ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
في وقت تسعى فيه المرأة العراقية الى تأكيد حضورها في الداخل ، لطالما نجحت و لا تزال تؤكد ذاتها عبر ثقافتها و حضورها على الصعيد المحلي و الدولي ، وإحدى تلك النساء المبدعات، إمرأة عراقية من جيل الثمانينيات تسكن في محافظة النجف وسط العراق ، انطلقت من هنا لتغير من واقع الكثير من النساء اللواتي كن يقبعن خلف ستار القيود الاجتماعية و التقاليد العشائرية ، فأصبحت قدوة للمرأة العراقية .ولأول مرة تشهد المحافظة التي تمتاز بطابع ديني، بروز أول لاعبة في الملاكمة و فنون القتال ، لتتسلق سلم الابداع و التميز و تمثل العراق في البطولات الدولية و المحلية.
وكالة الأنباء العراقية (واع) التقت الرياضية العراقية بشرى الحجار، وتحدثت عن مسيرتها نحو المنتخب الوطني قائلة: "قصتي مع الرياضة بدأت بعد فترة الحمل و الانجاب لطفلين ، اضافا الكثير من الامل في حياتي ، تعرضت الى السمنة و مضاعفات الحمل بعد الولادة ، لذلك دخلت في دهاليز اليأس و بدأت لا اخرج من البيت ، في يوم ما اصابتني الدهشة مما وصلت اليه من السمنة المفرطة ، لذلك استجمعت كل قواي و قررت ان ادخل في تحد كبير مع نفسي ، و بالنظر في ذلك الوقت لم تكن هنالك قاعات متخصصة في الرياضة بالنسبة للنساء ، كون محافظتي ذات طابع ديني و عشائري ، هنا قررت ان امارس الرياضة في البيت و استخدم نظاماً غذائياً صارماً ، وبعد ثلاثة اشهر بدأت اقطف ثمار اصراري" .
واضافت الحجار "بعدما نجحت في العودة الى وزني الطبيعي وجدت في داخلي رغبة بعدم ترك الرياضة ، و بدأت ابحث عن خطوات اوسع لكي اطور من ذاتي ، بعد سنين و مع تطور المشهد الاجتماعي في المحافظة تواجدت مراكز الرياضة المتخصصة بالنساء فسارعت في التسجيل في أحدها ، و من هنا كانت نقطة التحول الكبرى في مسيرتي الرياضية ، فتوسع الشغف لدي لأمارس عدة رياضات لطالما كانت حكراً على الرجال لسنوات فكانت اول لعبة مارستها هي الفنون القتالية و الملاكمة الامريكية الحرة، وهي لعبة غير معترف بها دوليا حتى اللحظة ، من بعدها دخلت في عالم الملاكمة والسباحة".
وتابعت الحجار حديثها "من ضمن هذه الرياضات هي الملاكمة التي تمكنت من خلالها ان امثل العراق في بطولات دولية و محلية ، و نحن الان نتدرب من اجل الاستحقاقات الدولية المقبلة و التي ستقام احداها في تونس قريبا ، كما تمكنت من الحصول على المراكز الاولى في عدة بطولات".
لم تتوقف اللاعبة العراقية بشرى الحجار الى هذا الحد بل تحول اصرارها الى ان تكون قدوة في مجتمعها ، وهي الان مدربة فنون قتالية و ملاكمة و اخصائية في مجال التغذية الصحية ، فبعد اكمالها الدراسة في معهد المعلمات في مجال الرياضة ، هي الآن تدرس للحصول على شهادة البكالوريوس وهي ايضا ام ناجحة و قدوة لكثير من الفتيات النجفيات اللواتي يتدربن تحت اشرافها .