وصل مساء اليوم الخميس، جثمان المعماري العراقي الراحل قحطان المدفعي إلى أرض الوطن، بعد أن وافته المنية في الخامس من الشهر الجاري في العاصمة اليونانية أثينا.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
ووثقت عدسة وكالة الأنباء العراقية، عملية وصول جثمان الراحل اليوم إلى مطار بغداد الدولي.ويقول محمد إلهام المدفعي ابن شقيق المعماري الكبير لوكالة الأنباء العراقية (واع)، "اليوم للحزن عمق أشد من خبر سماعنا لخبر الوفاة، قحطان المدفعي أسطورة المعمارية العربية والكلمات لا تكفي لوصف من قدم لوطنه الشيء الكثير، دروساً ومنجزات".
وأضاف "نشكر رئيس الجمهورية برهم صالح على الاهتمام شخصيا بمراسم التشييع، الراحل كانت له أمنية أن يدفن في بغداد وبمدينة الاعظمية تحديدا".
ومن المقرر أن يشيع جثمان الراحل الكبير الذي عرف أيضاً بكونه فناناً تشكيلياً، في العاشرة من صباح يوم غد الجمعة من جامع آل بنية بمنطقة العلاوي وسط وبغداد، وهو الصرح الذي صممه المدفعي ذاته وعرف عنه كذلك تصاميمه وصروحه المعمارية التي أزدانت بها شوارع بغداد ومحلاتها وبلداتها ومن بينها جامع آل بنية.
ولد قحطان المدفعي في عائلة علم وفن وأدب حيث كان والده من المولعين بالرسم، كما كان عمه زيد محمد صالح فنانا.
وبدأ المدفعي دراسته الأولى في بغداد ليواصل دراسته الجامعية في الهندسة المعمارية في جامعة ويلز البريطانية وفي مدينة كارديف بالذات (عاصمة ويلز بعد ذلك)، وما أن تخرج من الجامعة حتى سارع بالعودة لأرض الوطن وذلك عام 1952.
وفي أهم انجاز في بداياته، فاز تصميم المدفعي لدور موظفي مصفى الدورة بالجائزة الأولى مناصفة مع المهندس المعماري جعفر علاوي، وذلك بعد فترة وجيزة من عودته للعراق مما أعطاه زخما للعمل أدى الى انطلاقة غير مسبوقة بروح الإبداع، فكانت فكرته أن يقوم بتصميم بناية لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين وذلك عام 1956 حيث استوحى تصميمه من فكرة الخيمة العربية.
وتقول مصادر العمارة العراقية أن المدفعي كان قد فاز عام 1957 وبالاشتراك مع معماريين عراقيين من أمثال الراحل عبد الله إحسان كامل في مسابقة معمارية لتصميم مصرف الرهون في شارع الملكة عالية أو شارع الجمهورية ببغداد، حيث اعتبر المبنى حينذاك بمقياسه الهندسي الضخم واحدا من الحوادث المهمة في المشهد المعماري العراقي، كما أنه امتاز بلغة معمارية صافية ومقنعة في مفرداتها.