رغم تراجع الاستعانة بها ومحدودية صناعتها، مازالت الزوارق تجد لها صناعاً مهرة في مدينة الكوفة بمحافظة النجف التي تقف بالمرتبة الأولى على مستوى العراق بعدد ما تصنعه، متقدمة على الأنبار والمحافظات الجنوبية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
هذه الميزة التي تتمتع بها الكوفة ليست وليدة أعوام قليلة مضت، فمنذ القدم اضطلعت بهذه الصناعة منذ أن كانت مرسى للسفن الكبيرة التي كانت تأتي من بعيد وتموجُ في بحر النجف، فيما يقتصر استخدامها حالياً على مهنة صيد الأسماك.مهنة متوارثة جيلاً بعد جيل
ويعد الحاج نعمة وأولاده من أمهر حرفيي صناعة الزوارق في الكوفة ومازالت العائلة مستمرة في هذه المهنة التي توارثتها عبر الأجيال.
ويقول سيف بن الحاج نعمة لوكالة الأنباء العراقية (واع ): "أعمل مع والدي في هذه المهنة منذ الصغر حتى باتت ورشتنا من اقدم ورش صناعة الزوارق المستمرة بالعمل، وهناك ورش اخرى لكنها قليلة جدا إذ أن قلة الطلب جعل الكثير من الصناع يهجرون هذه المهنة بحثاً عن عمل ثانٍ يوفر لهم لقمة عيشهم".
مراحل صناعة الزوارق
وعن مراحل صناعة الزورق أوضح أن "الزورق يصنع من الخشب وهناك عدة انواع منه تدخل في بناء هيكله الخارجي واخرى في الاضلاع، في السابق كنا نصنع الزورق من الأخشاب المحلية ونقوم بسد الفراغات بتحشيتها بمادة القطن وثم يطلى الزورق بالقير من الخارج لضمان عدم تسرب المياه".
وأضاف، أنه "ولكن في الوقت الحالي ومع تطور المواد الاولية وظهور مواد اكثر صلابة غيرنا الطرق القديمة في العمل من اجل تمكين الزورق من مقاومة المياه أكثر وقت ممكن".
طرق جديدة تواكب التطور وتقاوم الزمن
وعن الطرق الجديدة يقول سيف: "نستعين بالخشب المستورد وهو يأتي على شكل الواح جاهزة ونقوم فقط بتقطيعها مع الاستعانة ببعض الاخشاب المحلية للاضلاع الداخلية، وفيما يتعلق بالطلاء الخارجي فنحن نستخدم مادة الفايبر كلاس عوضا عن مادة القير وهي مادة اقل وزنا واكثر مقاومة للمياه وتحافظ على مظهر الزورق الخارجي".
وتابع سيف: "هناك قوارب وخصوصا الكبرى نقوم بطلاء القاعدة فقط بمادة الفايبر كلاس في حين أن هناك زوارق صغيرة جدا تصنع من مادة الفايبر بشكل كامل وهي اخف وزنا واطول عمرا من الخشب"، مشيرا الى أن "قلة الطلب على الزوارق في الوقت الحاضر لاقتصارها على مهنة الصيد وهي مهنة ايضا بدأت بالتراجع لكثرة بحيرات تربية الاسماك".
أنواع الزوارق
وتختلف احجام الزوارق ما بين الصغير والوسط والكبير كما يقول الحرفي لؤي الكوفي في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) ويوضح: "حاليا نصنع عدة احجام، الصغير منها وهو الذي يسخدم في الانهر الصغيرة والبزول والوسط الذي يستخدم في الانهار وكذلك الكبير او ما يسمى بالدافع، وهذا النوع توضع فيه المحركات ويستخدم في البحيرات الواسعة ويكون اكثر مقاومة لامواج المياه ويطلبه بعض الصيادين حيث تمزج صناعته بين الخشب والفايبر كلاس".