تجاوز بعمره السبعين عاماً، وما زال مقهى الشعب في السليمانية يستقبل رواده، بنسخة شبيهة بمقهيي الزهاوي والشابندر في بغداد، حيث يشكل المقهى العريق ملتقى للأدباء والمفكرين والمثققفين من أهالي محافظة السليمانية ومحافظات أخرى لمناقشة القضايا الأدبية والثقافية والاجتماعية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ويضم مقهى الشعب مكتبة تحتضن مؤلفات سياسية وثقافية وادبية إضافة الى كتب تاريخية وكذلك مكتبات معلقة على الجدران تحتوي على اصدارات المثقفين الذين ارتادوا المقهى ويهديها مؤلفوها وقراؤها لزائريه بغرض الانتفاع منها وتعميم الوعي الثقافي عند ابناء المدينة.والملفت فيه، طرازه الفلكلوري مزيناً بصورٍ تمثل ارشيفا لتاريخ السليمانية وشخصياتها السياسية والأدبية الراحلة والمعاصرة.
صاحبه: الشعب ليس مجرد مقهى بل هو قلب السليمانية النابض
صاحب المقهى بكر عمر، يقول لوكالة الأنباء العراقية (واع): "والدي أسس المقهى في خمسينيات القرن الماضي وورثنا المهنة منه انا واخوتي مع اولادنا إذ يعد هذا المقهى أحد المواقع الثقافية والفلكلورية في السليمانية وهو ملتقى يومي لعدد كبير من الادباء والشعراء والكتاب واهالي المدينة بل وحتى الوافدين اليها".
ويضيف: "كان المقهى في السابق عبارة عن محل لا تتعدى مساحته عددا من الامتار وكانت سقوفه قديمة جداً وجدرانه معمولة من الطين وهو نفس الطراز للمقهى البغدادي ايام زمان، ثم شهد المقهى بعد ذلك توسعة ليصبح على ما هو عليه الآن".
وأضاف، أن "المقهى تأسس سنة 1950 م ويقع في قلب المدينة وقد شهد العديد من الثورات السياسية ضد الانظمة الدكتاتورية التي كانت تحكم سابقا وهو القلب النابض للسليمانية، إذ إن اغلب الاجتماعات والمؤتمرات كانت تعقد فيه وتنطلق من امامه التظاهرات السياسية".
رواده: زرناه صغاراً مع آبائنا وواضبنا عليه في شبابنا
ويقول محمد فاروق أحد رواد المقهى لـ (واع): "أبلغ من العمر 58 عاماً، أول مرة حضرت فيها للمقهى كنت أبلغ من العمر 7 سنوات مع والدي، وبعد دخولي لمرحلة الشباب واضبت على زيارته والتقيت فيه أشخاصاً من الأدباء والمثقفين وكونا صداقات ما زالت مستمرة وغالباً ما نلتقي للتداول في أمورنا الخاصة والامور العامة والاجواء جميلة للغاية".
بدوره يقول الشاب سعيد حمة لـ (واع): "أكتب الشعر، ونتداول أنا وأصدقائي هنا بأمور الشعر والأدب، الأجواء هنا مليئة بالأفكار والذكريات والنصوص، شعراء كبار مروا من هنا وما زالت نصوصهم حاضرة على ألسن الزائرين للمقهى وكثيراً ما يتحول لمنتدى أو منصة لإلقاء الشعر على مسامع الحاضرين".