وسط انتشار ظاهرة جزر المواشي العشوائي في بغداد وعموم المحافظات، حدد خبراء وباحثون الاضرار التي تسببها هذه الظاهرة على حياة المواطن، وفيما قدموا المقترحات والحلول للحد منها، أشاروا الى أن الاطفال هم اول المتضررين منها.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وقال مدير قسم المجازر في وزارة الزراعة ماجد خلف الكعبي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "ظاهرة الجزر العشوائي في الشوارع والساحات العامة غير حضارية وتمثل التخلف الحاصل في مجال انتاج اللحوم وذبح الحيوانات وتسويق لحومها"، مبيناً أن "هذه الظاهرة لها أسباب متعددة منها ما يتعلق بوعي المواطنين والامكانيات الفنية والإجراءات العقابية ولها ضرر كبير على الصحة العامة والمجتمع".وأضاف أن "أضرار هذه الظاهرة:
ضرر الصحة العامة
حيث إن هذه الظاهرة تتسبب في انتشار الامراض المشتركة مثل (الحمى النزفية ، الجمرة الخبيثة، السل البقري، البروسيلا وغيرها) .
ضرر البيئة
إن البيئة تتضرر نتيجة الجزر في الشوارع والساحات العامة ورمي مخلفات الحيوانات.
ضرر وبائي
إن الضرر الوبائي يأتي نتيجة عدم تحديد الخريطة الوبائية للأمراض ونقصا بالمعلومات المتاحة للامراض المشتركة التي تنتشر بالعراق .
ضرر اقتصادي
نتيجة عدم الاستفادة الكاملة للذبائح وكذلك الكلفة الاقتصادية لمعالجة الأمراض الناتجة عن هذه الظاهرة .
ضرر جمالي
هذه الظاهرة تؤثر بشكل سلبي على جمالية الشوارع والساحات العامة، وبالتالي هي مظهر غير حضاري للمدن.
فيما أكد مدير مركز بحوث السوق وحماية المستهلك يحيى كمال البياتي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "ظاهرة الجزر العشوائي غير صحية وغير حضارية"، مشدداً على "ضرورة متابعة هذه الظاهرة من قبل أمانة بغداد ليس في أوقات الدوام الرسمي فحسب بل خارج أوقات الدوام الرسمي".
ولفت الى "أهمية وجود لجان تتابع هذه الظاهرة خارج أوقات الدوام الرسمي"، موضحاً أن "السبب الثاني هو المستهلك العراقي الذي يشتري من هذه الجزر بأسعار أقل محال القصابة وبذلك تصبح هذه الأماكن رائجة لاستقطاب المستهلكين".
واقترح البياتي "تشكيل عمليات مشتركة من وزارات الزراعة والصحة والداخلية وأمانة بغداد لمتابعة ظاهرة الجزر العشوائي في أوقات الدوام الرسمي وبعده"، داعياً وزارة الزراعة الى "بناء مزارع للمواشي تكون مركزية أي أن اللحم يباع فيها بسعر مدعوم لمن يحمل هويات الرعاية الاجتماعية".
واعتبر أن "ذلك سيؤدي لمنافسة المدعوم الحكومة بالقطاع الخاص"، موضحاً أن "ظاهرة الجزر العشوائي تؤثر على البيئة وعلى المنظر الحضاري للمناطق إضافة الى الأمراض التي تسببها".
وتابع أن "أصحاب هذه المجازر العشوائية بامكانهم فتح محال قصابة، لكن البعض يسعى الى الكسب السريع والاعلى"، مشدداً على ضرورة "وجود رقابة شديدة بهذا الجانب".
وبين مدير الرقابة الصحية سابقاً دكتور حسن مسلم لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "ظاهرة الجزر العشوائي تعتبر إحدى المخالفات القانونية للرقابة الصحية، حيث تعد مصدراً لتكاثر المسببات المرضية بجميع أنواعها"، لافتاً الى أن "هذه الظاهرة تعتبر أحد مصادر نقل عدوى الأمراض الانتقالية من الحيوان للانسان".
وذكر أن "هذه الظاهرة غير صحية وغير حضارية"، مشدداً على "ضرورة امتلاك جميع العاملين في عملية الجزر، إجازة صحية من قسم الرقابة الصحية في دائرة الصحة العامة بوزارة الصحة".
كما قال الباحث الاجتماعي والمعالج الصحي والنفسي للاطفال مصطفى منير لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "ظاهرة الجزر العشوائي في أزقة الشوارع مؤذية للمجتمع وخاصة الطفل بعمر 9 سنوات فما دون نفسياً وجسدياً وعقلياً من خلال مشهد الذبح"، مشدداً على ضرورة "إبعاد الأطفال عن عملية الذبح لتلافي حالة الذعر المفاجأة والصدم المفاجأة أو الكبد البعدي أي الحزن، أو التبول اللا إرادي أو الخوف العمدي الذي يتضمن الخوف من الحيوانات، فضلاً عما تسببه من أحلام وكوابيس مرعبة للطفل أثناء النوم".
وبين أن "ذلك يؤثر أيضا على درجات الذكاء لدى الاطفال التي يكون تركيزهم فقط في مشاهدة لقطات عمليات الجزر"، موضحاً "أننا قدمنا في الجامعة المستنصرية برنامج الصور التطبيقي (الاي بي اي بكج) والذي يتمثل بالتحليل التطبيقي للصورة حيث قدمنا صور الذبح للطالبات قبل الطلاب والذين أكدوا استمرارهم التفكير بالصورة".
وشدد منير على "ضرورة أن تكون مراكز الذبح والجزر في مكانها الخاص بعيداً كل البعد عن الاطفال".
من جانبه، أوضح المواطن سلام كامل أن "شراء اللحوم من الطرق، يلجأ له البعض بسبب اختلاف سعرها عن أصحاب محال القصابة، حيث نجد بعض المحال تبيع كيلو اللحم الواحد بـ16 ألفاً والقسم الآخر بـ14 ألفاً وآخرون بـ12 ألفاً، بينما البيع في الطرق بـ8 أو 9 آلاف دينار، الأمر الذي يدفع المواطنين وخاصة أصحاب الدخل المحدود الى الشراء عن طريق الجزر العشوائي".
وبين: "لو وزعت الحكومة للمواطن الفقير الدجاج أو اللحم في الحصة التموينية، لخففت الكثير عن كاهله".