باسم محمد الفضلي
بعد الحديث عن احتمال ظهور فايروس جديد يدعى NeoCov في جنوب افريقيا، والذي يتنقل حاليا بين الخفافيش نشر علماء صينيون في معهد ووهان للفيروسات مسودة بحث، حذروا فيها من احتمال أن تحدث في هذا الفايروس طفرات في بروتينه، ما يجعله قادرا على استخدمات مستقبلات الخلايا البشرية. في الحقيقة أن العالم اليوم اصبح ضحية للسياسات القائمة على تقاطع المصالح، وكأن الحال هو ذاته عندما عاش العالم مآسي الحربين العالميتين الاولى والثانية.
فالأمر الآن لا يختلف بل اكثر خطورة مما سبق لأن في الحرب كل شيء واضح رغم ضحاياها الكثر.
أما في وضعنا الحالي فكل شيء خفي. فالأوضاع البيولوجية التي يعيشها العالم منذ ظهور الفايروسات التاجية وما تخللها من ظهور لأخطر فايروس شهده القرن الحالي وتسببه بقتل ما يقرب من 6 ملايين ضحية واصابات وصلت الى ما يقرب من نصف المليار اصابة حتى كتابة هذا الموضوع، ووفيات عالمية تكاد تكون شبه يومية بمعدل 10 آلاف ضحية، كل ذلك لا يقل خطرا عن حرب توصف بأنها عالمية وبادوات فتاكة!.
وبغض النظر عن منشأ الفيروس هل هو بشري أم طبيعي والجدلية التي ما زالت قائمة حتى الان بشأن كوفيد - 19 ما بين الصين واميركا فإن التحذير مجددا من فايروس خطير اشد فتكا من الحالي، لهو مدعاة الى ضرورة الاسراع بإبرام اتفاقيات دولية واقليمية تحمي الأمن البيولوجي من خلال مراقبة المختبرات والمعامل لدى الدول المعنية. والأمر هذا لا يتعلق تحديدا بفايروس NeoCov، بل بالأخطار المترتبة على مجمل الفايروسات بشكل عام، سواء تحقق فعلا ظهور هذا الفيروس ام لم يتحقق، وسواء ظهر غيره ام لم يظهر، فالقضية باتت من المسلمات أن التعرض للاخطار البيويولوجية مسألة يقينية.
من هنا نجد ضرورة الاسراع إلى تبني قواعد قانونية جديدة تحمي النظام البيولوجي للشعوب، وعدم الاتكاء على احتمالات غير علمية ولا قيمة لها مثل الادعاء باضمحلال الفايروس او ضعفه او ماشابه. فالأمر خطير جدا يجب ألا يمر مرور الكرام. لأن اكثر من 5 ملايبن ونصف المليون ضحية هو جرس انذار بأن مايحدث هو البداية.