بغداد - واع
إجماع عراقي، رفضاً لمحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، عبرت عنه مؤسسات رسمية وشخصيات سياسية وفعاليات شعبية رآت فيها تحركاً غير مسبوق لضرب الأمن والنظام والدولة، وفيما استنفرت الأجهزة الأمنية تحركاتها للايقاع بالمتورطين، دعا رئيس الحكومة إلى التهدئة وضبط النفس من أجل العراق.
رئيس الجمهورية برهم صالح، زار الكاظمي صباح اليوم، واعتبر محاولة الاغتيال أفعالا مفلسة تحاول زعزعة أمن العراق، فيما أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان خلال لقائه رئيس الوزراء بذل أقصى الجهود للتحقيق بحادث الاعتداء الجبان وملاحقة الجناة.
وجدّد الكاظمي من جانبه تأكيداته على "المضي قدماً في كل ما من شأنه إصلاح الأوضاع على مختلف الصعد، وحماية المسارات الدستورية والقانونية" وفقاً لبيانين رسميين.
سياسياً، وصف زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، في تغريدة له الحادثة بالعمل الإرهابي معتبراً استهداف الجهة العليا في البلاد استهدافا واضحاً للعراق وشعبه، وأمنه واستقراره ومحاولة لإرجاعه إلى حالة الفوضى ليعيش تحت طائلة الشغب والعنف والإرهاب، فيما أدان أمين عام منظمة بدر هادي العامري في بيان له عملية الاستهداف مطالباً الجهات المختصة بالتحقيق في الموضوع والتثبت من الحقائق وكشف من يقف وراء ذلك ومحاسبته أيَّاً كان.
رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أدان بدوره استهداف منزل رئيس الوزراء وفيما دعا الى "معالجة الامور بحكمة وروية بعيدا عن العنف" شدد على ضرورة "منح العقلاء من السياسيين فرصة معالجة الأمور بعيدا عن ردود الأفعال المتشنجة".
ووصف رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي الاعتداء بـ"المشبوه" ، داعياً "للحذر من خلط الأوراق وضبط النفس ضرورة، والحوار والتفاهم والتضامن".
أما موقف رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم فقد جاء محذراً بشدة "من أن استهداف رئيس أعلى سلطة تنفيذية يمثل تطوراً ينذر بأحداث أخطر إذا لم يتدارك العقلاء وأصحاب القرار تداعياته".
رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي، أكد من جانبه أن ما جرى يشكل فعلا مستنكرا، يسعى للفوضى، وتهديدا حقيقيا للأمن والاستقرار، مطالباً الجميع "بالعمل بشكل جاد من أجل تفويت الفرصة على أعداء العراق والعبور بالوطن إلى ضفة الأمان".
إقليم كردستان، أدان محاولة الاغتيال عبر موقفين عبر عنها رئيس الإقليم نجيرفان بارزاني ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.
وعدّ الأول، في تغريدة له، "العمل الارهابي تطوراً خطيراً يهدد الامن والاستقرار في البلاد وينذر بعواقب وخيمة"، فيما استنكر الثاني خلال اتصال هاتفي جمعه بالكاظمي حادث الاعتداء الإرهابي الجبان.
تنفيذياً، عقد المجلس الوزاري للأمن الوطني اجتماعاً برئاسة القائد العام للقوات المسلحة، صدره عنه بيان رسمي اعتبر محاولة اغتيال رئيس الوزراء استهدافاً خطيراً للـدولة العراقية.
وأكد أن "عملية الاستهداف، تمت على يد جماعات مسلحة مجرمة قرأت ضبط النفس والمهنية العالية التي تتحلى بها قواتنا الأمنية والعسكرية ضعفاً، فتجاوزت على الدولة ورموزها، واندفعت إلى التهديد الصريح للقائد العام ولقواتنا".
وشدد على أن "الاجهزة الامنية، ستعمل بكل ثبات، للكشف عن الجهات المتورطة في هذا الفعل الإرهابي، والقبض عليها، وتقديمها إلى المحاكمة العادلة".
في الاثناء، شكل المجلس لجنة عليا للتحقيق بمحاولة الاغتيال برئاسة مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي وعضوية وكيل شؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية الفريق احمد ابو رغيف".
وفجر اليوم، أعلنت خلية الإعلام الأمني، تعرض رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي إلى محاولة اغتيال فاشلة بطائرة مسيَّرة مفخَّخة، فيما أكدت أنه لم يصب بأي أذى.
بعدها دعا الكاظمي في تغريدة له، الجميع إلى الحوار الهادف والبنَّاء من أجل العراق ومستقبله، مشيراً إلى أن الصواريخ والطائرات المسيرة الجبانة لا تبني أوطاننا ولا مستقبلنا".
وفي أول توضيح رسمي لملابسات الحادثة، قالت وزارة الداخلية إن محاولة الاغتيال جرت بثلاث طائرات مسيرة، أسقطت القوات الامنية اثنتين منها فيما هاجمت الثالثة منزل رئيس الوزراء.