ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
تقول وزارة التخطيط أن محافظة ميسان تتربع على عرش التصدر للمحافظات الأكثر ارتفاعاً في الأمية بنسبة ٢٢٪ خلفتها محافظة دهوك بنسبة ١٩٪ تلتهما محافظة المثنى بنسبة ١٨٪.الأمية أم المخاطر وأعظمها بعد البطالة، فهي باب ناعم لكل الأزمات في المجتمع، المجتمعات التي لا تقرأ ولا تكتب هي نفسها المجتمعات التي تنتشر فيها المخدرات والجرائم المنظمة والاقتتال العشائري والسرقات.
وجود هذه النسب في عام٢٠٢٢ كارثة لا تخلفها كارثة، عالمياً الهند هي الأولى في نسب الأمية حيث تقول تقارير اليونسكو ان مايقارب ٢٨٠ مليون أمي فيها، بينما عربيا تصدرت الصومال حيث قاربت نسبة الأمية فيها ٧٠٪ .
الشيء المخيف في كل هذا، ان جميع البلدان في العالم بما فيها الهند وضعت استراتيجيات طويلة الأمد لمكافحة الأمية وتخفيفها في مجتمعاتها في الوقت الذي غابت بشكل عملي عن العراق.
المشهد القريب يظهر وزارة التربية -المسؤولة عن الأمية- كأنها " كسولة" في المواجهة والمعالجها لاخطة لا رؤية لا ميدان، وبعيدة عن آخر تطورات مكافحة الأمية في العالم لاسيما مع وجود هيئة وطنية شبه مشلولة لمحو الأمية، تفتقد السرعة والعمل على الأرض . كما يتحمل
المحافظون الذين يرأسون مجالس محو الأمية في المحافظات-شبه المُعطلة- مسؤولية تقدم العراق أمياً وتزايد غير القارئين وغير الكاتبين.
الأرقام عن مكافحة الأمية شحيحة، فقد تخرج حتى الان 9 دفعات من أقسام محو الأمية منذ عام 2012 من مراكز محو الأمية 1200 مركز بعموم العراق،
ليس غربباً انشغال جزء كبير من الطيف السياسي عن قضايا كبرى، كمكافحة الأمية والبطالة معاً والاهتمام بالتنمية والشباب والصناعة والزراعة والثقافة، والالتهاء بأزمات التخدير اليومي، لكن الغربب جداً انشغال الحكوميين والمجتمع الوسيط( نقابات-اتحادات- إعلام-منظمات -مراكز الدراسات..الخ) عن هذه الملفات التي تولد الهشاشة الدائمة في المجتمع .
بقاء الركض وراء الازمات الفقاعية وترك كبار الازمات يلعب فيها الزمن ستُبقي ميسان ودهوك والمثنى في صدارة المحافظات غير المتعلمة وقد تلتحق بها محافظات اخرى!