الحديث عن عالم يقوم على اللامساواة ويحاول أن يؤبدها ويعمل على ذلك الكثير من المفكرين والمنظرين ليس حديثاً فارغاً، ومهمة الوقوف بالضد من هذا التوجه ومحاولة فضحه وكل اولئك الذين يعملون على تصوير هذه الحالة، باعتبارها هي الحالة الطبيعية للعالم نضالا من الضروري العمل على عدم توقفه مطلقاً طالما بقي الوضع هو هذا.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
منذ بداية تفشي فايروس كورونا والارقام التي نسمع بها ونقرأها يومياً عما خلفه هذا الفايروس مرعبة، ومرة أخرى تولد مشكلة على المستوى العالمي وهي تؤكد حقيقة وجود مستَغِل ومستَغَل، فنمو الثروات لدى أصحاب المليارات مقابل دخول الملايين الى ما تحت خط الفقر لايزال في تصاعد، فثروات أغنى عشرة من أصحاب المليارات هذه ومنذ بداية الجائحة هي أكثر من كافية للحؤول دون دخول أي شخص على وجه الأرض تحت خط الفقر بسبب هذا الفايروس.
وحسب تقرير دولي صدر مطلع العام الحالي عن منظمة اوكسفام، ففي البرازيل يرتفع تعرض السكان من أصل أفريقي للموت بسبب كورونا بنسبة 40 % مقارنة بالبيض، وفي افتراض يطرحه التقرير فلو كانت نسبة وفياتهم هي ذات نسبة وفيات البيض لبقي أكثر من 9200 شخص من أصل أفريقي على قيد
الحياة.
في العراق يقدّر لنا دائماً أن نعيش الأزمات مركبة، معقدة، ويتداخل فيها كل شيء، فما أن فعل الفايروس فعلته وانخفضت أسعار النفط الذي لا اقتصاد عراقيا من دونه بفعل الحكومات التي تعاقبت على سحق رقابنا، حتى دفع 4 ملايين ونصف المليون شخص الى ما دون خط الفقر، ليعمق الفايروس هذا مشكلات البطالة جراء عدم توفر فرص للعمل وعجز الدولة عن توفير فرص عمل في القطاع الحكومي أو حتى تقديم المعونات المالية للأسر، التي تندرج دائماً تحت مسمى الفئات
الهشة.
حالات كثيرة من تسريح للعاملين في قطاعات العمل المختلفة وانخفاض كبير في دخول الاسر دفعهم الى التصرف بأي مدخرات بسيطة كانوا يحتفظون بها {للأيام السود} حسب التعبير الدارج.
وبعض التقارير تشير الى احتمالية ان تزداد نسبة الفقر 7 - 14 نقطة مئوية.
واذا اردنا أن نعمل على جردة سريعة في العراق فسيكون سكّان العشوائيات وغير الحاصلين على الشهادات والمرأة والاطفال، هم أكثر الفئات تضرراً من الفايروس واهمالاً
من الحكومة.