- 1 -
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
الستارة هي الصالة.الناس يدخلون العرض ويشاهدون ويخرجون
من دون أن يعلموا.
أطفال يخربشون جدران الممرات، بعض الزجاج مكسور، الحواجز بين المشاهدين تتجاوز المترين، لا أحد - في الحقيقة العميقة – يعرف أحداً.
والسؤال الأهمّ:
كيف
سينجح الممثل
الذي
فرض عليه المخرج
أن يقوم
بدور المرأة؟
كان النصّ كبيراً في السنّ،
وبالتحديد:
ألفَ عامٍ مضى.
وكانت الكلمات تدبّ في أزقة النجف كالنمل
صوب
فكرة المؤلف.
والناس يدّعون معرفة المعنى
وهم يأكلون.
وكان الحدث الأساسيّ:
امرأةٌ تفقد البصر في لحظة الولادة.
- 2 -
في البداية
وجد المخرج عجوزاً
خارجة للتو
من جلطة.
جلس يشرح القصة
وعلى يديه آثار كثرة الأبواب.
مستمعاً
عن تمثيلها طفلةً
في الستينيات.
وإذ
أشعل لها فتيلة المدفأة
أراها
على الجدار
ظلالَ أفلاطون في قصة الكهف.
إلا أنّ العجوز
كانت
قد نامت
مفتوحة العينين.
وكان على المخرج
أن يجد امرأة أخرى
تمثل الدور.
- 3 -
الرجال في النجف
كُتُبٌ كثيرة التأويل
إلا
عندما يكون القارئ
أنثى.
النساء في النجف
ممزوجات
بأخريات وآخرين
ووحيدات.
يحتجن على الدوام
إلى عدسات أكبر مما تصنع المعامل
لكي يصلن.
ومن النَّمِرة المتوثّبة داخل القلب
إلى الصمت والتلاشي
طريقهن واضح
يعرفه الجميع
ولا يتكلم عنه أحد،
حتى هن.
لهذا
كان على أكثرهنّ جرأة
أن يكثرن
تربية المعادلات الرياضية
في
غرف النوم.
- 4 -
خاض المخرج بحار المجتمع النجفيّ
بقاربٍ
معدّ للنزهة
منقلباً أكثر من مرة
في شواطئ البيوتات والمجالس،
وفي هذا كلّه
كان ينقذه الشيطان مرة
والملائكة أخرى.
ماذا يفعل؟
يريد امرأة تمثل دور امرأة.
وفي كلّ مرة
كان يشرح النصّ للرجال
مستخدماً الخوف والتردد
لتقريب الفكرة.
زار
بعض الجامعات
وفي جيبه
أدوات صغيرة للتنبؤ بالطقس،
فشل
في تفسير الأسواق والمحلات،
التقى
في الشوارع
نساءً
ليس في عيونهنّ نساء.
وفي نهارٍ ما
صادفته امرأة
مثّلت فقط في طفولتها
- هي الآن صاحبة دكان -
أخبرته
أنّ المشكلة
هي النصّ.
- 5 -
تقريباً يئس المخرج
ولكثرة تفكيره بالمرأة
نبتت له في الكواليس
أظافر ملونة
وشعر طويل.
وإذ كان محالاً عليه أن يغيّر القصّة
فقد فرض على أحدهم هذا الدور
ممثّل
عمل في المسرح
عشر سنوات
قدّم
بعض الأصوات
في الإذاعة..
والآن،
يصعد الخشبة ويبدأ الحياة
بوصفه امرأة.