الانتفاع والنفعية، مصطلحان قد يبدوان وكأنهما يحملان معنىً واحداً، في حين لكل منهما استخدامه الخاص. الانتفاع هو تحقيق حاجة ذاتية من خلال تعاملات معيّنة، ماديّة ملموسة أو معنوية، أو أي شكل من أشكال الاستفادة الشخصية أو الجماعية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وقد يتحقق الانتفاع بطرق غير شرعية أو قانونية تحتميها الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبخاصة في غياب سيادة القانون وتفاقم ظاهرة الانحلال الاجتماعي وتراجع المعايير الاخلاقية.
وغالباً ما يكون الانتفاع على حساب طرف ٍ آخر، طرف سيلحق به الضرر حتماً.
أما النفعيّة، فهي مدرسة فلسفية تعتقد بأنَّ علم الاخلاق وعلم النفس يعتمدان على حقيقة جوهرية تنصُّ بأنَّ السرور هو أفضل من الألم. وتعتقد هذه المدرسة أيضاً بأنَّ هذه الحقيقة يجب أن تكون شعار الحياة.
وحين يتحقق هذا الشعار، فإنَّ قدراً كبيراً من السعادة سيصبح مضموناً لأكبر عدد من أفراد المجتمع، بمعنى أن المنفعة المجتمعية هي الهدف الأسمى، حيث يتم التوازن بين مصلحة الفرد ومصالح الآخرين.
إنَّ الفلسفة النفعيّة لا ينحصر تطبيقها في مجال محدد، وإنما يصح تطبيقها في الاقتصاد والادارة
والقانون والفكر والأداب والفنون. وإنَّ القياس الذي يُبيّن كفاءة القانون والسلوك الاداري والنهج الاقتصادي هو مقدار كمية الألم بالنسبة لكمية السرور؛ إذ إنَّ التطبيق السليم للقانون والسلوك الاداري الصحيح في جميع الأنشطة، هو الذي يستطيع أن يجلب كمية من السرور تفوق كمية الألم للأشخاص الذين يُطبّق عليهم.
وفي المفتتح الأخير، بعد هذا التعريف الموجز، لا بدَّ لنا واداراتنا ومؤسساتنا أن نُميّز بين الانتفاع والنفعيّة في كل تعاملتنا الحياتية اليومية: السياسية، الاقتصادية، الادارية، الاجتماعية.. الخ من أجل سيادة النفعية وتجاوز الانتفاع من أجل حياة أرقى وانسان أرقى ووجود أبقى.