تحرير: محمد الكعبي
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
تشهد الأسواق والمحال التجارية في محافظة الأنبار بعض الركود غير المعتاد في الحركة والتسوق مع اقتراب شهر رمضان المبارك، بسبب الارتفاع غير المألوف في أسعار المواد الغذائية.وكالة الأنباء العراقية (واع)، استطلعت اراء المواطنين في اسواق مدينة الرمادي، للتعرف على الالية التي سيتبعها المواطنون في المحافظة للتسوق لشهر الصيام، خاصة وأن اسعار المواد الاسياسية ارتفعت الى نحو ضعفين او اكثر عن اسعارها السابقة.
وكانت الحاجة أم أحمد وهي امرأة متقاعدة أولى المتحدثين، إذ قالت: "كل عام وبعد تسلم راتبي التقاعدي، أستعد للتسوق بعد أن أدون جميع الطلبات التي نحتاجها خلال شهر رمضان المبارك في قائمة، اما الاشياء البسيطة الاخرى فيمكن لنا جلبها من الاسواق القريبة"، مشيرة الى أنها "لم تتمكن هذا العام من التسوق بشكل كامل وشراء جميع ما تحتاجه العائلة في هذا الشهر الكريم، بسبب الارتفاع الفاحش في اسعار المواد الغذائية"، مؤكدة أنها "قررت التسوق بشكل يومي والعمل على توفير ما يمكن توفيره من طعام لمائدة الافطار في اليوم التالي".
اما المواطن حسام هلال الذي يعمل موظفا، فقد أشار إلى أنه "فوجئ بارتفاع اسعار السلع والبضائع، وخاصة الرز والزيت والسكر والبقوليات والطحين واللحوم الحمراء والبيضاء والتمر وغيرها"، مؤكدا أن "هذه المواد تعد أساسية في تحضير المائدة الرمضانية، فضلا عن البيض والأجبان التي يمكن تناولها على مائدة السحور"، منوها بأن "جميع هذه المواد ارتفعت اسعارها بشكل كبير، ودون أن يكون هناك اي دور للجهات الرقابية لمحاسية المتلاعبين بالاسعار".
من جانبه لفت المواطن ياسر أبو عمار إلى أنه "على الرغم من أن شهر رمضان، هو شهر الخير والبركة والعطاء، وشهر التكافل والتضامن بين طبقات المجتمع الغنية والفقيرة، الا أن الناس يتخوفون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، الذي أصبح مألوفا كل عام مع اقتراب شهر رمضان المبارك"، مطالبا "الجهات المختصة بدعم المواد الغذائية ومتابعة الاسعار وتوزيع سلّتين غذائيتين ضمن الحصة التموينية للحد من الغلاء الفاحش لاسعار المواد الغذائية".
ويؤكد الحاج كريم أبو حاتم وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية، أن "سبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية هذا العام، لا يقتصر على قرب حلول شهر رمضان الكريم، اذ أن السوق المحلية تشهد منذ اكثر من شهرين ارتفاعا واضحا في اسعار الزيت والرز والسكر واللحوم وسوى ذلك"، مبينا أن "التجار الكبار رفعوا اسعار الجملة، وهذا أدى بدوره الى رفع اسعار المفرد، وهو ما يدفع ثمنه المواطنون".
وأوضح، أن "المستوردين الرئيسين يبررون سبب ارتفاع الاسعار بارتفاع اجور صرف الدولار الذي تسبب بارباك عملهم".
ويبدو أن منصات الاعلام والمناقب والخطب الدينية والحملات التي تقوم بها جهات اجتماعية فاعلة، للحث على التعاون في هذا الشهر الكريم، والنظر بعين العطف للطبقات الفقيرة من خلال خفض الاسعار، لم تجد اذانا صاغية ولم تصمد امام افة الجشع والمنتفعين الذين يتلاعبون بالاسعار، ما يدعو الجهات الامنية والرقابية الى تشديد المتابعة على الاسواق من اجل الحفاظ على استقرار الاسعار والحيلولة دون ارتفاعها خلال شهر الرحمة والغفران.
وفي هذا الصدد تؤكد قيادة شرطة الانبار تشكيلها مفارز امنية لمراقبة اسعار المواد الغذائية، بحسب قائد الشرطة في المحافظة الفريق هادي رزيج كسار، الذي أشار إلى أن "المفارز تقوم بجولات تفتيشسة مستمرة للحد من جشع المتلاعبين باسعار المواد الغذائية واحالتهم الى الجهات المختصة لمحاسبتهم في حال ثبوت تلاعبهم".