خلال زيارته لإحدى المدارس في بغداد لمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، دعا رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الطلاب الى عدم الاستماع الى عناوين الطائفية والعنصرية، وعدم الاستماع للذين يحاولون ان يفرقوا بينكم، بل تمسكوا بعراقيتكم وانكم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات.هذه الاشارة المهمة التي وجهها رئيس الوزراء الى هذه المسألة الشديدة الأهمية وفي هذه الظروف، أنما تعني الرغبة في الارتقاء بها الى مستوى القضايا الوطنية المهمة الأخرى.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وهو توجه لا يعني فقط طلاب المدارس الذين التقى بهم فقط، انما توجه لجميع الطلاب والشباب بل وحتى جميع العراقيين من مختلف الفئات العمرية ومن مختلف اطياف وانتماءات الشعبالعراقي .
غير ان هذه الدعوة المهمة والمفيدة، والتي تشي بحضور لافت للدعوات الطائفية والعنصرية بل وحتى التطرف، انما ستكتسب اهمية اكبر واعظم اذا استكملت بالسعي لحلول جذرية وشاملة لها تتجاوز الحديث الدائم عنها دون الانتقال به لمثل تلك الحلول المرجوة. إن نقطة الانطلاق للبدء والسعي لتحقيق تحول مهم وكبير في معالجة الطائفية والعنصرية تتجلى في اقدام الحكومة على تشكيل مجلس اعلى او هيئة عليا من الاكاديميين وعلماء الاجتماع والتربية وعلم النفس وخبراء في السياسة وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، تتحدد المهام الرئيسة لها بصياغة وتعميم الخطاب الوطني الذي يعزز الهوية الوطنية، ويحترم كذلك في الوقت نفسه خصوصيات الهويات الفرعية المذهبية والدينية
والأثنية.
وغيرها من هويات وطنية، ومع تبيان وتوضيح اهمية تعزيز الهوية الوطنية كأحد الشروط الأساسية لوحدة العراقيين التي تساعد على بناء وتقدم وازدهار العراق، تبيان وتوضيح في الوقت نفسه، مع استمرار اعتزاز الجميع بهوياتهم الفرعية، ينبغي ويشترط احترام وتقدير الهويات الفرعية الاخرى وثقافاتها وعدم التقليل منها والتقليل من شأنها وعدم توجيه الأوصاف والكلمات السيئة وغير المقبولة
بحقها .
وبالطبع، فأن هذا الخطاب الذي تصيغه وتوجهه اللجنة أو الهيئة العليا الى الامهات والآباء، والى المعلمين والمدرسين في المؤسسات التعليمية، والى الخطباء والقائمين على مختلف المؤسسات الدينية، انما يتطلب مراعاة أعمار من يتوجه اليهم ذلك الخطاب، وان يتم تطويره وتعديله وفقاً لتطورات الاحداث، هذا اضافة للمراقبة المستمرة لتطبيقه بالشكل
الصحيح.
وهنا يمكن التوقع ان يحقق ذلك بداية لحلول جذرية وفعالة لمواجهة الطائفية والعنصرية، وحتى للأفكار المتطرفة التي تنتعش بتلك الاجواء.