيرة في مختلف محافظات العراق من مؤسسات تابعة للدولة مهدمة وأخرى محترقة وأخرى أكل عليها الدهر وشرب دون اكتراث من قبل مسؤوليها أو حتى محاولتهم البحث عن إمكانيات إعمارها دليل ومؤشر على طبيعة تعامل المسؤول مع منشآته التي يديرها، بل إن بعضها تعرض للقصف الجوي العسكري منذ عام 2003 ولغاية الان لم يتحرك ضمير أي مسؤول تابعة له أو يملك قرار إعمارها حتى تحولت تلك البنايات الجميلة إلى مجرد خرائب لا يفهم المواطن حتى اليوم سر بقائها كخرائب دون أن يسعى - مجرد سعي - “أي معني” لإعمارها إذ باتت تلك الخرائب جزءاً من المشهد البصري المألوف للمواطن ولا نفهم جميعا… لماذا؟بل أن بعض الدوائر الحكومية استأجرت بيوتا بمبالغ كبيرة كمواقع لها دون أن تفكر الدولة في استثمار هذه البنايات واستخدامها للصالح العام وإنفاق الأموال التي أنفقت على بدلات الإيجار لإعمار تلك البنايات.
في الشهور الأخيرة بات العراق محط عناية وزيارة الكثير من المشاهير والفنانين والمثقفين وغيرهم، ووجود هذه الخرائب يشوه أي منظر جميل لبغداد وبقية المحافظات دون أن يكترث أي مسؤول وأيضا لا نعرف لماذا ( لا يهتم).
حتما إهمال المسؤولين ليس أمرا مطلقا بل أن بعضهم حفر الصخر من أجل إعمار المنشأ الذي يديره وأوجد بدائل أخرى غير البدائل البيروقراطية الحكومية وأنجز مهام كثيرة في هذا المجال وحول الخرائب التي ورثها ممن سبقه إلى أماكن جميلة يُشار لها بالبنان وهذا يُعد مؤشرا لنجاحه في عمله ومسؤوليته، لكن تبقى هذه الحالات فردية لا يمكن الركون إليها في إعمار تلك الخرائب، بل على تلك المؤسسات إعمار ما تهدم وتهالك وتردى من منشآتها.